Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2019

عشِيّة النَكبة...حِزبٌ فِلسطيني يُقيم «إِفطاراً» للمُستوطِنين!*محمد خروب

 الراي-يمضي رهط فلسطيني مشبوه, دُفعَ إسرائيليا وأميركيا لإشهار حزب جديد يستنسِخ تجربة صهيونية فاشِلة,أُطلِق عليها سبعينات القرن الماضي «روابِط القُرى», انتهت كما هو معروف الى مزبلة التاريخ, تليق بمن وقفوا خلفها...يمضي «الرابطِيّون الجدد» الذين تم استيلادهم مؤخراً, بعد إشهار حزبهم المُسمّى «الإصلاح والتنمية», في القيام بما كلّفهم به اسيادهم, وقد توّجوا باكورة «إصلاحهم» بإقامة «إفطار رمضاني» على «شرف» يوسي دغان رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة المحتلة, ورئيس الغرفة التجارية «المُشترَكة», كما حضرَته هيدر جونسون, منسّقة أنشطة الاستيطان في السفارة الأميركية, والتي زفّت خبرًا مفاده: أنّه كان مُقررًا حضور السفير (فريدمان) المأدبة, لكن-والتبرير لها- ظروفًا سياسية «ونصائِح» قدّمها مبعوث الرئيس ترمب للشرق الأوسط (غرينبلات), بأنّه يجب إعطاء فرصة «لأبو مازن» للموافقة على صفقة القرن, ولإعطاء جهود «الوساطة» والحوارات التي يُجريها الأصدقاء مع «أبو مازن» حالَت دون حضوره.

 
ما يعني بوضوح رهان الحلف الصهيوأميركي على هذا النفر الضّال للحلول محلّ السلطة ورئيسها, وربما يجريَ لاحقًا استضافتهم في البيت الأبيض والكونغرس, وبالتأكيد الكنيست, والاعتراف بهم «ممثلًا شرعيًا» للشعب الفلسطيني, تماماً كما هى حالهم مع دميتهم الفنزويليّ (غوايدو), وإن كان الأخير يمتلك حيثية يفتقدها هؤلاء النكِرات, كونه (غوايدو) نائبًا برلمانيًا مُنتخَباً فيما هؤلاء جيء بهم لتأدِية دور يظنّ المستعمرون أنّ بمقدورهم إعادة المجتمع الفلسطينيّ, إلى السنوات التي سبَقَت النكبة وتلك التي تلَتها.
 
احتفى هؤلاء واحتفلوا بقادة المستوطنين, ومُمثلَة السفارة الأميركية التي مضى عام كامل على انتقالها إلى المدينة المقدّسة, حيث يُبشِّرُنا سفير ترمب فيها وبكلّ وقاحة: أنّنا فَعلنا ما يفعله كثيرون منذ زمن, أنْتجْنا-يضيف-(هيكل جديد) في البلدة القديمة في القدس, ونحن فخورون بهذا الأمر. مُؤكِداً: أنّ مساحة السفارة الأميركية في القدس سوف تتضاعف. مُعتبِراً: أنّ الإعتراف الأميركي بالقدس, ليس رمزيًا بل «نَوعيّ» ويُمثّل اعترافًا بالعلاقة التاريخية بين اليهود والقدس.
 
في أجواء ومناخات صهيوأميركية مدعومة من بعض العرب, يواصل هؤلاء البحث عن دمى وعملاء وبدائل هامِشية, مِن أجل بثّ المزيد من الفرقة والانقسام في الصفّين الفلسطيني والعربيّ, تمهيدًا لطرح «صفقة القرن» بهدف فرض الأمر الواقع, واستغلالاً لحال اليأس والتكلّس, والهزائم التي بسطت سطوتها على المشهد العربي محمولة على تواطؤ بعض العرب وتنمّر آخرين, واستقالة ما تبقّى من عروبتهم وارتباطاتهم الوطنية والقومية.
 
سُئِلت مُنسِّقة أنشطة الاستيطان في السفارة الأميركية هيدر جونسون, عن رأيها في الحزب الذي تمَّ تشكيله مؤخرًا (أي الذي استضافها على مأدبة الإفطار), فأجابت: هذا أمر فلسطينيّ بحت. ثمّ أكملَت: الذي يعنينا هو الغرفة التجارية (المُشترَكة مع المستوطنات) التي من شأنها الإشراف على المشاريع المشترَكة, والمُموّلة من «المال الأميركي».
 
فهل ثمّة شكوك بعد, بأنّ مرتزقة الحزب الجديد, تلقّوا أمر عمليات الحلف الصهيوأميركي, ويعملون لتحقيق أهدافِه؟