Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2019

الطریق إلی صندوق الاقتراع تمر بغزة - مئیر شمریت
یدیعوت أحرونوت
 
الغد- یتابع الفلسطینیون حملة الانتخابات في إسرائیل عن كثب. كل تغریدة عن صمت بیني غانتس أو استطلاع مع آخر الانباء عن عدد مقاعد اورلي لي في أبوقسیس یترجم في غضون دقائق قلیلة إلى العربیة. یدور الحدیث عن تقالید طویلة السنین من الاھتمام باللعبة الدیمقراطیة الإسرائیلیة، ولكن أیضا بالمعلومات التكتیكیة – فھم یفھمون بان ما كان نتنیاھو قادرا على ان یدافع عنھ في الأیام العادیة سیجد صعوبة في ان یدافع عنھ في ذروة معركة الانتخابات. فلعبة التراشق المتوترة بین إسرائیل وحماس على حدود غزة مثلا، لم تعد مجرد موضوع امني ولا حتى سیاسي، فھي موضوعا في لب الحملة.
غیر ان الفلسطینیین یعیشون في ذروة صراع قوة سیاسي داخلي بینھم وبین انفسھم، وصلت ذروتھ في الأیام الاخیرة. فقد مل أبو مازن نھائیا من مواصلة تمویل حكم حماس في غزة فقرر فك ارتباط من طرف واحد. ولنسمي ھذا إرث شارون. المساعدة الخارجیة للسلطة الفلسطینیة، التي اعتمدت علیھا میزانیتھا، تقلصت في السنوات الاخیرة، والمال الذي یذھب إلى غزة یغرق في ثقب اسود من المیزانیة والدیمغرافیا الذي لا یساعده في شيء. بعد 11 سنة من سیطرة حماس على القطاع بالقوة، مقابل حكومة یمینیة في إسرائیل، ادارة أمیركیة لا تفھم المسألة الفلسطینیة بل وغیر معنیة بھا على نحو خاص وحكام عرب یتسكعون مع نتنیاھو علنا، قرر التنفیس عن احباطھ على غزة الفقیرة والمضروبة وعملیا فك الارتباط عنھا رسمیا والاھم، اقتصادیا.
عندنا موضوع الدولة الفلسطینیة، الذي كان في جوھر النقاش السیاسي الإسرائیلي، اختفى عن الخطاب، وبقدر كبیر بسبب غیاب الشریك الفلسطیني. وخلف الأمر فراغا في معسكر الوسط-
الیسار یصعب علیھ ملؤه. وبدلا من مبدأ الدولتین، الذي فقد مكانتھ، لم یكن بدیل بعد. الوضع في الجانب الفلسطیني مشابھ: قلة قلیلة جدا من الأشخاص في الساحة السیاسیة الفلسطینیة لدیھم
الشجاعة لان یقولوا بصت عال وبالعربیة – نحن نؤمن بالدولتین. خریطة فلسطین ھي ذات الخریطة في مدارس حماس في غزة وفتح في الضفة.
والتعویض المالي لمن ینفذ العملیات ضد الإسرائیلیین – ھو ذات التعویض. النقاش لیس جوھریا بل تكتیكي: كیف من الاصح التصرف تجاه إسرائیل في الطریق لتحریر فلسطین.
وبشكل غریب وسخیف، وبالذات حین لا یكون ھناك سبب مبدئي للانقسام – لا یوجد احتمال لاقامة دولة فلسطینیة في حدود 1967 ،بحیث ان تقسیم البلاد لیس على جدول الاعمال، وفي حماس أیضا یسعون للوصول إلى نوع من الھدنة مع إسرائیل – الھوة بین فتح وحماس ھائلة.
بمعنى أنھ صحیح حتى الآن فإن جذر الشرخ في الشعب الفلسطیني یرتبط في مواضیع الھویة الدینیة والسیاسیة (الاخوان المسلمین مقابل كل الباقین) وفي الصراعات على الارض الاقلیمیة، المال والقوة. لقد كانت فرضیة عمل نتنیاھو بان ینجح في شراء الھدوء حتى الانتخابات، وربما بعدھا أیضا، من خلال المال القطري. غیر أن الساحة الفلسطینیة عدیمة الراحة. بخلاف القادة عندنا، یعرف السنوار العدو بشكل مباشر، یتحدث لغتھ ولا یحتاج لترجمة كي یقرأ التعلیقات على الانترنت. وھو یعرف أن فتیل الكابینیت في زمن الانتخابات أقصر بقصیر من جھة ومن جھة اخرى یعرف بانھ إذا كان نتنیاھو فعل ھذا القدر الكبیر كي یمتنع عن حملة عسكریة في غزة – فیبدو أن لدیھ اسبابا وجیھة لذلك.
في الماضي، كلما ضغط ابو مازن على حماس كانوا ”یتفجرون“ علینا. وقد بدت مؤشرات التوتر بوضوح في الأیام الأخیرة. المال القطري لم یدخل بعد، نوع من العقاب، ولكن ھذا الدرس الذي یلقن لحماس لن یغیر الكثیر إذا ما قلص أبو مازن بشكل دراماتیكي المساعدة التي ینقلھا إلى غزة في كل شھر. فـ 15 ملیون دولار من القطریین لن تغطي على مئة ملیون دولار من السلطة. غزة بدون ابو مازن ستصل إلى افلاس تام. والسؤال ھو ھل سنصل إلى 9 نیسان دون أن نتوقف عند حملة في غزة على الطریق. في ھذه اللحظة كل أسبوع ھو تحد متجدد.