Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-May-2017

روحاني...رئيسٌ بلا قرار !! - صالح القلاب
 
الراي - حتى لو أن نسبة الإقتراع «التصويت»، التي حسب الإعلان الرسمي، بلغت نحو ثمانين في المائة غير مشكوك فيها فإنَّ إعادة إختيار حسن روحاني، الذي يوصف بـ «الإعتدال»، رئيساً لإيران لن تغير في التوجهات الإيرانية الداخلية والخارجية الحالية طالما أن فترة ولايته الأولى قد شهدت «إستئساداً» غير مسبوق للأكثر تطرفاً من حراس الثورة ومن المحيطين بـ «المرشد الأعلى» وشهدت ذروة تبني الإرهاب في المنطقة وأقصى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية القريبة والبعيدة وعلى غرار ما جرى ولا يزال يجري في العراق وسورية وأيضاً في اليمن ولبنان والأوضاع الفلسطينية.
 
المثل يقول:»لا تجرب مُجرَّب» فهذا الرئيس الإيراني الذي جرى التجديد له بـ» همروجة» الإنتخابات الإستعراضية الأخيرة، التي إستقبل:»تحالف المقاومة والممانعة» وأي مقاومة وأي ممانعة نتائجها بالأهازيج وإقامة الأفراح والليالي الملاح، كان أهم إنجاز له في ولايته الأولى إبرام إتفاقية «النووي» التي لا يعود الفضل في إبرامها له وإنما للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي أصيب بداء عشق الولي الفقيه والذي أدار ظهره للعرب والمنطقة العربية على إعتبار أن مصالح الولايات المتحدة قد إنتقلت من هذه المنطقة إلى الصين البعيدة وإلى إيران القريبة... وهذا هو عمى الألوان السياسي في أسوأ أشكاله.
 
إنَّ الذي أراده الولي الفقيه من التجديد لحسن روحاني لمرة ثانية هو رش الرماد في عيون الغرب بدوله، المتعددة المشارب والمختلفة التوجهات، وإظهار إيران «الإرهابية» حتى النخاع الشوكي والتي ترتكب كل هذه الموبقات التي ترتكبها في هذه المنطقة التي :»وصلت الدماء فيها ليس حتى الركب وإنما حتى الذقون والأعناق» على أنها ناعمة الملمس وأن رئيسها الذي تم التجديد له يستحق الإبقاء على إتفاقية النووي التي أهداها أوباما إليه إستناداً إلى تقديرات سيئة وإلى قراءة خاطئة لمعادلات الوضع بالنسبة للمصالح الأميركية.
 
لن يفعل حسن روحاني شيئاً في ولايته الثانية لأنه لم يحقق أي إنجاز غير إنجاز توقيع إتفاقية النووي التي بات من الواضح أن دونالد ترمب إماّ أنه سيلغيها أو أنه سيعدلها لتصبح متلائمة مع المصالح الأميركية ولذلك فإن إيران، مادام أن هذه المجموعة المتطرفة هي الحاكم الفعلي فيها، ستضاعف تدخلها الشائن في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية وستواصل تبنيها للإرهاب.. وأيضاً ستواصل قمع قوى المعارضة الداخلية وإضطهاد الأقليات القومية والدينية والطائفية والمذهبية.
 
ربما أنَّ بعض الأوساط الغربية ستستقبل فوز روحاني في الإنتخابات الأخيرة، التي وصلت نسبة الإقتراع فيها أرقاماً فلكية مع أن غالبية العرب والأكراد والبلوش.. وأيضاً الآذاريين والفرس قد قاطعتها، على أنه بملمسه الناعم يمثل مواقف الدولة الإيرانية في المرحلة المقبلة وهذا في حقيقة الأمر هو الأوهام وهو القراءة الخاطئة وهو العمي السياسي بأسوأ صوره وذلك لأن المفترض أن هذا الغرب بات يدرك بعد ثمانية وثلاثين عاماً من إنتصار ثورة الخميني أن القرار في هذا البلد، الذي يستحق نظاماً ديموقراطياً وبأرقى أشكال الديموقراطية، هو للولي الفقيه.. المرشد الأعلى ومعه بعض مراكز القوى كحراس الثورة وليس لأي رئيس وسواءً أكان هذا الرئيس العريض الإبتسامة أو أي رئيس آخر!!.