Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2018

سلطة ضد التعايش - نداف هعيتسني

 

معاريف
 
الغد- المنطقة الصناعية برقان هي دليل آخر على العبث الكامن في الآراء الدارجة في الخطاب السياسي الاعتيادي عندنا. فبرقان هي جزء واضح من المشروع الاستيطاني في المناطق، والذي أقامه عن قصد اوائل المستوطنين في السامرة، لتثبيت وتعزيز الاستيطان وللإثبات بأن العودة اليهودية إلى اقاليم وطننا جيدة، ضمن أمور اخرى، للعرب أيضا.
أعرف هذه المنطقة الصناعية جيدا والكتل الاستيطانية اليهودية المنتشرة حولها. فقد تجمعت هنا كل المزايا. من ناحية المصانع نفسها لا يمكن أن يكون هناك قلب أقرب للبلاد: 15 دقيقة سفر في الطريق السريع من رأس العين، قريب جدا من مركز غوش دان وسريع الوصول إلى محاور السير المركزية. 
إلى جانب ذلك، من ناحية اليهود والعرب على حد سواء، نشأ هنا وضع واضح من الربح للجميع. فالمصانع هذه جنة عدن من الايادي العاملة، حيث لا يشعر أحد هنا بتلك الضائقة التي تشعر بها أماكن كثيرة في البلاد بالنقص في القوى البشرية.
أما المزايا من ناحية العرب فلا تحصى. فهم لا يحتاجون إلى تصاريح دخول إلى داخل الخط الأخضر، والكثيرون منهم يسكنون تماما في الجوار. لا حاجة للنهوض مبكرا في منتصف الليل والسير إلى أماكن بعيدة. مثل هذه الوفرة للرزق في محافظات السلطة الفلسطينية الفاسدة والفاشلة هي حلم صيف. آلاف العائلات العربية تعيش بكرامة فقط بسبب المصانع الصهيونية العاملة هنا.
المجلس الاقليمي السامرة وشركة تنمية السامرة، يعملان من برقان أيضا ويريان الخير في هذه الحياة المشتركة. كما أن الواقع يحطم أيضا ما كان يعتبر آراء دارجة لدى اليمين الإسرائيلي. 
فليس عبثا أن وعد يوسي دغان، رئيس مجلس السامرة، بعد العملية بأن يستمر التعايش في برقان. رغم أن القانون في المناطق يسمح، في أوضاع معينة، بدفع رواتب أقل للعرب، فهذا ليس متبعا في مصانع برقان. وكما شهد أصحاب مصنع "ألون للمعادن"، حيث نفذت عملية القتل المزدوج أول أمس، فإن عماله العرب ينالون أجرا وشروطا مثل اليهود، دون تمييز. هذا النهج ونتائجه أعرفه من مصانع اخرى في المكان، وهذه عادة تبث أثرها أيضا على العمال العرب، أبناء عائلاتهم وكل محيطهم.
هكذا، يحطم مشروع الاستيطان في المناطق الاجماع الفكري لليمين واليسار. فبسبب الاستيطان بالذات، في برقان، مثلما في مفترق غوش عتسيون وفي كل مراكز العمل والتجارة للمستوطنين في المناطق، بني تعايش حقيقي. ليس عبثا أن الحياة المشتركة في برقان مستهدفة من حركة بي.دي.اس، ونشطائها على انواعهم.
من الصعب القول إنه يمكن في أي مرة المنع المطلق لأعمال الإرهاب التي يقوم بها أفراد مثل المخرب أشرف نعلاوي، أو المخرب من مفترق غوش عتسيون قبل نحو أسبوعين. يمكن فقط الاثبات بأنه كلما كان مزيد من اليهود في المناطق، وكلما اتخذ هؤلاء مزيدا من المشاريع مثلما في المنطقة الصناعية برقان، هكذا سيخبو العداء. فسيكون مزيد من الاسباب لدى المجتمع العربي لقطع الاعشاب الاجرامية التي تنبت في داخله. ولكن هذا لا يكفي. 
طالما يوجد في المنطقة كيان يربي أطفال الروضة والمدارس الفلسطينيين على أننا أنسال القردة والخنازير، وليس لنا حق في العيش في برقان وفي تل ابيب، فإن الإرهاب سيستمر وسيتعاظم، سيستمر وسيضرب. تفهم الساحة السياسية والامنية الإسرائيلية بأنه ينبغي اعطاء العرب حوافز للعيش معنا وعدم انتهاج عقوبات جماعية غبية. 
ولكن لسبب ما، تواصل تنمية معتمل التحريض الذي يشعل نارا دائمة للإرهاب ضد مجرد وجودنا – السلطة الفلسطينية. من يريد أن يكمل مشروع التعايش في برقان ملزم في نفس الوقت بأن يضع حدا لمن يتآمر عليه بشكل اجرامي ودائم.