Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2020

القيصر الجديد (دونالد ترمب)*د. اسعد عبد الرحمن

 الراي

منذ أصبح (دونالد ترمب) رئيسا في تشرين الثاني 2016 وهو يقدم للدولة الصهيونية سلسلة قرارات «تاريخية» تمس القضية الفلسطينية بل والعربية، أبرزها اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لـ«إسرائيل»، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، والموافقة على ضم «إسرائيل» للمرتفعات السورية، وآخرها ما اخترت شخصيا تسميته «سرقة العصر» التي - زورا - أسماها الإعلام «الترمبي» «صفقة القرن».
 
(ترمب)، وعلى خطى وزير الخارجية البريطاني (آرثر بلفور) الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، يظهر كما القيصر الذي يوزع عطاياه على الفقراء، فيقرر منح إحدى أعطياته الجديدة (فلسطين) هبة لأحد ولاته المؤتمنين (بنيامين نتانياهو)! لكن هذا القيصر مطعون في شخصه وأخلاقه حتى أميركيا.
 
ومثلا، تساءل المعلق اليهودي الصهيوني المعروف (توماس فريدمان) في «نيويورك تايمز» قائلا: «هل أصبح ترمب رجل نتانياهو الأحمق؟ الرئيس الأميركي بات يعطي هدايا بدون شروط أو طلب التزامات من إسرائيل».
 
وأضاف: «هل هذه الخطة عن حل الدولتين، أم أنها عن رجلين، أو أنها حرف للأنظار عن قائدين قذرين؟.. وترمب ونتانياهو، كلاهما، بحاجة ماسة لتغيير الموضوع (عن فسادهما ومحاكمتهما) بين أنصارهما المتطرفين في إسرائيل والإنجيليين في الولايات المتحدة». بل إن الصحيفة الأميركية الشهيرة، ذاتها، اعتبرت الصفقة المزعومة «محاولة ساخرة لإرضاء القاعدة الشعبية لإعادة انتخاب (نتانياهو) و(ترمب) في بلديهما».
 
من جانبها، وصفت منظمة «بتسيلم» الحقوقية الاسرائيلية خطة (ترمب) بأنها ليست خطة للسلام بل «أبارتهايد» (فصل عنصري). وقالت: «إذا شبهنا صفقة القرن، بالجبنة السويسرية المتميزة بفراغاتها، يمكننا القول إن الرئيس ترمب يعرض تقديم الجبنة لإسرائيل وفراغاتها للفلسطينيين.
 
الخطة الحالية لا يقبلها عقل، إنها تشرعن وتثبت بل وتعمق انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها إسرائيل خلال السنوات الـ 52 الماضية».
 
حقيقة الأمر أن (ترمب) تبنى تصورات (نتانياهو) بشأن الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي. وهذا حدث يشكل سابقة غريبة لا مثيل لها في السياسة، خاصة الأميركية، عندما تتخلى قوة عظمى عن موقف رئيسي في سياستها الخارجية وتسمح لحليف صغير أن يملي عليها موقفه المتناقض مع القانون الدولي والشرعية الدولية.
 
لماذا؟ يأتي الجواب، في مقال كاشف، بعنوان «دونالدوس ترامبوس قيصر يكافئ حاكم المقاطعة نتانياهو بصفقة القرن»، قال فيه الكاتب الإسرائيلي (كيمي شاليف): «خطة الرئيس تشير إلى أن ترمب يعتبر نفسه إمبراطوراً. فقد كان الأباطرة الرومان، ابتداءً من أوغسطس قيصر، يقومون بإقامة مقاطعات جديدة بشكل روتيني في المناطق التي غزاها جحافلهم ثم يعيدون رسم حدودهم كما تناسب أغراضهم.
 
في كثير من الحالات، ورثوا الأراضي الجديدة للقناصل ورجال الدين الأكثر تفضيلاً». ويفصل: «سيتم منح نتانياهو، مثل حكام روما في المقاطعات، سيطرة مطلقة على أراضي قيصر وكل ما عليه فعله في المقابل هو إظهار حبه والتعبير عن ولائه المطلق، خاصة الآن، في خضم إجراءات عزله».