Sunday 30th of June 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2024

تصاعد وتيرة الحرب بالشمال

 الغد- يديعوت أحرونوت

بقلم: عوفر شيلح 25/6/2024
 
 
من يوم إلى يوم، تصعيد واسع حيال حزب الله في لبنان يبدو كسيناريو محتم، وان كان أحد لا يشر بعد إلى أي ميزة ستنشأ عنه: لا يوجد سيناريو نهاية معقول يتيح تغيير الوضع من أساسه وعودة سكان الشمال إلى بيوتهم. لا توجد حتى أي فكرة ما هو الإنجاز الحقيقي الذي سيبرر الضرر المؤكد الذي سيلحق بالجبهة الداخلية.
 
ان للسير الأعمى هذا إلى تبادل للضربات على نطاق لم نشهده من قبل، مما سيلحق دمارا هائلا عندهم وكثيرا جدا عندنا، وفي نهايته مشكوك لأي شيء ان يتغير تشارك القيادة السياسية وجهاز الأمن كله – أحد لا يطرح مقابل هذا بديلا، كون البديل الوحيد يستوجب وقف الحرب في غزة – وكذا القيادة العسكرية، الجمهور والإعلام. هذه ليست مسيرة سخافة، بل شيء ما أسوأ بكثير.
لم يعد لمعظمنا منذ الان أمل حقيقي من الساحة السياسية، من الجيش (الذي عرف مسبقا الحقيقة أيضا بالنسبة للإنجازات المحدودة بالضرورة للمعركة في غزة، بنى ونفذ خطة تضمن الا يكون أكثر من إنجاز محدود والآن يحاول أن يسوق هناك نصرا كبيرا أساسا كي لا يقولوا له اذهب إلى لبنان)، أو من وسائل الإعلام. وعليه فمشوق على نحو خاص موقف الجمهور. في الاستطلاع الأخير لمعهد بحوث الأمن القومي قالت 46 في المائة من المستطلعين ان على إسرائيل أن تبادر إلى عمل عسكري واسع في الشمال، حتى بثمن حرب إقليمية. كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها استطلاع للمعهد أغلبية لمؤيدي التصعيد الواسع. في نفس الوقت، انخفض عدد المؤمنين بأنه إذا كانت حرب كهذه، سيعرف الجيش الإسرائيلي كيف ينتصر فيها من 91 في المائة في تشرين الأول الماضي إلى 67 في المائة فقط – درك أسفل تاريخي في الثقة بقدرة الجيش على الإيفاء بأهدافه. كما أن معدلات الثقة برئيس الأركان وبتقارير الناطق العسكري هبطت إلى درك أسفل غير مسبوق.
هذا التناقض الظاهر لا يشهد على جمهور اختفى فهمه بل على الترنح والاحساس بانعدام المخرج. نصر حقيقي في غزة لن يكون، صفقة مخطوفين (كفيلة بأن تكون أيضا مخرجا لوقف الحرب) تبتعد من يوم إلى يوم، القيادة تعمل بشكل يتعارض والمصلحة الإسرائيلية (لكن لا يعرض لها أي سياسي بديلا فكريا)، أداء الجيش مخيبة للآمال وضائقة سكان الشمال المجليين من بيوتهم منذ ثمانية أشهر، تفطر القلب. وبالتالي إذا كان هكذا هو الحال، فهيا نقاتل ونرى اذا كان سيحصل شيء ما، حتى إذا كنا نقدر بانه لن يحصل أي شيء طيب، ونعرف اننا سيكون لنا انفسنا شر – وانظروا إلى فزع شراء المولدات بعد قول واحد لمدير عام شركة إدارة شبكة الكهرباء.
يجدر بنا أن نتوقف عند كلمات "حتى بثمن حرب إقليمية" – وبالذات في جانب جاهزية الجيش الإسرائيلي لحرب كهذه. يمكن أن نجادل في أهلية الجيش للمعركة في لبنان، بعد ثمانية أشهر من القتال في غزة والتي أفرغت مخزونات الجاهزية في جوانب الأدوات والذخيرة، عصرت قوات النظامي والاحتياط بشكل غير مسبوق وأفرغت الشرعية في العالم لعمل إسرائيل. اؤمن بان للجيش الإسرائيلي على تنفيذ خطوة هجومية، والتي كما أسلفنا المشكلة معها هي أولا وقبل كل شيء في جدواها المشكوك فيها وفي اضرارها المؤكدة. لكن حرب إقليمية؟ هل كرس أحد ما ذات مرة تفكيرا في كيف ستبدو هذه؟