Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2020

الفلسطيني رغم 72 عاما ليس «منكوبا» ياسادتي!! *امان السائح

 الدستور

في مفردات اللغة والمعاجم كلمة منكوب تعني « نزلت به مصيبة ونالت منه « لكنها في لغة الحياة للشعب الفلسطيني في نكبته تعني نعم نزلت به مصيبة ، لكنه الف لا أن تكون قد نالت منه ، فعن أي شعب ،نالت منه « تتحدثون يا سادة ..
 
لا ليس منكوبا فلم تنل منه مصيبته ، فقد تعايش مع كل بقعة وطأت عليها اقدامه رغبة او قسرا ،تكيف مع الواقع بتحد ، وصنع مجدا ونجاحا مع كل خطوة ، منذ نكبة 48 ، أو نكسة ال 67، لكنه ليس منكوبا ، لابل شعب جبار ، صامد ، يؤمن بالمعجزات ، ويقتات العلم سلاحا والضمير والمسؤولية طريقا ..
 
ليس شعبا منكوبا ، لابل تحدى الحياة والصعاب بظروفهم ودموعهم وغربتهم وتهجيرهم ، فاختاروا بيوتا ، وسكنوا مخيمات ،وبنوا قصورا ، ، وسلموا بأمر ربهم في مخيمات اللجوء وبيوت القهر والغربة ، بحالة من الصبر واجتراء الحزن من اعماقهم ، واعتبار ما يحصل حدثا طارئا ، واستثنائيا وسينتهي ..
 
ليس شعبا منكوبا ، تحت اي ظرف ، فهو الشعب الذي عاش الحياة بكل تفاصيلها ، قرأ الواقع وتعلم من الماضي ، واستشرف المستقبل بوجع وعناية ، وصل كل اقطار العالم الغربي والشرقي ، ليثبتوا دوما انهم يستحقون الحياة ،
 
ليس شعبا منكوبا ، بل شعب وصل الى أعلى المراكز والمناصب ، فحصل على شهادة براءته من الزمن بعمله وفعله وقوله ، وغربته كانت السبيل ،تميز وتفوق وحصل أعلى مراده وأصبح في سلم الاختيار والرضوخ لواقع غيره ولم يوقف عقارب الساعة فقد أصبح هو محرك الزمن الحقيقي لحياته ..
 
ليس شعبا منكوبا ، بل هو شعب اختار الحياة ، و الصمود ، والصبر ، فكانت غزة هي السند والظهر ، وكانت القدس بابنائها المرابطين هم الرديف ، وكانت قرى فلسطين من اهالي ال48 ومدنها هم الشوكة المزروعة في حلق الاحتلال ..
 
فأي شعب منكوب نالت منه مصيبته ، ذلك الذي يتصدر المشهد بأطفاله و هم بحجم فلسطين ،ليقفوا أمام الجدار العازل ليواصلوا حياتهم ويحملون حقائبهم ويسيرون عشرات الكيلومترات لتعلم الرقم والحرف، أي شعب منكوب ذلك الذي يتصدى لجنود احتلال بجبروت سلاحهم ويقفون أمام دباباتهم ، ويصبرون ويصابرون ..
 
اي شعب منكوب ونالت منه مصيبته ، ذلك الذي تعلن فيه الامهات عناوين الشهداء والمعتقلين ، ، ويزغردن أمام جثامينهم ، ويهتفون يحيا الوطن امام دموع ابنائهم ..
 
أي شعب منكوب ذلك الذي يتحدث بلغة أن العودة قائمة لا محالة بعد 72 عاما ليكون المشهد واحدا والحدود واحدة ، وفلسطين واحدة بكل تفاصيلها ..
 
أي شعب منكوب ذلك الذي يحمل نعشه على كتفه ويسير في ازقة الوطن وخنادقه ويواصل جمعه الواحدة تلو الاخرى ويلامس جسده الحدود ليواجه الاحتلال بالاطارات المشتعلة ، والهتاف ، اطفالا ونساء وشيوخا وشبابا..
 
اي منكوب هذا الذي نتحدث عن تفاصيله وهو الذي وصل للفضاء بعلمه وعبقريته، واعتلى سدة الحكم في أعلى مؤسسات وجامعات مواقع العالم ، هو الشعب الذي يقرأ شبابه المستقبل برشاشات وشهادة علمية ، وأطفاله يواصلون تعليمهم وسخطهم ويرضعون النضال من احضان امهاتهم وقضبان سجون ابائهم ، ورائحة دماء شهدائهم ..
 
اي منكوب
 
وما زلنا نتحدى الغربة ونتعايش مع اماكننا ، ونعيش داخل اوطاننا في دواخلنا بصلابة وعشق للأرض التي نعتاش في شوارعها ، نسجل انتماء لتلك الاوطان ، وحبا لأعمالنا ، وعشقا لكل من حولنا ، كيف لا ونحن شعب يشتري الحياة بحرفية ووطنية فعين على الغربة وكل الاعين على فلسطين .
 
اصل حكايتنا هي لأم محمد التي خرجت تحمل بعضا من حاجيات سنة 48 من قرية الطرة او اسدود او ربما اجزم وتخبر ابنتها « خلي باكي الغراظ يما كلها يومين ومنرجع « ام محمد فارقت الحياة وما زالت ابنتها فاطمة تنتظر ان تحزم «باكي الغراظ فالمفتاح لا يزال في درج منزلها بمخيم البقعة ، فعن اي شعب «منكوب» تتحدثون ..