Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Mar-2022

«شغف العين واليد» يوثّق لغادة الحجاوي القدومي
الجريدة - حمزة عليان  -
 
بعد سنة من الرحيل كان كتابها «شغف العين واليد»، وهو عبارة عن أبحاث مهداة لذكرى د. غادة الحجاوي القدومي، ومن إشراف وإعداد فهمي جدعان، وصادر عن «دار الكتاب الجديد المتحدة» في بيروت.
 
جمع كتاب "شغف العين واليد" 16 بحثاً ومقالة، ساهم بها كل من حمزة عليان (الحياة والأعمال)، وحسن أشكناني (عطاء في العمل المتحفي والآثاري)، سعيد العدوي (فخار بهلا عبر الزمان)، وراسم بدران (شذرات عمرانية)، وجمانة الحسيني (قراءة جديدة للمكان والمدينة)، ومجدالدين خمش (الفن الإسلامي)، وفيصل دراج (الفكر النهضوي)، وناجية الوريمي (دلالات التسامح في الثقافة العربية)، وعبدالكريم البرغوثي (سؤال الهوية)، والزواوي بغورة (البنيوية)، ورشيد بوطيب (فكرة الجامعة)، وعطيات أبوالسعود (النزعة النسوية)، وفهمي جدعان (نظرية الحب عند العرب)، وإبراهيم السعافين (قراءة في المرجعيات)، وفخرية صالح (هل تموت الرواية؟)، وهيثم سرحان (أطياف محمود درويش)، ومشاركة للشيخة بيبي الدعيج، وهدى الشوا (لن نقول وداعاً)، وعلي النجادة (غادة من المحلية إلى العالمية)، وسحر الهنيدي (في ذكراها)، ولولوة الملا (شغف الثقافة والفنون)، وأبرار ملك (خبر كسر قلبي)، وعارف الحجاوي (الرضا مجسداً)، وخالد غنيم (في تأبينها)، وسلطان الدويش (مدرسة المحبة والعطاء)، وفهمي جدعان (في وداع غادة)، وطارق القدومي (جدتي العزيزة).
 
يضيء د. فهمي جدعان على مسببات الاستذكار، فقد ذهب إلى "حفظ ذكراها، أي إلى ما يخلد في الذاكرة، كتاب تصوغ خيوطه ورسومه ثلة من العلماء والمثقفين والأدباء العرب المرموقين، يجتمعون على تكريم رحيلها بمقالات وبحوث يهدونها لذكراها".
 
حَكَمتْ الكتاب الذي تبنى دعمه نجلا د. غادة، وهما نبيل وسعد القدومي عدة أبواب، مقالتان في سيرة غادة الحجاوي وفي مكانتها ومنجزاتها، ومجموعة من المقالات والأبحاث في الفنون والثقافة والأدب، ونصوص عبارة عن "شهادات" قدّمت في حفل تأبينها بالكويت، ومجموعة من الصور المختارة التي تقرّب إلى العين والمخيال وجوهاً من متعلقاتها في حقولها الذاتية والمهنية العامة.
 
يجسّد الكتاب، وفق معدّه والمشرف عليه، د. فهمي جدعان "وجهاً من وجوه حضورها المستديم، ويتيح للمطلعين عليه الاتصال ببعض عالميتها، وللمشتغلين في الفنون الإسلامية الذهاب إلى تراثها العلمي.
 
بنيان هذا المشروع ساهم فيه شخصيات من تونس ومصر والأردن وسلطنة عمان والكويت ولبنان والجزائر وفلسطين والمغرب، وبذلك كان تعبيراً عن امتداد تأثيرها وعلاقتها وسط البيئة التي انتمت إليها.
 
يحتوي الكتاب على 520 صفحة، وأضيفت إليه مجموعة صور تم اختيارها للأنشطة التي قامت بها.
 
وتحت عنوان "من المحلية إلى العالمية"، كتب د. علي النجادة كلمة يرثي فيها الفقيدة يقول: "لقد رحلت الغائبة/ الحاضرة في هدوء، لكنها خلّفت وراءها ضجة محلية وإقليمية وعربية ودولية واضحة، فقد أربك رحيلها مجلس الحرف العالمي الدولي، كما ألبس فقدها ثياب الحزن وسرابيل الأسى جميع أقاليم هذا المجلس الخمسة الموزعة على قارات كوكبنا الأرض، فيا له من رحيل مؤثر جمع بين الهدوء والضجة في آن واحد".
 
أدّت د. غادة، كما كان يناديها ويعرفها الجميع، دورا قياديا بارزا خلال فترة رئاستها لمجلس الحرف العالمي لإقليم آسيا والباسيفيك، فقد كانت بداية رئاستها لهذا الإقليم ذات أصل عربي ومن دولة عربية، كذلك كانت - يرحمها الله - أول مرأة قيادية تستمر رئاستها لهذا الإقليم دورتين متتاليتين، إضافة إلى ذلك، فإنها كانت أول رئيسة من أصل عربي لمجلس الحرفي الدولي منذ تأسيسه.
 
تحت قيادة د. غادة الحجاوي، انتقلت جائزة التميز الحرفي عام 2014م من تحت مظلة منظمة اليونسكو التي بدأتها عام 2001م لتكون تحت مظلة منظمة اليونسكو التي بدأتها عام 2001م لتكون تحت مظلة المجلس في إقليم آسيا والباسيفيك، كذلك دعمت المرحومة - ماليا وفكريا - استحداث الموسوعة الإلكترونية للحرف لإقليم آسيا والباسيفيك، وبعد نجاح هذه التجربة جعلت هدفها التالي بوصفها رئيسة لمجلس الحرف العالمي الدولي إنشاء موسوعات حرفية إلكترونية في بقية أقاليم مجلس الحرف العالمي، كانت إضافة إلى قدراتها القيادية المتميزة، صبورة ومثابرة لا تعرف الكلل والملل والإحباط، منظمة في عملها، دقيقة في أفكارها وتوجهاتها وكتاباتها ونقدها البنّاء، امتلكت الراحلة شخصية كارزمية مؤثرة ومحبوبة في الوقت نفسه، قرّبتها من مسؤولي ورؤساء الكثير من الدول، ثم إن تلك الشخصية حببتها لكل من التقت بهم من الحرفيين في مختلف دول الإقليم الذي ترأسته لثماني سنوات متتالية، هذا التأثير الإيجابي لشخصيتها شجع على زيادة عدد المدن الحرفية العالمية في إقليم آسيا والباسيفيك، ليصل إلى 37 مدينة وبفارق يزيد 31 مدينة على أقرب الأقاليم لإقليم آسيا والباسيفيك.
 
كإنسانة راقية الخلق والمشاعر، كانت د. "أم نبيل" - كما يحلو للبعض أن يناديها - محترمة جداً في ذاتها، وتحترم جميع من تتعامل معهم، بغضّ النظر عن مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والمادية أو العرقية أو الجنس أو اللون أو الديانة، لذلك كانت محبوبة من كل من عمل معها محليا وعالميا، لقد كانت ذات خلق رفيع وحساسية مرهفة عند التعامل مع الآخرين، وكانت متواضعة في غير ذلّ، وعزيزة نفس من دون تكبُّر.
 
كانت الراحلة كريمة وسخية في مالها وابتسامتها وطيبة قلبها ووقتها وخبراتها وحب الخير للآخرين، كذلك كانت كثيرة الأسفار لتشجّع الآخرين على العمل والعطاء ولدعم نجاحاتهم، عرفت باحترامها للوقت بشكل ملحوظ، وبصدق مشاعرها عند التعامل مع الآخرين، من دون مجاملة أو نفاق، لذلك كانت محل ثقة واحترام جميع من عمل معها من مسؤولين وموظفين حرفيين وأعضاء في لجان وفرق عمل مرتبطة بالأنشطة الحرفية.
 
وضعت د. غادة بلدها الكويت على خريطة المؤتمرات والمعارض الحرفية الدولية من خلال تنظيمها عددا من المعارض الحرفية العالمية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، إضافة إلى ذلك كانت شديدة الحرص على مشاركة حرفيي الكويت في المعارض والاحتفاليات الحرفية الدولية، في عهدها أصبحت دولة الكويت مقرا لرئاسة مجلس الحرف العالمي لإقليم آسيا والباسيفيك خلال الفترة من 2013 – 2020م، كما أصبحت مقراً لرئاسة مجلس الحرف العالمي الدولي من 2021 إلى 2024م.
 
شجعت د. الحجاوي ودعمت انضمام فريق إكسبو 965 للمعارض التراثية الحرفية والمبدعين الكويتيين إلى عضوية مجلس الحرف العالمي لإقليم آسيا والباسيفيك، كما حفزت العديدين من حرفيي وحرفيات الكويت للفوز بجوائز التميّز الحرفي في الأعوام 2016م و2018م و2020م، تم تكريم د. غادة من قبل فريق إكسبو 965 في معرضه السنوي عام 2018م على دورها في رعاية الحرف والحرفيين بالكويت وفي إقليم آسيا والباسيفيك، 3 يناير 2021م منحت د. غادة الحجاوي منصبا شرفيا في فريق إكسبو 965 كأول مستشارة للفريق، ولم يمنح هذا المنصب لأحد قبلها ولا لغيرها.