Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jan-2022

إسرائيل لا تستبعد ترميم العلاقات مع تركيا

 الغد-هآرتس

بقلم: يونتان ليس
21/1/2022
 
في إسرائيل تفاجأوا في هذا الأسبوع من قرار الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، بأنه سيكشف أمام الصحفيين عن وجود اتصالات حول زيارة محتملة لرئيس الدولة، اسحق هرتسوغ، في تركيا. أمس اتصل وزير الخارجية التركي، مبلوط تشوبوشولو، مع نظيره الإسرائيلي من أجل السؤال عن سلامته بعد أن أصيب بكورونا وتعافى منه. هذه كانت المحادثة الأولى بين وزيري الخارجية التي استهدفت بالأساس المجاملة. مرة تلو الأخرى في الأشهر الأخيرة أرسل اردوغان وحاشيته رسائل علنية حول رغبتهم في ترميم العلاقات مع إسرائيل، لكنهم ووجهوا حتى الآن بالتشكك من المستوى السياسي.
“نحن حذرون”، اعترف مصدر إسرائيلي رفيع مطلع على محاولة إعادة العلاقات بين الدولتين الى مسارها. في إسرائيل لا يستبعدون احتمالية أن العلاقات موجودة في مسار الترميم، لكنهم قالوا إن الأمر يتعلق بعملية بطيئة ومحسوبة. الخوف هو بالأساس من شخصية الرئيس التركي المتقلبة، ومن دعمه المستمر للفلسطينيين، ومن أنه يحاول استخدام إسرائيل من أجل تحسين وضع تركيا الاقتصادي وتعزيز قوتها الإقليمية.
“الأتراك يعملون الآن على الدفع قدما بالعلاقات مع عدد من دول المنطقة في الوقت نفسه”، قال الدكتور نمرود غورين، رئيس معهد “نتفيم”. وحسب قوله، فإن “الخطوة المهمة من ناحيتهم هي التي تجري مع اتحاد الإمارات. هم يوقعون معها على اتفاقات بمبالغ ضخمة، والإماراتيون بدأوا يستثمرون في الاقتصاد التركي. وطرحت أيضا إمكانية مشاريع ثلاثية؛ إسرائيل وتركيا والإمارات، هذا يمكن أن يزيد الفائدة لإسرائيل من تحسين العلاقات مع تركيا وضمان ألا يكون هناك معارضة من الإمارات لذلك”.
في اللقاء الذي جرى مؤخرا في أنقرة بين اردوغان ومحمد بن زايد، تم الاتفاق على استثمارات بحجم 10 مليارات دولار في تركيا التي تعاني أزمة اقتصادية شديدة، وصفقات تبادل نقدي أخرى بحجم 5 مليارات دولار على الأقل. اردوغان أعلن في حينه أنه ينوي تطوير العلاقات مع إسرائيل ومصر من أجل فتح آفاق إضافية للتصدير التركي.
العلاقات بين تركيا وإسرائيل عرفت بالأساس هبوطا في العقد الأخير. في الأزمة الأخيرة، في أيار 2018، طردت تركيا وأهانت بالفحص الأمني السفير الإسرائيلي احتجاجا على 61 فلسطينيا قتلوا في المواجهة في القطاع. أيضا السفير التركي غادر إسرائيل على خلفية هذه المواجهة. “مع لاساميين مثل اردوغان لا يجب التصالح”، قال بغضب لبيد في حينه. السفراء لم تتم إعادتهم منذ ذلك الحين، لكن مستوى العلاقات بين الدولتين لم ينخفض. لذلك، لا توجد أي قيود لإعادة العلاقات من جديد في أي لحظة.
في تصريحاته الأخيرة سمع اردوغان معتدلا أكثر بالنسبة للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي كان بؤرة الأزمات بين الدولتين في السنوات الأخيرة. في زيارته لقطر في كانون الأول الماضي، قال الرئيس التركي إنه “يجب على إسرائيل أن تظهر حساسية لموضوع القدس والمسجد الأقصى. ونحن سنعمل كل ما في استطاعتنا للقيام بخطوات نحوها. الطرف الإسرائيلي يعرف مخاوفنا ونحن نعرف مخاوفه. لذلك، يمكننا حل المشكلة (بيننا) استنادا الى ذلك”. وحسب أقوال الدكتور غورين، فإن “الخلاف بين إسرائيل وتركيا حول الموضوع الفلسطيني سيبقى وسيتواصل في التسبب بالتوتر بما أنه لا يوجد أي تقدم في العملية السلمية. ولكن اردوغان يبث إشارات بأنه يمكنه أن يحسن في هذه الأثناء التعاون في مواضيع أخرى”.
هرتسوغ محور رئيسي
منذ بداية ولاية حكومة بينيت-لبيد، حتى قبل ذلك، بحث اردوغان عن طرق لتعزيز العلاقات بين الدولتين. اعتقال الزوجين نتالي وموردي اوكنين في تشرين الثاني الماضي وفر فرصة لكسر الجليد. بينيت تحدث في حينه للمرة الأولى مع اردوغان وشكره على تدخله الشخصي في إطلاق سراحهما. وعلى المستوى السياسي كان هناك من قدروا في حينه بأن إطلاق سراحهما الذي نفذ من دون أي شرط لتركيا يمكن أن يشق الطريق أمام تبادل السفراء. ولكن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن. المكالمة بين بينيت واردوغان كانت الأولى بين الزعيم التركي ورئيس حكومة إسرائيلي منذ 2013. في حينه اتصل معه الرئيس السابق بنيامين نتنياهو أثناء زيارة الرئيس الأميركي السابق أوباما في إسرائيل، واعتذر عن قتل المواطنين الأتراك على متن سفينة “مرمرة” الى غزة في 2010، التي أدت الى تدهور العلاقات بين الدولتين.
على خلفية تصريحات بينيت ولبيد السابقة، يبدو أن اردوغان اعتبر الرئيس هرتسوغ المحور المركزي للاتصالات بين الدولتين. الاثنان تحادثا في الأشهر الأخيرة ثلاث مرات. المحادثة الأولى كانت في الصيف بعد بضعة أيام على تسلم هرتسوغ منصبه. المحادثة الثانية كانت في أعقاب إطلاق سراح الزوجين اوكنين. والمحادثة الثالثة كانت في الأسبوع الماضي عندما أراد اردوغان تعزية نظيره الإسرائيلي بوفاة والدته. ولكن اللقاء بين اردوغان وهرتسوغ ما يزال بعيدا عن التحقق: لم يتم تحديد موعد أو مكان له. وفي إسرائيل هناك من يحذرون من المزاج غير المتوقع لاردوغان، الذي يمكن أن يلغي الحدث في اللحظة الأخيرة.
الدكتور غورين يعتقد أن البرود الذي تظهره إسرائيل تجاه جهود تركيا يمكن أن يمس بالعلاقات بين الدولتين. “حسب رأيي، هذا خطأ. ونحن يمكن أن نفوت بذلك فرصة”، قال غورين. “منذ سنة والأتراك يبثون إشارات عن استعدادهم لتحسين العلاقات مع إسرائيل. تقترب اللحظة التي فيها سيضطر بينيت الى اتخاذ قرار. المنظومة حذرة، لكن إعادة السفراء يمكن أن تخدم مصالح إسرائيل”.
في إسرائيل يريدون ألا يمس التقارب مع تركيا بالعلاقات الدافئة بين إسرائيل واليونان وقبرص على خلفية التوتر بينها. مصدر سياسي قال للصحيفة إن هناك ثلاث دول تعمل بتنسيق فيما بينها حول إمكانية تدفئة العلاقات مع تركيا. أمس، وصل وزير الدفاع اليوناني لزيارة إسرائيل. ومستضيفه الوزير بني غانتس استغل هذه الزيارة من أجل تأكيد التزام إسرائيل تجاه اليونان. “التزام إسرائيل بالتعاون الأمني مع اليونان يقوم على مصالح وقيم مشتركة”، قال غانتس.