Thursday 25th of December 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Dec-2025

حروب الاستنزاف على عدة جبهات

 الغد

معاريف
بقلم: ران ادليست   24/12/2025
 
كفاح حركات الاحتجاج والمعارضة البرلمانية ضد الحكومة يتركز اليوم على تقديم موعد الانتخابات. والحافز تمنحه لها حكومة تنقض كالمصابة بالصرع على كل منظومة ما تزال تؤدي مهامها.
 
 
 كل يوم توجد فيه هذه الحكومة يلحق أضرارا عظيمة، لكن في المدى القصير يمكن إصلاحها، إذا ما قُدِّم موعد الانتخابات وقامت حكومة تغيير فإنها ستضطر إلى الخضوع في غضون بضعة أشهر لإملاء العالم، للانسحاب من لبنان ومن سورية، ولفتح شقٍّ لمحادثات على مستقبل الضفة.
 المصلحة السياسية القومية تستوجب أن تأكل حكومة نتنياهو ما طبخته. محظور السماح لها بأن تدير من الخارج كفاحا معارضا مجنونا وخطرا. فقدر أكثر مما ينبغي من بن غفيرِيِّين الصغار يتسكعون هناك في الخارج، والضربة يُفترض أن يتلقوها من حكومتهم. لمواصلة ولاية حكومة نتنياهو يوجد معنى وأهمية في كونها حكومة الاستسلام والانسحاب من لبنان، ومن سورية، ومن القطاع، والمسؤولة عن الانتفاضة بسبب ما تفعله في الضفة.
 نتنياهو وشركاؤه يخوضون حروب استنزاف من خلال كل أنواع الهجمات البطولية خلف خطوط العدو والأحداث المحلية. والحيلة هذه يُفترض أن تبقي الجمهور على أطراف أصابعه وتعزز وضعا قتاليا تحت رعايته تُمرَّر قوانين الانقلاب القضائي والنظامي. الحقيقة، حتى حكومة التغيير هي مرحلة انتقالية. تغيير الحكومة اليوم ليس تغيير بطارية، بل كل المحرك. في هذه الأثناء نحن نُدار من قبل أناس أشرار يحوّلون محيطهم اليميني إلى شرير أكثر. كثير من الناس العاديين، أي الأخيار، يميلون يمينا بسبب ضعف العقل وليس بسبب شرانية القلب التي يتميز بها قسم كبير من المتفرغين اليمينيين الصارخين.
 حملات تأثير بأسلوب "تهديد وجودي" تُستغل في صالح القبول لأفعال شريرة، تلاعبات كهذه أو تلك. يدور الحديث عن معركة كاملة 24/7، بمعونة صفحات رسائل، وصحف مُجنَّدة، ومؤثرين، وتسويق سياسة وفقا لمزايا الطرائد. طريقة العمل تتوقع ليس فقط تأييدا لخطوة معينة بل إحاطة الطرائد بالشبكات تمهيدا للانتخابات.
بالتوازي، يجري صيد نفوس تائهة في القطاع الليبرالي، ضمن أمور أخرى بواسطة مناورة "الرسمي" العتيقة للقومجيين المسيحانيين منذ عهد الحاخام كوك الابن: حية "معا" مصطنعة لغرض إخفاء نوايا السيطرة. نتنياهو وسموتريتش يقتطعان من ميزانية إعمار الغلاف ويضخان المال إلى المستوطنات، ذاك المال الذي في قسم منه يمول المستوطنين الذين يأتون "للمساعدة" و "للانخراط" في الجهد لإعمار الغلاف. وفي واقع الأمر، للسيطرة. مثابة معركة لـ "إخوة السلاح"، الذين يأتون لمجرد المساعدة ويُشهَّر بهم كخونة من قبل حكومة المستوطنين. في الشمال وفي الجنوب على حد سواء يحتاج السكان إلى كل فتات دعم يمكنهم أن يضعوا أيديهم عليه كي يعودوا إلى الحياة. أما الموافقة على مساعدة استيطانية لانعدام البديل - نعم، لكن فقط في إطار احترمه وشك فيه واطردته في أول فرصة. لا يوجد سبيل في العالم يرتبط فيه الوسط الليبرالي - الديمقراطي ذهنيا وأيديولوجيا بالوسط اليميني عامة وبالحريدي القومي خاصة.
 توجد نقاط اتصال رابطة بمفاهيم صيانة الدولة لأغراض إعطاء خدمات لمواطنيها، لكن لا توجد إمكانية للشراكة في إدارة الدولة حين يكون الائتلاف الحالي يمص ضرع الوسط الليبرالي – الديمقراطي.