(1)

مبادرة الوقف التعليمي والشراكة المجتمعية والتي اُطلقت مؤخرا بالتعاون ما بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ، تستحق المتابعة والاهتمام تماما مثلما أشار خطيب الجمعة مشكورا ضمن الخطبة الموحدة عن الوقف التعليمي وفوائده للمجتمع والحياة الإنسانية واعتباره بابا من أبواب الصدقة الجارية.

لعل الرجوع إلى المعنيين والقائمين على مبادرة الوقف التعليمي والشراكة المجتمعية يلحظ حجم الشراكة الحقيقية لترجمة الكثير من الأهداف المرسومة إلى واقع ملموس ومن مثل ذلك: العمل لإنشاء الأبنية المدرسيةوالإضافات الصفية والمرافق المدرسية وتغطية طباعة الكتب المدرسية ومصاريف التبرعات المدرسية للطلبة ونفقات اللوازم المدرسية ومشاركة الطلبة في الأنشطة الداخلية والخارجية وتحويل الأوقاف القائمة وإعادة توظيفها كمدارس حسب أماكن تواجدها والحاجة إليها ، تخصيص نسبة مالية من استثمارات صندوق الوقف ومن إيراداته لدعم التعليم ، تغطية نفقات الصيانة المستمرة لمبان وتوفير الأجهزة الخاصة بها ، تغطية نفقات مشروع التغذية المدرسية ، تخصيص أراض من أراضي الوقف التعليمي وتأجيرها لبناء مدارس بموجب سند شرعي وبنسبة لا تزيد عن 15 %من القيمة لبناء المدارس ، إقامة مشاريع تجارية وسكنية وغيرها من قبل صندوق الوقف وتخصيص نسبة لصالح التعليم ، وإنشاء صندوق خاص لإيرادات الوقف التعليمي والشراكة المجتمعية.

فعاليات منوعة وذات فائدة قادمة ومخطط لها ، نرجو لها النجاح والتوفيق وتحتاج إلى الكثير ومنها التغطية الإعلامية والحشد المجتمعي للوفاء بالأهداف النبيلة والتي نتمنى لها التحقق.

(2)

لا بد من الإشادة بالمبادرات المجتمعية لمساعدة طلبة الثانوية العامة وتوفير الظروف المناسبة لهم أثناء التقدم لامتحان الثانوية العامة بشكل مناسب سواء بتوفير صوبات التدفئة او الراحة النفسية والهدوء واذكر منها المبادرة المجتمعية في منطقة ماركا من قبل جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية وبالشراكة مع غرفة صناعة عمان وبالتعاون مع المجتمع المحلي في منطقة ماركا وكذلك مبادرة مجلس محافظة عمان مع مجموعة مت كورب لتزويد مدارس محافظة العاصمة بالمدافىء ومبادرة البنك العربي ضمن مبادرة لمسة دفا لتوفير الأغطية للعائلات العفيفة في فصل الشتاء ومبادرات أخرى عديدة يتسابق مجتمعنا الطيب لتفعيلها للوفاء بالالتزامات المطلوبة والمساهمة الايجابية ، إنها مبادرات تستحق الذكر والإشادة بها وبالقائمين عليها والدعوة لهم بدوام الخير.

(3)

مع كثافة الشكوى المريرة من سطوة استخدام الأجهزة الخلوية والإدمان عليها من قبل الصغار والكبار وبشاعة التعلق بهذه الأجهزة التي تقتل الوقت والعقل دون سيطرة وضبط، هل يمكن وبالتعاون مع شركات الاتصال إطلاق حملة مجتمعية لترشيد الاستهلاك وضبط النفقات والتقليل من الأخطار للشعور بالراحة والاطمئنان والسعادة وعيش الوقت اليومي كاملا غير منقوص ؟..فعلا نحتاج إلى مثل هذه المبادرة لحماية أنفسنا من الخطر المحدق لسوء استعمال تلك الأجهزة.

(4)

مع رفع أسعار الخبز والمواصلات العامة ، ثمة تحديات قادمة سوف ترهق بال وميزانية المواطن ، ولكن هل من حملات مرادفة لترشيد استهلاك الخبز وخصوصا ما يشكل فائضا عن الحاجة ويكون مصيره الحاويات ، وهل من سبيل للشعور مع السائقين ممن يجمعون « القرش» مع «القرش» للوفاء بالتزاماتهم العائلية وتغطية متطلبات الحياة ؟

(5)

من فترة لأخرى تبرز ظواهر اجتماعية تحتاج إلى توجيه وتعديل للسلوك ومن أهمها ظاهرة استخدام

الألفاظ غير اللائقة والهبوط في المستوى إلى درجات متدنية ورديئة والمبرر هو الوضع السيئ ولكن ومع خجلنا وأسفنا من ذلك كله ، هل نطلق مبادرة للرقي في استخدام الألفاظ والمصطلحات وتبني استخدام اللغة الصحيحة السليمة والارتقاء بالخلق والأخلاق العامة إلى مستوى تخاطب حضاري مميز بحسن انتقاء العبارات وصياغة الجمل والتعبير عن الأفكار بعناية ورزانة ودماثة ؟