Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Aug-2020

حروب تلد أخرى*محمد سلامة

 الدستور

الحروب في الشرق الأوسط تنتقل من إقليم إلى آخر، ومن جبهة إلى أخرى، ومن حلفاء إلى اضداد،وكلها مرتبطة بالثروات والنفط والغاز والماء، وجديدها ليس الحرب الليبية بل في احتمالية انزلاقها إلى قوى إقليمية تحاول فرض هيمنتها وانتزاع مصالحها بالقوة ولا شيء غيره،وبعبارة أخرى فإن الحروب المشتعلة اليوم قد تلد أخرى أكثر دمارا وتنتقل إلى ساحات أكبر ويصعب اطفاؤها. 
مصر واليونان وقعتا اتفاقية لترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط، وهي تماثل اتفاقية تركيا مع حكومة الوفاق الليبية، وجديدها أن أنقرة اعتبرت أن اتفاقية القاهرة واثينا تمس بجرفها القاري شرق المتوسط وما يعنيه ذلك من صدام سياسي وديبلوماسي بين القوى الإقليمية المطلة على البحر المتوسط، فهناك إسرائيل وسوريا وتركيا واليونان وإيطاليا ومصر وليبيا وفرنسا و..الخ، والمشكلة تبقى في أن العداء بين الفرقاء الاقليميين ليس الثروات والاقتصاد وحده بل أن العداء مستحكم وفي بعض جوانبه تاريخي، وأن شبكة الحلفاء تغيرت واضحى الكل يهدد بالقوة لانتزاع ما يريد فنحن ننتظر صاعق التفجير لولادة حرب جديدة قد تلد حروبا أخرى.
اليونان وفي بدايات القرن الماضي نجحت بضم عشرات الجزر التركية، بالنظر إلى هزيمة الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، وخسارتها لجميع مناطق نفوذها وهيمنتها، وقبولها التنازل عن جزرها لليونان بضغط فرنسي بريطاني، وما يمكن تفسيره الآن أن العدواة بين الدولتين أنقرة واثينا العضوتين في حلف شمال الأطلسي قد تأخذ منحى آخر، بعد اتفاقية القاهرة واثينا .
اتفاقية البحار والقانون الدولي لا يمكنهما حل الخلافات بين الدولتين (أنقرة واثينا)إذا لم تحتكما إلى منطق الشراكة والمصالح المتبادلة، ودخول دول أخرى مثل ليبيا على خط الأزمة يزيد المشكلة تعقيدا، وبكل الأحوال فإن ما رشح حتى اللحظة يؤكد أن العرب خرجوا من ثروات البحر المتوسط لصالح قوى إقليمية أخرى فلبنان وسوريا غير قادرتين وفي ظل الحراك الأمني على مختلف الجبهات أن تنتزعا حقوقهما في ثروات البحر المتوسط كما أن فلسطين تحت الاحتلال وغير قادرة على فعل شيء ، وأن التنافس بينهما (أي القوى الإقليمية) سوف يقود إلى تقاسم الكعكة بالطريقة التي تريدها إسرائيل، خاصة أن للقوة الأمنية دورها في اللعبة بينهما،وإذا فشلوا فإن حرب واحدة بين قوتين اقليميتين قد تدفع لحرب أوسع لا تتوقف إلا بخروج المهزوم بلا شيء ووحدها الدول العربية تعاني من أزمات داخلية وحروب متنقلة واحدة تلد أخرى .