Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jul-2017

مجاهدي خلق «عربية» - احمد ذيبان
 
الراي - ربما هذه من الحالات النادرة، التي تتفق فيها مصالح الغالبية العظمى من الشعب الايراني، مع المصالح العربية على هدف واحد ، وهو ضرورة إسقاط نظام الملالي ، فالشعب الايراني يعاني من ظلم وقمع غير مسبوق ،وإهدار مقدراته على حروب عبثية خارجية ، والعرب يتعرضون لارهاب هذا النظام عبر تدخلاته المباشرة ونشر «فيروس» الطائفية ، من خلال ميليشيات طائفية تعيث فسادا في عديد الاقطار العربية مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان، ويسعى لتغذية الفتنة الطائفية في بلدان أخرى ، وهو في الحقيقة يشكل الوجه الآخر ل»داعش «من خلال استخدام الدين والمذهب كمنهج لحكم بوليسي ، بل أنه للمفارقة يرفع شعار» المقاومة والممانعة» ضد اسرائيل ،لكنه يتفق معها في عنصر مشترك ،وهو إقامة دولة على أسس دينية !
 
يوم السبت في الاول من تموز الحالي ،عقد في باريس المؤتمر السنوي للمقاومة الايرانية ، وبقدر متابعتي للاحزاب والحركات السياسية ، لا أظن أن أي حركة معارضة تعمل في المنفى، تستطيع حشد هذا العدد الهائل من أعضائها ومناصريها.. ما يزيد عن مئة ألف شخص،جاءوا من مختلف جهات الارض وعلى نفقتهم الخاصة، يشاركون وينظمون المؤتمر بحماس منقطع النظير ، فضلا عن مئات الشخصيات السياسية والثقافية والاعلامية من مختلف دول العالم ، حتى الاجراءات الامنية لهذا التجمع الهائل كانت من مسؤولية عناصر المنظمة !
 
نفقات المنظمة تعتمد على تمويل وجهد ذاتي، لا يوجد دعم من أي دولة أو جهة سياسية ، ومصادرها التبرعات التي يجمعها أعضاء المنظمة ومساهماتهم الشخصية، ولذلك فهي تمتلك قرارها المستقل، ولا تخضع الى إملاءات من أي طرف. وتمنيت أن يكون لدى العرب منظمة مجاهدي خلق ،أو مجاهدي الشعب «عربية» !
 
كان مشهد المؤتمر مبهرا أشبه بلوحة فنية، خطفت أنظار الضيوف والمدعوين الذين عبروا عن ذهولهم لما شاهدوه ،وبينهم السيناتور الاميركي السابق جوزيف ليبرمان ،الذي قال انه عندما ترشح لمنصب نائب رئيس الجمهورية ،لم يخاطب تجمعا انتخابيا خلال حملته يزيد عن الف شخص !
 
في بلادنا العربية ، ما أكثر الاحزاب والحركات السياسية حين تعدها ،لكنها في الواقع أشبه ب»دكاكين « صغيرة يرتبط اسم الحزب بشخص الامين العام ، وحتى أكبر حركات الأسلام السياسي داخل بلدانها، لا تستطيع جمع جمهور يتراوح بين « 20 و30 الف» شخص !
 
أما الحكومات فقد تستطيع بالإكراه والترغيب ،تجميع عشرات الالاف في مناسبات معينة ، من الموظفين والمنافقين والمنتفعين والوصوليين والبسطاء ، وتسخير إمكانات الدولة لانجاح المناسبة والهتاف ل»القائد الضروة» ! لكن أعضاء منظمة «مجاهدي الشعب» ، يعيشون في المنفى ومطاردين من نظام الملالي ، ومع ذلك يحشدون في مؤتمرهم السنوي أكثر من مئة ألف ، وبشكل طوعي ودون دعم من اي جهة..ما السر في ذلك ؟
 
ببساطة هذه المنظمة تمتلك إرثا نضاليا وأعضاءها مستعدون للتضحية ، وفي مقدمتهم السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة في المنفى ، وقدمت المنظمة تضحيات كبيرة خلال حكم الشاه، في سبيل اقامة دولة ديمقراطية مدنية ، تقيم علاقات تعاون وحسن جوار طيبة مع دول العالم وخاصة جيرانها العرب ! وبعد أن وصل نظام الشاه الى نهايته ، هبط الخميني فجأة ليغتصب الحكم ،عبر إطلاق شعارات طائفية مستغلا البسطاء الذين تحركهم الدوافع المذهبية ، وفرض نظام «ولاية الفقيه» الذي يجسد فكرة ظلامية تعود الى أربعة عشر قرنا ! وفتك بقوى المعارضة الحقيقية وأهمها «مجاهدي خلق « ،لكن المنظمة واصلت نضالها بصلابة في الداخل والخارج ، وفق رؤية واضحة تقوم على استحالة التعايش مع هذا النظام، الذي يمارس القمع والارهاب وإفقار الناس ، وكما قالت رجوي في كلمتها، ان ايران تحكم من قبل 4 % من السكان ،وهم نظام الملالي وبطانته !
 
ونحن اليوم أمام حاجة ملحة ، لإقامة تنسيق عربي مع منظمة « مجاهدي خلق « القوة الرئيسية المعارضة، وكان من بين أهم الشعارات التي طرحت في مؤتمر باريس ، بناء جبهة سياسية عربية – ايرانية عريضة ،هدفها العمل المشترك للخلاص من هذا النظام الفاشي.
 
Theban100@gmail.com