Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-May-2020

القاص سمير الشريف: في ظل «كورونا» تم الاستفادة من التقنيات الحديثة واستثمارها ثقافيًا

 الدستور – عمر أبو الهيجاء

شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية شهور السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان، وفي الشهر الكريم هذا العام الذي يأتي في ظروف قاسية من خلال جائحة كورونا التي عصفت بالبشرية جمعاء.
 
«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي مع القاص سمير الشريف.. فكانت هذه الرؤى والإجابات.
 
* ما طقوسك التي تمارسها كمبدع في رمضان؟
 
 
 
- الحمد لله الذي منَّ علينا ببلوغ هذا الشهر الفضيل، شهر العبادة والمغفرة والتقرب إلى الله.
 
لا شك أن لرمضان خصوصية روحانية، لا بد للمسلم من التوقف عندها ومعها كاستراحة ومراجعة للذات في كل عام، وللمبدع ظرفه وفضاءاته الخاصة التي تختلف عن الآخرين. أول ما يميز رمضان إمكانية العودة للذات تفكرا ومراجعة ووضع خطة أيام معدودة قادمة أعود فيها شخصيا لإوراقي القديمة، أرتبها، أحرر بعضها وألغي البعض الآخر وأكمل ما يحتاج لتكملة. السهر حتى السحور وقت الصفاء الذهني والروحي المناسب للقراءة أو الكتابة.قد يتم في فترة ما قبل الفطور المشاركة بتجهيز الحلويات والسلطات كنوع من التغيير.
 
* هل شهر رمضان فرصة للتأمل والقراءة والكتابة؟
 
- نعم، رمضان مناسبة ذهبية وفرصة جيدة لفعل ما هو خير وجميل مفيد، فيه تصفو النفس ويختلي المرء بها ويتاح له التفكر بالذات والوجود والمصير، وهذا لب العبادة، ومن ثم العكوف على القراءة التي تنحاز لتعزيز الجانب الفكري والتعمق فيه إنسانيا وكونيا، ولما كانت الكتابة لا تتم بغير قراءة محرك رئيس وضروري من دوافع الكتابة، فالأمر تلقائي أن يفرز كتابة إما أن تكون جديدة أو مراجعة وتحرير لكتابة سابقة، وإن كان لهذا الشهر الفضيل من خصوصية بسبب وباء كورونا، جعل التفكير فيه ينحاز للذات ولتداعيات هذه الجائحة.
 
* ما يميز رمضان عن باقي أشهر السنة ؟
 
 
 
- خصوصية الشهر الفضيل الدينية التي تتكرر سنويا وفيه يستجمع الناس ملكاتهم الروحية والاجتماعية وتواصل الأرحام والأهل والأصدقاء، بطريقة أكثر حميمية حتى صار الشهر عيدا ومناسبة للتجمع والتواصل والتفكير بما تم من إنجازات طيلة العام وإعادة ترميم ما انهدم وانقطع، ناهيك عن الزكاة الروحية بالصلاة المفروضة والتهجد والعكوف على كتاب الله،. لكن هذا الشهر تم فيه لظرف طارئ قاهر إلغاء كل شيء حتى صارت زيارة الصديق أمنية والجلوس مع القريب مطلبا.
 
* ماذا عن الجانب الثقافي في رمضان بوجود جائحة كورونا؟
 
- من متابعة قريبة، رأيت الناس تنقسم أمام هذا الحدث، فالبعض استغل وقته المتاح وعكف على برنامجه الخاص، قراءة وكتابة، مستثمرا كل دقيقة بطريقة إيجابية بينما تملك البعض الآخر الانشغال بحيثيات المرض ومتابعة عدد الإصابات محليا وعربيا وعالميا ووسائل الوقاية وتعميمات الدولة والأمور الحياتية ذات العلاقة، معرضا عن القراءة والكتابة الجادة التي تأثرت بالحالة النفسية التي يمر بها الإنسان المبدع. على الجانب الآخر فإن توقف النشاطات الثقافية المنبرية، أتاح للبعض الاستفادة من التقنيات الحديثة واستثمارها ثقافيا بعمل ندوات وندوات ومحاضرات بتوظيف النت، تعويضها عن الخسارات الواقعية في هذا الجانب من إغلاق المنتديات والمراكز الثقافية وغيرها.. وهذا ينطبق كذلك على استثمار مواقع في النت لنشر كتب إلكترونية ومقالات واتاحتها للمهتمين بالمتابعات الثقافية.
 
* ما حقول المعرفة والثقافة التي تفضل القراءة فيها؟
 
 
 
- تتوزع هذه الحقول على أكثر من زاوية، يأتي في مقدمتها قراءة الكتاب الكريم وما يحتاجه من متابعة لكتب التفسير والكتاب آت الفكرية ذات العلاقة الإعجاز العلمي والبياني التي تقتضيها القراءة والتوسع والتمحيص.
 
أجد نفسي مشدودا للعودة للكتب التي تتمحور في البحث الكوني سواء مخلوقات الله الحية الطائرة أو المخلوقات البحرية أو الحشرات الدقيقة أو طبقات الأرض، ويظل للجانب الإبداعي نصيب ولكن بنسبة زمنية قليلة.