Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-May-2017

الشباب بين الاتباع والابداع - د. فيصل غرايبة
 
الراي - إذا ما ذهبنا مع «ابن خلدون « أن أخلاق الناس وقيمهم، تتحدد حسب فرصهم بالمعاش، فإننا نجد الشباب تتصارع حياته بين القديم والحديث، وبين المحلي والعالمي، بين الثقافة التقليدية التي تميل إلى الإتباع والامتثال وبين الثقافة التحديثية التي تنظر إلى المستقبل بإبداعه وانفتاحه وبشيء كبير من رفض الواقع الثقافي الاجتماعي.وبما أن الشباب من أكثر شرائح المجتمع رغبة وحماسة في تحقيق طموحاته وأهدافه، والتي يتجاوز فيها إمكانياته وقدراته، فانه يواجه إحباطا ومشكلات وقد يتجه إلى طرق غير مشروعة، يخترق فيها قيم المجتمع ومعاييره وضوابطه،فيقع من جرائها في الأخطاء ويرتكب الجرائم.
 
ومن هذا القبيل ممارسة العنف والاساءة الذي يقصد به تدمير المجتمع واعتداء على أرواح البشر، وخروج عن القانون،وسلوك لا إنساني ينفرد به قلة انتزعت منها المشاعر الإنسانية. وهو شكل من أشكال التطرف والتعصب لا صلة له بالدين،والذي نهانا عنه الله،الذي قال في كتابه العزيز:»لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين»-المائدة28- كما قال عز وجل:»لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم»-البقرة 256-مثلما قال سبحانه وتعالى: «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»- يونس99- وعن الرسول محمد قوله صلى الله عليه وسلم:»من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من إثمهم شيء».
 
لذا نجد ان الدراسات الميدانية قد كشفت أن من الأسباب الدافعة إلى العنف:عدم ادراك القيم الدينية،وعدم انتشار الوعي الثقافي، وضعف الشعور بالانتماء الوطني،وانتشار الجماعات الداعية للعنف وتحاول أن تجتذب الشباب،ولا نغفل دوافع أخرى كالبطالة وقلة الدخل الاقتصادي،وعدم استثمار وقت الفراغ. أما عما يحدثه العنف والتطرف للمجتمع من أضرار بالمجتمع فيتمثل بالإضرار بالشباب نفسيا ومعنويا،وضياع أرواح بريئة،وعدم الشعور بالأمان،وخفض الروح المعنوية بالمجتمع،وتهديد السياحة وتفكك المجتمع،والإساءة إلى الدين،وتدني مستوى الإنتاج.
 
لذلك فان من الحلول المناسبة لمواجهة العنف والتطرف، هو نشر الثقافة الدينية السليمة،وتوفير فرص العمل،وحرية التعبير،ومحاورة الشباب للتعرف على أفكارهم وتصويبها،ونشرالوعي الوطني،والاهتمام بالكتب الموجهة للشباب،وإعداد أنشطة لإشغال أوقات الفراغ،والتشجيع على الانخراط في الأنشطة الرياضية،ومناقشة مشكلات الحياة بندوات للشباب،وتدعيم دور أجهزة الأمن والرقابة،ونشر محاكمات الإرهابيين والمسيئين للمجتمع بشكل فادح،وتشديد العقوبة عليهم.
 
يقتضي ذلك من الشباب والأسرة والمدرسة والجامعة ومنظمات المجتمع أن تسعى الى التخطيط لإرشاد أسري لا يقوم على النبذ والكتم والإخضاع،وتلبية حاجات الأبناء الأساسية والمقبولة اجتماعيا بقدر الإمكان المادي للأسرة،وتجنيبهم أسباب الشعور بالحرمان،وتربية الأبناء على احترام الرأي والاتجاه والمسؤولية الاجتماعية،وتنمية الوازع الديني من غير تزمت ولا تعصب،وتعويد الأبناء على التفكير المنطقي الموضوعي بلا تحيز أو تعصب، وتكامل جهود الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد تجاه الجيل الجديد نحو خلق وعي بقضايا الشباب، بدون كلام موتور وخطاب متهيج. وكذلك الحد من انتشار الاتجار بالدين من خلال الأشرطة والكتيبات المدسوسة والمحبوكة، وحماية الشباب من تاثير الاعلام الذي ينمي اللامبالاة والاستهتار، هذا عدا عن تناول قضايا التكفير والتطرف بالمناقشة والتوضيح للراي العام عامة وللشباب خاصة.
 
.dfaisal77@hotmail.com