Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2019

تنابلة الزمان!*رشاد ابو داود

 الدستور-الصدق نجاة. الشجاعة إقدام. المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. لقد حان الوقت ان ندرك ضرورة ان نتغير.أن نثق بأنفسنا ونجمع من حطام هذا الواقع المحطم حطباً نوقد به ناراً تضيء لنا الطريق وتدفىء الدم الذي تجمد في عروقنا وفي وجوهنا حتى بتنا نتقبل الاهانة بعد الاهانة والصفعة بعد الصفعة وأن تمر على جسد ارضنا وكرامتنا الصفقة وراء الصفقة.الجولان بعد القدس. وقبلهما فلسطين من البحر الى النهر، والقنيطرة و شبعا وسيناء.

ففي عتمة هذا التردي العربي لا بد ان نعود الينا، الى تاريخنا العربي الاسلامي. الى أولئك الذين ركبوا البحرفخضع لهم البر، من وسط اوروبا الى ما بعد الصين.
والى الذين قاوموا المحتل البريطاني والفرنسي والايطالي فأخرجوه من أرض العرب. ومن ينسى سلطان باشا الاطرش وعزالدين القسام وعبد القادر الحسيني وعمر المختار والشرفاء من أبناء الامة الذين قادوا وقاتلوا وضحوا بحياتهم من اجل حريتها. أما الذين استسلموا و خانوا و عقدوا الصفقات وباعوا الاوطان فانهم الثقوب في الجدار التي تسللت منها السوسة التي تنخر الآن في عظم الامة.
 نحن لا نتغنى بأمجاد الماضي لكننا نقرأه لندرك كم نستطيع ان نفعل ولا نفعل. وأي طريق يجب أن نسلك ولا نسلك. ولنرى كم من خير في هذه الارض تراكم عليه شوك الضعف و الذل فاستطبنا العيش عليه، وعلى ما تتصدق علينا به الامم التي لم تنسَ تاريخنا حين أنقذنا العالم من عتمة الجهل و الفقر والتخلف فراحت تنتقم من الامة بأثر رجعي.
نحن من كان يطعم العالم قمح حوران، ونكسو عريه بقطن مصر، ونزين موائده ببرتقال فلسطين. يا لنا الآن من جوعى، عرايا، لا حلوى في افواهنا سوى تلك المسمومة التي يُلقي بها اعداؤنا الينا، تلك التي يسمونها ديمقراطية و حرية، استقرارا و ازدهارا. وبدعواها احتلوا العراق وانهكوا سوريا واستخدموها لايقاع مصر في مصيدة الفتنة والارتهان للأجنبي.
 
 
لم نعد اسياد انفسنا منذ اصبحنا عبيداً لعدونا. ولم نعد نشبع بطون أبنائنا منذ جاعت الارض لعرق فلاحينا ولم تعد تنجب القمح الذي منعنا من غرسه في رحمها.
لم نعد نقول لترامب لا لترهاتك التوراتية، ولا لقول وزير خارجيتك إنك «ارسلك الله لتنقذ اليهود «. إنك محض دونكيشوت تحارب طواحين التاريخ. وتفسر الدين على هوى الصهيونية التي زيفت الدين اليهودي.
نحن لم نعد نقول للاعور أعور في عينه. وللعدو نحن أقوى واكثر نفيرا. ثمة من يقولها بالفم الملآن، لكن بلسان ليس عربيا بل اسلاميا. لقد قالها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في باكستان في تصريحات بثتها القنوات التلفزيونية الباكستانية، مساء الجمعة الماضية، إن «إسرائيل لا تلتزم بالقوانين الدولية، وتواصل أنشطة الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية».وأضاف: «لسنا ضد اليهود، ولكن لا يمكننا الاعتراف بإسرائيل بسبب احتلالها للأرض الفلسطينية».
 وتابع قائلا: «لا يمكنك الاستيلاء على أراضي الآخرين، وإقامة دولة عليها، وكأنك تعيش بدولة لصوص».
يبدو أننا نمر بمرحلة تاريخية مفصلية مؤشراتها انهيار أنظمة عربية أمام تطرف اسرائيل نتنياهو – ترمب، ولم تعد قادرة على كش الذباب عن وجه دولها. انها مرحلة تنابلة الأميركان والزمان!