Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jan-2017

علاقاتنا مع دمشق: لماذا التسرع والاستعجال؟! - صالح القلاب
 
الراي - الآن هناك مساع جادة ودؤوبة بدأت باجتماع «آستانة» في كازاخستان لحل الأزمة السورية، وبتناغم إن ليس بتفاهم روسي – أميركي ومشاركة تركية وبإطلاع بعض الدول العربية، على أساس (جنيف1) والقرارات الدولية ذات الشأن المتعلقة بهذا الأمر ولذلك فإنه لا ضرورة لكل هذا «التبخير» الذي نقرأه ونسمعه لإظهار الأردن وكأنه مستقتل على الإنفتاح على نظام بشار الأسد الذي لا يملك من أمور سوريا شيئاً والذي يدار بـ»الريموت كونترول» من قبل الروس ومن قبل الإيرانيين وحتى بالنسبة للشؤون العسكرية .
 
المفترض أن الذين يحاولون القفز من فوق الحواجز لإظهار الأردن وكأنه لا يهمه من علاقاته العربية إلا العلاقات مع نظام بشار الأسد قد قرأوا تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أطلقه بعد إجتماع «آستانة» هذا الآنف الذكر مباشرة والذي قال فيه :»إن النظام السوري كان على وشك السقوط خلال أسبوعين أو ثلاثة لو لم يكن هناك التدخل الروسي العاجل الذي انتشل الأوضاع من الإنهيار». 
 
لقد وجه لافروف هذا الكلام، الواضح جداًّ إلا لمن لا يريد أن يرى ويسمع، إلى رئيس النظام السوري مباشرة رداًّ على تصريحات كان أطلقها بشار الأسد وفهمها الروس وكأنها موجهة إليهم وعلى نحوٍ مخالفٍ لما يفعلونه ويقومون به من جهود لحل الأزمة السورية وفقاً لوجهة نظرهم وبالتنسيق عن بعد مع الأميركيين وعن قرب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته ... وفقط.
 
ثم ..إن الأردن يرتبط بعلاقات عربية هو بحاجة إليها والأشقاء أيضاً بحاجة إليها وبخاصة في هذه الظروف الصعبة مما يعني أنه لا بد من التنسيق مع هؤلاء الأشقاء بالنسبة للأزمة السورية التي هي ليست أزمة ثنائية بين عمان ودمشق وإنما أزمة عربية وإقليمية ودولية لها أبعاد كثيرة لا بد لدولة مثل المملكة الأردنية الهاشمية وبوضعها الحالي وبظروفها الراهنة من مراعاتها وأخذها المسبق بعين الإعتبار قبل حتى مجرد التفكير بأي خطوة منفردة بالنسبة لهذه الأزمة .
 
كان العرب «المعنيون» قد فهموا وتفهموا وضع الأردن باعتباره محادداً للشقيقة سوريا بحدود طويلة أصبحت بعد إنفجار هذه الأزمة حدوداً عسكرية وأمنية ولذلك فإنهم لم يعترضوا لا سراًّ ولا علناً على استمرار العلاقات الدبلوماسية الأردنية – السورية وإن شكليا هذه العلاقات التي يحافظ عليها بلدنا لدواعي كثيرة وذلك مع أن السفير السوري (المطرود) بهجت سليمان قد تجاوز كل الحدود في مواصلة شتمنا وشتم بلدنا ومع أن سفارتنا في دمشق لم يبق فيها ولا دبلوماسي واحد ومع أنها في حقيقة الأمر أصبحت بحكم المغلقة.
 
وهنا فإن ما يجب أن يقال هو أن الأردن يحزنه أن تصل سوريا إلى ما وصلت إليه من تشظ ودمار وتقسيم وخراب ويحزنه ايضاً أن يصبح هذا البلد العربي الذي تجمع الأردنيين به وبأهله أواصر قربى وأخوة أهم كثيراً من مجرد العلاقات الدبلوماسية لكن المشكلة أن هذه الدولة الشقيقة أصبحت ميدان نزاع إقليمي ودولي وأن قرارها السيادي أصبح خارج أيدي هؤلاء الذين أصبحوا مجرد صوراً ودمىً متحركة... ثم ولماذا الإستعجال في الإقدام يا ترى على خطوة ستكون مجرد قفزة في الهواء غير مضمونة العواقب طالما أننا مرتبطون مع الأشقاء العرب، المعنيين مثلنا، بإتفاقات «تنسيقية» بالنسبة لهذه الأزمة وبالنسبة لغيرها وطالما أن هناك حلاً قادماً تعمل على إنضاجه روسيا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية والإقليمية .. لماذا استعجال الأمور وعلى هذا النحو طالما أن هذا النظام السوري غير مضمون بقاؤه لا خلال المرحلة الإنتقالية المقترحة ولا بعدها.