Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2017

ضغوط أميركية بلغة إسرائيلية على السلطة الفلسطينية

 

نادية سعد الدين
عمان -الغد-  قال مسؤول فلسطيني إن زيارة مبعوثي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى فلسطين المحتلة، شهدت "ضغوطا أميركية على السلطة الفلسطينية بلغة إسرائيلية"، معتبرا بأن "لا أفق قريبا للتسوية السلمية".
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم كشف اسمه، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن مباحثات الرئيس محمود عباس مع كل من كبير مستشاري البيت الأبيض، جيرارد كوشنر، والمبعوث الأميركي الخاص للعملية السلمية، جيسون غرينبلات، نهاية ألأسبوع الماضي، "لم تثمر عن نتائج ملموسة بشأن تقدم العملية السياسية".
وأوضح بأن "المبعوثين الأميركيين استمعا إلى موقف الجانب الفلسطيني من قضايا الوضع النهائي، الحدود واللاجئين والقدس والأمن والاستيطان والمياه والأسرى، وذلك بعد اجتماعهما برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي حاول صرف الأنظار عن القرار الاستيطاني الجديد بمطلب وقف مستحقات الأسرى وأسر الشهداء الفلسطينيين".
ولفت إلى أن "هذا المطلب الإسرائيلي، وقف مستحقات الأسرى وأسر الشهداء، سبق وأن تبنت الإدارة الأميركية طرحه خلال زيارة الرئيس عباس إلى واشنطن ولقائه بالرئيس ترامب، في شهر أيار (مايو) الماضي، إلا أنه قوبل بالرفض الفلسطيني المطلق له".
وبين أن "مبعوثي البيت الأبيض لم يكشفا خلال زيارتيهما عن ماهية "الصفقة النهائية" التي يسعى الرئيس ترامب لتحقيقها في المنطقة"، بالرغم من أن كوشنر أكد، خلال لقائه بالرئيس عباس، التزام الرئيس ترامب للعمل من أجل الوصول إلى "صفقة سلام جادة".
وأضاف المسؤول إن "الإدارة الأميركية لم تقدم حتى اللحظة خطة محددة للعملية السياسية، حيث ما زالت تستوضح الطريقة التي ستدير من خلالها المفاوضات". 
بدوره، أصدر رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، بياناً رفض فيه الاتهامات الإسرائيلية حيال "التحريض الرسمي الفلسطيني".
وقال إن "حكومة الاحتلال تعمل في شكل متواصل على حرف الأنظار وابتكار أعذار جديدة وتضليلية، مثل ادعاءات (التحريض) في كل مرة تتاح فيها فرصة لإحياء المسار السياسي، على عكس القيادة الفلسطينية الملتزمة حل الدولتين والتنفيذ الكامل للقانون الدولي".
ووصف عريقات المطالبة الإسرائيلية للجانب الأميركي بالعمل على "وقف التحريض" واعتبار رواتب أسر الشهداء والأسرى تحريضاً على العنف، بأنها "محاولات لوسم نضال شعبنا الوطني بالإرهاب، وتجريم شهدائنا وأسرانا المناضلين منذ انطلاق الثورة الفلسطينية".
وقد جاء تصريح عريقات عقب مطالبة غرينبلات بوقف مستحقات، أو رواتب، الأسرى وأسر الشهداء، وإنهاء ما زعمه "بالتحريض والعنف"، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد بين الطرفين، حيث طالب عريقات حينها بوقف الاستيطان على الأرض الفلسطينية المحتلة.
من جانبه، أوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في ختام لقاء الرئيس عباس بكل من كوشنير، وجرينبلات، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، بأن المباحثات "تناولت كافة القضايا المتعلقة بالمفاوضات بشكل واضح ومعمق". 
وأضاف، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، إن "اللقاء تطرق إلى قضايا الوضع النهائي كافة، وفي مقدمتها قضيتا اللاجئين والأسرى".
وأوضح بأن الرئيس عباس، أكد خلال اللقاء على مبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على حدود العام 1967، كما جدد التزامه بتحقيق السلام العادل والشامل، القائم على قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
وكان كوشنر، صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه، وغرينبلات، وهما يهوديان أميركيان وأصحاب مواقف داعمة للاحتلال، قد التقيا في وقت سابق برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على وقع قرار استيطاني إسرائيلي جديد في الأراضي المحتلة.
وكان البيت الأبيض قد أوضح، في ختام المباحثات الأميركية – الإسرائيلية، التي عقدت ألأسبوع الماضي،  بأنها كانت "مثمرة"، حيث شددت "على أن تحقيق السلام سوف يستغرق وقتاً، وأنه يستدعي خلق الأجواء التي تفضي إليه".
وأكد التزام الطرفين بتحقيق الرؤية التي وضعها ترامب للتوصل إلى سلام بينهما وتعزيز الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أنه "تم التأكيد في مباحثات مبعوثي ترامب مع نتنياهو على الأولويات الإسرائيلية في الخطوات المقبلة"، في إطار الإقرار بدور الكيان الإسرائيلي المهم في أمن المنطقة.
ونوه البيت الأبيض إلى أن المبعوثين سيعودان إلى واشنطن لاطلاع ترامب، ووزير الخارجية، ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الأميركي، هربرت ماكماستر، على نتائج جولتهما والتباحث بشأن الخطوات الأميركية المقبلة.
وكان الرئيس ترامب قد التقى كل من الرئيس عباس ونتنياهو، كل على حدة، خلال زيارة قام بها إلى فلسطين المحتلة قبل شهر تقريباً، متعهداً حينها بأنه "سيفعل كل شيء" في وسعه، من أجل مساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على تحقيق السلام.
إلا أن ترامب أقر بأن التوسط بينهما من أجل الوصول إلى اتفاق سيكون "مهمة غاية في الصعوبة"، في الوقت الذي أوضحت فيه الإدارة الأميركية مؤخرا بأنها لا تريد إعادة التجارب وتكرار الفشل في مسارات التفاوض السابقة بين الجانبين، وأن ترامب يسعى لتقديم رؤية شاملة للحل.
وكان الرئيس ترامب قد تحدث سابقاً بأنه سيقبل أي حل يكون مقبولاً على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وأن "حل الدولتين ليس السبيل الوحيد الممكن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط"، بحسبه.
يشار إلى أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي  قد توقفت في شهر نيسان (إبريل) 2014، بسبب التعنت الإسرائيلي حيال وقف الاستيطان وتنفيذ اتفاق مسبق بالإفراج عن الأسرى، ما قبل "أوسلو"، في سجون الاحتلال، فضلا عن مواصلة العدوان ضد الشعب الفلسطيني.
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment