Saturday 4th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2018

ترمب عالق في عصر التمييز العنصري!! - محمد كعوش

 الراي - قبل كتابة هذه الكلمات بقليل شاهدت فيلما اميركيا عن التمييز العنصري المتوحش بعنوان « معتوه في الاباما «. في مشهد قصيرمن الفيلم تظهر مسيرة احتجاجية للسود أمام مقر عمدة المدينة ، فيسال صبي ابيض أحد اقاربه عن سبب هذا الأحتجاج فاجاب: « انهم السود يطالبون بحق التصويت في الأنتخابات مثل البيض «. فرد الصبي باستهجان: « لماذا لا يملكون هذا الحق.. من غير العدل أن لا يصوتوا «. اجاب الرجل: « نعم ليس من العدل أن لا يشاركوا.. ولكن هذا ما هو عليه الأمر يا بني « !! قصة الفيلم بمشاهدها المقززة ذكرتني بما قالته اوبرا وينفري ( المرشحة السوداء المحتملة للرئاسة الأميركية ، عن عملية اغتصاب الأميركية السوداء « ريسي تايلور « في الاباما عام 1944 ولم تنصفها العدالة الأميركية منذ ذلك الوقت حتى وفاتها قبل ايام قليلة.

 
حكاية التمييز العنصري فتحت الشهية للكتابة عن عهد اميركي جديد من العنصرية.ثبت أن هناك من يرى في عهد الرئيس الأبيض نرمب فرصة تاريخية لاعادة اميركا الى عالم التمييز العنصري ، وهم على شاكلة «عمدة الاباما « العنصري في تفكيرهم وعقيدتهم وممارساتهم ، وبالتالي هم اصحاب الأصوات التي حملت الرئيس ترمب الى البيت الأبيض ، وكأنهم ارادوا الأنتقام من المجتمع الأميركي المتقدم الذي حملت اصوات ناخبيه أول رئيس أميركي اسود ( اوباما ) الى البيت الأبيض.
 
اللافت أن الرئيس ترمب ، عبر قراراته المتلاحقة غير المدروسة، ومن خلال حركاته ولغة جسده غير المتوازنة وعنجهيته وتعبيرات وجهه عندما يتحدث ، وألأزمات المتلاحقة التي أثارها في داخل اميركا وخارجها، خلق لدى المراقب شيء من الحيرة ، وبعث الكثير من التساؤلات، حول مسيرة ومستقبل هذا الرئيس الجامح ، حيث الأعتقاد بانه تجاوز العمل المؤسسي المعتاد في ادارة أكبر دولة في العالم على
الصعيدين الأقتصادي والعسكري.
 
يقول الكاتب الأميركي جون ستيل جوردان في كتابه بعنوان « امبراطورية الثروة « :» أكبر نقاط قوة أميركا لا تكمن في المجال العسكري بل في اقتصادها ألأكبر في العالم وهو الأكثر ديناميكية وقدرة على الأبتكار. وأن الولايات المتحدة تنتج ما يعادل ثلاثين في المائة من الناتج المحلي الأجمالي لدول العالم مجتمعة «. دولة بهذا الحجم الأقتصادي والعسكري ، والتي بلغت من النفوذ في العالم ما لم تبلغه اعظم الأمبراطوريات في التاريخ ، والتي تديرها مؤسسات كبرى ، كيف سينجح بادارة شؤونها هذا الرئيس ( العبقري ) بقراراته المنفردة ، وهو الذي قاد مؤسساته الخاصة واستثماراته الى الأفلاس اكثر من مرة ؟!
 
الملاحظ ان مستشاري الرئيس ترمب ومعظم اركان ادارته انفضوا من حوله لخلاف معه أو بسبب عدم تعاون الرئيس معهم ، بحيث تحولوا الى مجموعة من العاطلين عن العمل ، ربما لأن ترمب يريد أن يستمد قوته من التجمعات الصناعية العسكرية ومن المحافظين المتشددين العنصريين ومعهم صهره كوشنر فقط لا غير.
 
في خضم هذه الفوضى غير المسبوقة ، التي عمت دوائر صنع القرار داخل الأدارة الأميركية ومؤسساتها ، أقتربت الولايات المتحدة من العزلة الدولية ، ووقعت في مأزق الأزمات في الداخل والخارج ، كما دب الخلاف بين واشنطن ومؤسسات الأمم المتحدة ، وتصاعدت موجة الأستياء من قرارات الرئيس الأميركي الأرتجالية على الصعيد الأوروبي.
 
ونذكر ان ترمب بدأ عهده بازمة مع المكسيك حول المهاجرين وبناء الجدار العنصري ، ثم قراراته العنصرية ضد رعايا الدول الأسلامية ومنعهم من دخول الولايات المتحدة ، وبعدها التصعيد ضد فنزويلا وكوبا وايران وكوريا الشمالية ، والتي كان اخرها مع الدول الأفريقية التي وصفت تصريحاته المعيبة الأخيرة بانها عنصرية مثيرة للأشمئزاز.
 
اما بالنسبة لنا فالأزمة التي خلقها ترمب حول القدس العربية المحتلة فقد خلطت الأوراق واعادت الصراع مع الصهيونية الى البدايات ، لأن القدس تحتل مقدمة الأهتمامات في العالمين العربي والأسلامي ، ان لم تكن على مستوى الأنظمة ، فهي القضية الأهم بالنسبة للشعوب التي تحركت لدحر وافشال المشروع الأميركي ، كما أن قضية الشعب الفلسطيني ، كانت وستظل ، جوهر الصراع العربي الأسرائيلي.