Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2020

الثقافة الصحية والثقافة البدائية !!!*م. هاشم نايل المجالي

 الدستور

هناك دوماً ازمات بدرجات متفاوتة ومتنوعة اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحية وغيرها ، ودوماً تستدعي من كافة الجهات المعنية والقطاعات الاخرى ، تقديم كل ما لديها من اجل ان نتجاوزها بالفكر والابداع والاحتراز من كل ما من شأنه تصعيدها .
 
اي ان هناك حرب الافكار التي تنتج الكشوفات المعرفية العلمية والحضارات ، فهي تسعى لايجاد فكرة يتم الاجماع عليها وتسليحها بقوة الانتماء والامل ، وشحنها بالطاقة الانضباطية الخلاقة القادرة على تحقيق الانتصار على تلك الازمة ، في مواجهة كافة جبهات الجهل والامية والتخلف برحابة المنطق والاقناع ولتقليل الاضرار فاذا كانت هناك حرب مرتبط بثقافتنا بالقتل والمواجهة والعنف والخراب ، فان هناك حروب صامتة حروب مَرَضية عندما ينتشر فيروس ما يؤدي الى الموت مثله مثل الحريق ، ويزداد بازدياد الجهل والامية بالتعامل معه تتكاثر فيها اعداد الثكلى على نحو كارثي ففيروس كورونا انتشر بالدول الكبرى وبشكل هستيري دون امكانية ليحصد الارواح وينشر الهلع ويدمر اقتصاديات دول .
 
انها حرب الاختراعات والافكار التي تتسابق عليها الدول الكبرى ، في ايجاد علاج لهذا الوباء من اجل انقاذ البشرية وانقاذ اقتصادياتها المتهاوية امام هذا الفيروس الذي كسر الانوف والكبرياء لها ، انها حرب الاكتشافات وحرب المفاهيم التي كيف يجب على كل مجتمع وكل مواطن ان يتعامل للوقاية من هذا الفيروس دون خجل لحماية نفسه واسرته ومجتمعه ووطنه ، فهذا يؤثر على كافة مناحي الحياة اجتماعية واقتصادية وغيرها ، ويثبت مدى درجة الثقافة الصحية لكل شعب من خلال تطبيق للتعليمات الصحيحة الصادرة من قبل الجهات الرسمية .
 
فلقد وجدنا البعض يستهجن من بعض الاجراءات الوقائية لتجنب الاصابة بالمرض ، وكشفنا ايضاً ضعف امكانياتنا في مواجهة فيروس يجتاح كل المناطق واسباب الاجتياح دون هوادة .
 
وعلينا ان نتعرف على مواطن الضعف والخلل وكيف ايضاً مواجهة الاشاعات وحرب القيم والعادات ، مع اختلاف وجهات النظر اختلافاً احتجاجياً بعيداً عن مقارعة الفكرة بالفكرة لان لدى البعض ثقافة بدائية ، عندما يستهجن ويثير السخرية حول وباء عالمي .
 
ولقد اصبح الخوف هو المرجعية البؤرية الاساس حول البحث عن آليات مواجهته ، لتكون هناك حاضنات آمنة منزلية وعملية بالعزلة الوقائية الصحية للحفاظ على النفس البشرية آمنة من ذلك الفيروس ، وان لا نعيش في دوامة العقل المرتبك والناقص من اتخاذ التدابير الاحترازية ، من باب السخرية في مظهر تعبيري سخيف ليكون وفق منظور مخالف للوقاية والحماية الذاتية وهو الخاسر الوحيد من مواجهة هذا الفيروس .
 
نتمنى ان نصل الى درجة الوعي بالتعامل مع مثل هذه الازمات الصحية ، واعادة دراسة قدراتنا وامكانياتنا في مواجهته ليبقى الوطن آمناً حضارياً واعياً ومدركاً لكل شيء .