Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2016

الإسلام وماركس مزيج "عقائدي" يدرس للأئمة في الصين
 
ينشوان -- (ا ف ب) تذكر لوحة من الرخام الأبيض حفر عليها بأحرف ذهبية شعار "حب البلاد، حب الديانة"، وانغ يوي وهو في طريقه إلى معهد الدراسات الإسلامية كل صباح، بأنه يستطيع ان يحب الدولة الصينية والله معا وان كان الوطن يأتي اولا.ويخفي هذا الشعار تناقضا كبيرا في بلد يقوده الحزب الشيوعي الصيني، الحزب الوحيد والملحد رسميا. لكن طلاب معهد ينشوان (شمال) أحد أهم معاهد الصين، لا يرون اي تناقض بين تعاليم كارل ماركس والإسلام.
ويقول وانغ وهو في سنته الرابعة والاخيرة من الدراسات الإسلامية ان "حب البلد يعني ان يكون الرجل مواطنا صالحا ومسلما صالحا". وأضاف أن "الماركسية والديانة ليستا متناقضتين وفهم ديانات ونظريات الآخرين يمكن ان يساعد على فهم افضل للعقيدة الذاتية".
وينص الدستور الصيني على حرية العبادة لكنه يرسم حدودا صارمة لهذا المبدأ اذ لا يعترف سوى بخمس ديانات تفرض قيود صارمة على ممارسة شعائرها.
واكد الرئيس الصيني شي جينبينغ في مؤتمر حكومي في نيسان (ابريل) ان الديانات في الصين يجب ان تتبع قيادة الحزب الشيوعي.
وقال شي كما نقلت وكالة الانباء الصينية الرسمية "علينا ان نوجه ونعلم الأوساط الدينية واتباعها القيم الاساسية للاشتراكية". واضاف "يجب ان نكافح بتصميم التسلل الخارجي الذي يستخدم وسائل دينية وان نمنع الانحراف العقائدي من قبل المتطرفين".
ويمارس الإسلام في الصين افراد الهوي وهم صينيون مميزون اتنيا لكنهم مندمجون وقريبون جدا من الهان، الاتنية التي تشكل اغلبية، وكذلك الاويغور، الاقلية الناطقة بالتركية في اقليم شينجيانغ والقريبة ثقافيا من آسيا الوسطى.
وتستهدف السلطات الاويغور السنة مثل الهوي، بسبب اعمال عنف وقعت في السنوات الاخيرة في شينجيانغ ونسبتها بكين إلى "التطرف" و"النزعة الانفصالية".
والإسلام موجود في الصين منذ اكثر من الف عام وقد وصل اليها عبر التجار العرب بحرا وطريق الحرير. ويضم هذا البلد اليوم ثمانية معاهد للدراسات الإسلامية تديرها الدولة. وفي معهد ينشوان، يردد وانغ يو ورفاقه خلال درس اللغة العربية "القيم الاساسية للاشتراكية" و"الوطنية" أمام لوح أسود مزين بالمطرقة والمنجل.
ويقول تيموثي غروز استاذ الدراسات الصينية في معهد التكنولوجيا في انديانا ان هؤلاء الطلاب "يدركون" هذا التناقض لكن افراد الهوي يتكيفون مع الوضع بسهولة بعدما "اخضعوا لفترة طويلة جدا لعملية دعائية سياسية وخصوصا جيل ستينات وسبعينات القرن الماضي".
ويضيف "تقليديا، شغل المسلمون الهوي مجموعة من المواقع العسكرية والحكومية (...) وأبناء الهوي استفادوا من التنمية الوطنية"، مشيرا إلى انه "من الاسهل ان تحب حكومة تساعدك على ان تصبح غنيا".
ويشكل الازدهار الواضح في يشنوان عاصمة اقليم نينغتشيا الدليل على ذلك، بجاداتها الجديدة ولوحاتها المكتوبة بثلاث لغات (الإنكليزية والصينية والعربية) ومعرضها التجاري السنوي للصين والشرق الأوسط.
على الرغم من مؤشرات النجاح، لا يلقى التعليم الإسلامي على الطريقة الصينية اجماعا بين المسلمين.
وقال امام مسجد في المدينة رافضا اعطاء اسمه ان "تعليم المعاهد الإسلامية ليس إسلاما بل دعاية رسمية".
وأضاف ان "المسؤولين يعرفون انهم يصنعون ائمة يعلمون ما يروى لهم"، مؤكدا "لا نحتاج إلى الحكومة لتحدثنا عن الديانة". لكن المدارس الدينية التابعة للمساجد تعطي دروسا في الإسلام بدون الاشارة إلى الماركسية والوطنية. لكن خريجيها يجب ان يجتازوا امتحانا رسميا قبل ان يسمح لهم بإلقاء الخطب.
وفي المعهد الذي بني في ثمانينات القرن الماضي ويموله إلى حد كبير بنك التنمية الإسلامي في السعودية، يؤكد الطلاب انهم راضون عن نتائج دراستهم.
ويقول هاي جون وهو في السنة الثالثة، ان وضع مسلمي الصين شهد تحسنا كبيرا منذ عهد جده الذي عاش "اوقاتا صعبة جدا". ويضيف ان "جيله لم يكن بامكانه اداء الحج، لكن نحن نستطيع ان نقوم بذلك".