Tuesday 23rd of December 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Dec-2025

اتحاد الكتّاب ينتدي حول السردية الأردنية من خلال موسوعة عمّان أيام زمان
الدستور - ياسر العبادي -
 
أقام اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، ندوة تاريخية بعنوان «السردية الأردنية من خلال موسوعة عمّان أيام زمان» للمؤرخ عمر العرموطي، بحضور السفير السوداني في الأردن حسن سوار الذهب، والنائب السابق أحمد الخلايلة والشريف الدكتور علي الشوبكي، وحضور لافت من المثقفين والباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي والثقافي.
 
المؤرخ الأستاذ عمر العرموطي، قدّم قراءة شاملة في موسوعته «عمّان أيام زمان»، مستعرضاً أبرز محطاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية في تاريخ العاصمة لشخصياتها العَمانية، وما تحمله من قيمة توثيقية ومعرفية مهمة للأجيال الأردنية.
 
وقال العرموطي إن موسوعة عمّان أيام زمان استغرق العمل عليها ما يزيد على خمسة عشر عاماً من البحث والتدقيق والتوثيق المتواصل، مؤكداً أن هذا الجهد الطويل جاء بدافع الإيمان العميق بأهمية حفظ الذاكرة الوطنية وصون تاريخ العاصمة من الضياع أو التشويه.
 
وأوضح أن سنوات العمل لم تكن مجرد جمع معلومات، بل رحلة شاقة من التنقيب في الوثائق، والاستماع إلى الروايات الشفوية، ومقارنة المصادر، بهدف الوصول إلى سردية دقيقة وموثوقة تعكس حقيقة عمّان كما عاشها أهلها عبر الأزمنة المختلفة.
 
وأضاف العرموطي أن الموسوعة تجاوز عدد صفحاتها عشرة آلاف صفحة بتسعة عشر مجلدا، لتغدو واحدة من أضخم الأعمال التوثيقية المتخصصة بتاريخ مدينة عربية، مشيراً إلى أن هذا الحجم يعكس غنى المادة التاريخية والاجتماعية التي تزخر بها عمّان.
 
 وبيّن أن الموسوعة لم تُكتب بلغة الأرقام والأحداث الجافة، بل بروح إنسانية تحاكي نبض المدينة، وتستحضر تفاصيل الحياة اليومية، لتكون أقرب إلى سجل حيّ لذاكرة المكان والناس. وأوضح أن الموسوعة تحكي تاريخ عمّان المكان والزمان، منذ نشأتها وتحوّلاتها العمرانية، مروراً بتشكّل أحيائها وأسواقها ومعالمها، وما رافق ذلك من تغيرات اجتماعية وثقافية وسياسية. كما تتناول تطوّر المدينة في مختلف المراحل التاريخية، وتوثّق العلاقة بين الإنسان والمكان، وكيف أسهمت عمّان في صناعة الوعي الوطني وبناء الدولة الأردنية الحديثة.
 
وقال العرموطي إن العمل في توثيق حياة عمّان والعَمّانيين لا يزال مستمراً، انطلاقاً من قناعته الراسخة بأن هذا الجهد يشكّل ذاكرة حيّة للأجيال القادمة، ويضمن نقل صورة صادقة عن المدينة وتحولاتها عبر الزمن، وأكد أن عمّان ليست مجرد مكان، بل حكاية إنسان وتاريخ مجتمع، ما يستدعي مواصلة الرصد والتوثيق لكل ما يتصل بحياة الناس، وعاداتهم، وقصصهم اليومية، وشخصياتهم المؤثرة، حفاظاً على الإرث الثقافي والاجتماعي من النسيان، وترسيخاً للهوية الوطنية في وجدان الأجيال الحاضرة والمستقبلية.
 
من جانبه قدّم الدكتور محمد نور الدباس رؤية تحليلية حول السردية الأردنية وانعكاسات التوثيق على تثبيت الهوية الوطنية وتعميق الوعي بتاريخ المدينة ومكانتها التاريخية.
 
وقال الدباس إن موسوعة عمّان أيام زمان تُعدّ من أحدث وأهم المصادر التاريخية والاجتماعية التي تسهم بفاعلية في صياغة السردية الأردنية، لما تحمله من توثيقٍ عميق لذاكرة المكان والإنسان، واستعادةٍ واعية لتفاصيل الحياة اليومية والتحولات الاجتماعية التي شكّلت ملامح العاصمة عمّان عبر العقود.
 
وأشاد الدباس بالدور الكبير الذي قام به العرموطي في إعداد هذه الموسوعة، مؤكداً أن جهده البحثي والتوثيقي يعكس إخلاصاً وطنياً ومعرفة راسخة بتاريخ المجتمع الأردني، وقدرة لافتة على الربط بين الرواية الشفوية والمصادر المكتوبة، بما يمنح العمل مصداقية عالية وقيمة علمية وثقافية مستدامة.
 
وأضاف أن العرموطي استطاع أن يحوّل الذاكرة الشعبية إلى مادة معرفية موثوقة، تحفظ الإرث الاجتماعي للأجيال القادمة، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء، مشيراً إلى أن هذه الموسوعة تشكل مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بتاريخ الأردن الاجتماعي والثقافي.
 
وفي مداخلةٍ له، قال السفير السوداني في الأردن حسن سوار الذهب إنّه يتوجّه بخالص الشكر والتقدير إلى المؤرخ عمر العرموطي على هذا الجهد الكبير الذي بذله في خدمة تاريخ عمّان، مثمّناً ما قدّمه من عمل توثيقي رصين أسهم في حفظ ذاكرة المدينة وإبراز عمقها الإنساني والحضاري.
 
وتولى إدارة الندوة وتقديمها الشاعر عليان العدوان، رئيس الاتحاد الذي أكد في كلمته عن أهمية مثل هذه الفعاليات في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز الدور الثقافي لاتحاد الكتّاب في رعاية الحركة الفكرية والأدبية.
 
وكان العدوان رحب بالمؤرخ عمر العرموط، مثمّناً حضوره ودوره الريادي في توثيق تاريخ عمّان الاجتماعي والثقافي، وتحدّث بإسهاب عمّا أنجزه العرموطي في موسوعة عمّان أيام زمان، التي شكّلت علامة فارقة في مسيرة التدوين التاريخي المحلي.
 
وأكد العدوان أن العرموطي قدّم من خلال هذه الموسوعة عملاً توثيقياً متكاملاً، استند إلى البحث الميداني والروايات الشفوية والمصادر المكتوبة، فنجح في حفظ ذاكرة المدينة وتفاصيلها الإنسانية، من أحيائها وأسواقها وشخصياتها وعاداتها وتقاليدها، بأسلوب علمي رصين ولغة قريبة من وجدان الناس. وأن هذا الإنجاز لا يقتصر على كونه توثيقاً للماضي فحسب، بل يشكّل جسراً معرفياً يربط الأجيال بتاريخهم، ويعزز الوعي بالهوية الوطنية، مشيراً إلى أن موسوعة عمّان أيام زمان أصبحت مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بتاريخ الأردن، ودليلاً واضحاً على إخلاص العرموطي وحرصه على صون الذاكرة الوطنية من النسيان. وفي ختام الندوة، دار نقاش موسّع ومفتوح بين الحضور والمشاركين، تناول أهمية التوثيق التاريخي بوصفه ركناً أساسياً في حفظ الذاكرة الوطنية.
 
وسلم العدوان شهادتي تقدير للعرموطي والدباس. وكرم العرموطي سفير جمهورية السودان بالشماغ الاردني والعقال والتقطت الصور التوثيقية التذكارية لهذه الندوة.