Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jan-2018

الجمعة والأحد القادمين في القدس - بلال حسن التل

 الراي - استعرضت في المقال السابق، بعض مكونات خطة العمل،التي أعلنتها جماعة عمان لحوارات المستقبل لاستنهاض الأمة من أجل القدس،والتي رسمت ملامح لأدوار يمكن أن يؤديها كل فرد منا في موقعه، خاصة العلماء والإعلاميين ، وقد بينتُ في المقال المشار إليه ما هي الأدوار المقترح عليهم القيام بها.

 
في هذا المقال سأتناول جوانب أخرى تحتاج إلى عمل جماعي لتؤتى أكلها،فقد اقترحت الخطة أن يتبادل الناس التحايا في يومي الجمعة والأحد من كل أسبوع بالقول «الجمعة أو الأحد القادم في القدس» وهي ممارسة وإن بدت بسيطة، لكنها ستؤتي أكلاً عظيماً،أول نتائجه إبقاء القدس حية في ضمائرنا،وضمائر الناشئة من أبنائنا، وبذلك نقطع الرهان على المحتل، الذي يراهن على أن الأجيال اللاحقة من أبناء هذه الأمة سينسون فلسطين والقدس، غير متعظين بأن أبطال الحجارة، وجيل عهد التميمي أشد ضراوة في مقاومة احتلالهم، وظل أن يكون كل أطفال الأمة السند والمدد لأطفال فلسطين إن نحن ربيناهم على ذلك، وعودناهم على تحية الجمعة والأحد القادمين في القدس إن شاء االله، فهذه إحدى أدوات خسارة العدو الرهان على الزمن.
 
أما النتيجة الثانية فهي تمتين اللحمة الوطنية مما سيسد أبواب الفتن الطائفية التي طالما سعى أعداء الأمة لتأجيجها للنفاذ من خلالها إلى نسيجنا الوطني والقومي لتمزيقه.
 
أما النتيجة الثالثة لهذه التحية إن شاعت بيننا، فهي التذكير بأننا وعبر كل مراحل تاريخنا كنا يداً واحدةً، وخندقاً واحداً، في مواجهة أعداء الأمة، ففي تاريخنا أن العرب المسيحيين من أبناء هذه البلاد كانوا خيرمعين لجيوش الفتح للشام ومصر وغيرهما من الأمصار التي وصلت إليها جيوش الفتح.
 
ومنها أيضاً أن مسيحي هذه الأرض انحازوا إلى عروبتهم،في مواجهة كل الحروب، بما في ذلك الحروب التي اتخذت الصليب شعاراً وستاراً، فسماها الغزاة الحروب الصليبية، وسميناها نحن حروب الفرنجة، إجلالاً للصليب ولنبي المحبة، من أن يكونا ستاراً للعدوان، وهو بالضبط ما فهمه مسيحيو هذه البلاد، وهم أصل المسيحية وأهلها وحماتها الحقيقيون، لذلك انحازوا إلى إخوانهم وشركائهم في الوطن، ولم يخطف أبصارهم البريق الزائف للصلبان المرفوعة على سهام الغزاة، الذين أغرقوا وطن المسيح بدماء الأبرياء ومنها الدم المسيحي، فقد قتل الصليبيون في طريقهم إلى القدس عشرات الآلآف من المسيحيين الأرثوذكس، مما يؤكد صحة تسميتنا لهذه الحروب بحروب الفرنجة، وصحة خيار مسيحي هذه البلاد في انحيازهم لعروبتهم، فلم يقعوا في فخ توظيف المقدس لخدمة المصالح السياسية، فقد شربنا علقم هذا التوظيف من جراء خديعة رفع المصحف على رؤوس السهام أيام الفتنة الكبرى.
 
ومثلما انحاز أهل المسيحية الحقيقية من أبناء هذه البلاد إلى عروبتهم لمواجهة حروب الفرنجة القديمة، فقد مارسوا نفس الفعل في حروب الفرنجة الحديثة فلم يأبهوا لقول القائد الفرنسي هنري غورو عندما وقف أمام قبر صلاح الدين ليقول «هاقد عدنا يا صلاح الدين»، مثلما لم يأبهوا لقول القائد الإنجليزي أدموند ألنبي عندما دخل القدس قائلاً «الآن انتهت الحروب الصليبية» فهبوا لمقاومة المستعمر لبلادهم، فكانوا من رموزمقاومته، أما في مواجهة العدوان الاستيطاني الصهيوني على فلسطين،فلا مجال لحصر الحديث عن دور مسيحيي هذه البلاد في مواجهة هذا العدوان في سطور هذا المقال،ويكفي هنا ذكر بطولات المطران كبوجي كرمز من رموز مقاومة الاحتلال، وكيف لا ينحاز مطارنة فلسطين وغيرهم من مطارنة الشرق أمثال البابا شنودة ضد الغزوة الصهيونية الاحتلالية وأجدادهم هم الذين سلموا مفاتيح القدس لعمر بن الخطاب، على شرط أن لا يساكنهم فيها أحد من اليهود, وهذا جزء من تاريخنا آن آوان استحضار صفحاته المشرقة، كإحدى أدوات العمل الجماعي والمقاومة الثقافية للاحتلال، وبناء وعي الأمة حول القدس كإحدى مكونات خطة العمل التي تقدمت بها جماعة عمان لحوارات المستقبل.
Bilal.tall@yahoo.com