صادق العراقي

 

بغداد-الغد-  توقفت الحوارات والمشاورات بين القوى السياسية العراقية عقب إعلان مجلس النواب قراره الغاء النتائج الإلكترونية المعلنة للانتخابات واعتماد العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات  وأكدت مصادر سياسية أن "الشأن الانتخابي عاد إلى المربع الأول فلا فائز اليوم ولا خسران بانتظار نتائج العد اليدوي والتغييرات التي قد تطرأ على النتائج".

وأضافت المصادر أن جميع الكتل الفائزة والخسرانة في "وضع المترقب لما تسفر عنه جهود الهيئة القضائية التي ستتولى إدارة المفوضية والاشراف على العد والفرز اليدوي"، مبينة أن القوى الفائزة "تنظر بعين القلق وتخشى من مؤامرة تحاك ضدهم، فيما يأمل الخاسرون أن يسعفهم حظهم بالعد اليدوي بعد أن خذلهم الإلكتروني".

وبشأن وجود اتفاق بين سائرون والحكمة والوطنية لتشكيل الكتلة الأكبر، اشارت المصادر إلى أن الكتل الثلاث "اتفقت على اسس وخطوط عامة لتشكيل التحالف الأكبر وليس على التفاصيل أو إعلان انبثاق الكتلة الأكبر".

وأضافت المصادر أن "الكثير من التفاصيل لم يتم الاتفاق عليها"، موضحة أن سائرون المدعومة من الصدر والحكمة بقيادة عمار الحكيم والوطنية بقيادة اياد علاوي "يحتاجون إلى انضمام كتلتين اخرتين حتى يتم تشكيل الكتلة الأكبر وهاتين الكتلتين ايضا لهما شروط للانضمام لهم"، مرشحة أن اقرب كتلتين لهما "ائتلاف النصر وتحالف القرار العراقي".

وأكدت المصادر أن النصر بقيادة حيدر العبادي "اشترط الحصول على منصب رئاسة الوزراء لدورة ثانية مقابل الانضمام إلى سائرون والحكمة والوطنية". وكان النائب عن الوطنية كاظم الشمري أكد أن تيارات الحكمة وسائرون والوطنية "اتفقت بشكل رسمي على تشكيل تحالف يقود للكتلة النيابية الأكبر".، إلا انه استدرك بقوله إن "الجميع اليوم بانتظار حسم النتائج بصورة نهائية بعد القرارات الاخيرة التي صدرت عن مجلسي الوزراء والنواب لتصويب العملية الانتخابية"، مبينا "وجود حوارات مماثلة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وقائمتي الفتح والقرار بالإضافة إلى قوى سياسية اخرى". 

ونص الاتفاق بين سائرون والحكمة والوطنية على تشكيل تحالف "الأغلبية الوطنية الأبوية" حال المصادقة على نتائج الانتخابات النيابية في البلاد. وأكد الاتفاق أن التحالف يؤكد على "وحدة العراق والالتزام بالدستور وترسيخ الديمقراطية والحريات العامة". وحددت الورقة البرنامج السياسي للتحالف على ان "يستمر عمله في بناء الاستراتيجيات التي تتطلبها المرحلة المقبلة واجراء الإصلاحات الاقتصادية ومعالجة الدولة الريعية وتنشيط القطاع الخاص وتنمية الاستثمار واعتماد مبدأ اللامركزية وعدم تسييس المفاصل الإدارية والحكومية وكذلك المؤسسات العسكرية وحصر السلاح بيد الدولة ومنع عسكرة المجتمع واعادة النظر بالنظام الإداري والقوانين والقرارات الصادرة عن النظام السابق خلال سقف محدد واعادة النازحين وتشكيل مجلس الخدمة الاتحادي خلال ستة اشهر من تشكيل الحكومة.

إلا أن إئتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي،  سارع إلى اصدار توضيح عاجل مؤكدا انها "ورقة عمل بين القوائم المذكورة".

وقال المكتب الإعلامي للوطنية في بيان له إن "هذه الورقة تضمنت المبادئ الاساسية التي تؤمن بها تلك القوائم والتي لا بد من توافرها في أي تحالف سياسي قد تتشكل عنه الكتلة النيابية الأكبر".

وأضاف البيان أن "لدى ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي وكذلك السيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم "تفاهمات مع أغلب القوائم والائتلافات الفائزة في الانتخابات ومن ضمنها النصر والفتح ودولة القانون والحزب الديمقراطي الكردستاني والقرار، وان تأسيس التحالف سيكون بمساهمة جميع الراغبين بتأسيسه".

وشدد على أن "ائتلاف الوطنية كان وما يزال حريصا على أن تكون التفاهمات مع جميع الاطراف والكتل الفائزة لإعلان التحالف الأكبر دون ان يُساق إلى إعلان الكتلة الأكبر كواقع حال، ليلتحق به الآخرون، وأن الائتلاف مصر على أن تكون الكتلة الأكبر هي كتلة الجميع، كتلة الوطن التي تساهم في اعلانها وانتاجها جميع الاطياف الوطنية النزيهة والمرموقة". وافرزت النتائج المعلنة للانتخابات العراقية عن تحصل تحالف "سائرون" (54مقعدا)، "الوطنية" (22 مقعدا)، و"الحكمة" (19 مقعدا) تقول المادة (76) من الدستور الفقرة الأولى: "يكلف رئيس الجمهورية، مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً، بتشكيل مجلس الوزراء، خلال خمسة عشرَ يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية"، وتقول الفقرة الرابعة: "يعرض رئيس مجلس الوزراء المكلف، أسماء أعضاء وزارته، والمنهاج الوزاري، على مجلس النواب، ويعد حائزاً ثقتها، عند الموافقة بالأغلبية المطلقة"، اي بموافقة (165 نائبا) نصف عدد مقاعد البرلمان