Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jun-2019

صفقة القرن أخطر المعارك في العصر الحديث*فضل يانس

 الدستور-صفقة القرن وهل يدرك نتنياهو واليمين المتطرف حجم الخطر في الوقت المناسب في عدم استكمال مسيرة السلام أو إيقافها عند مرحلتها الراهنة، وستدخل المنطقة مرحلة المفاوضات على أساس حل التناقض بين الحقوق القومية الفلسطينية والأهداف القومية الإسرائيلية والبحث عن معادلة في هذه الصفقة تقوم على إيجاد توازن وكسر الجمود والوصول إلى سلام شامل وعادل لأن صفقة القرن تعتبر من أخطر المعارك في العصر الحديث، فهل تفلح الضغوط والتحذيرات في تنبيه نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف إلى حجم الخطر القادم؟ أم أنهم ينتظرون موجة أخرى من العنف والدماء ليدركوا تلك الحقائق؟

ذلك هو السؤال الحاسم، لكن ما يثير الاهتمام في صفقة القرن هو نوعية المفاوضات وكيفية الخلط بين الأوراق التفاوضية إلى حد التجاوزات فهناك حاجة ملحة لتطوير الفهم التحليلي والعملي للرقي بعملية المفاوضات بعيداً عن أفكار نتنياهو خاصة في كتابة (مكانة بين الأمم) إسرائيل والعالم، والذي ينطوي على معتقدات وتوجيهات تهدم عملية السلام العربي الإسرائيلي فهو يؤمن (بسلام الردع) الذي يقوم على كوابح خارجية للميول العدوانية أي السلام من خلال القوة والوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا السلام.
إن الطرف العربي وخاصة الفلسطيني عليهم مهمات مستقبلية بغاية الصعوبة وتحتاج إلى إعادة دراسة الأوراق لتحريكها واستخدامها ضمن دراسات نفسية في الفهم المتكامل لظاهرة المفاوضات مع الطرف الإسرائيلي والتركيز على متغيرات وجزئيات التفاوض وكيفية التعامل مع هذه الحالات وخلق عملية التفاوض والتفاعل بالرغم من التعقيد المتشابك للقضية الفلسطينية، وتداخل عناصرها ومتغيراتها وتحقيق نتائج أفضل، لذلك فإن المهم ليس هو معاهدات السلام وإنما المهم هو توفير الأمن الإسرائيلي وعدم القبول بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة وعدم القبول بانسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان.
إن صفقة القرن تحتاج إلى تكتبك جديد لفهم وتحليل هذه البيئة وتحديد عناصرها خاصة وأن أمام المفاوض العربي حشداً كبيراً من المؤثرات التي تشكل السلوك التفاوضي وحتى يحقق أفضل النتائج عليه تكثيف عمليات التكتيك والتأثير وخلق نموذج يثبت قدرة عالية في الجدل حول مخرجات التفاوض.
فالمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تختلف اختلافاً جوهرياً عن المفهوم المركب لمعنى المفاوضات، فهي تحتاج إلى تفاصيل فنية ضرورية نتيجة انعدام الثقة والصداقة لذلك نجد التشدد والتباعد وعدم المرونة في الحلول الوسطية وهذه العدمية تؤثر على عملية التفاوض وتبطئ من إيقاعها وتؤثر على الجدول الزمني في صنع القرار بحرية عالية وصياغة الموقف التفاوضي بحكمة خاصة المفاوض الإسرائيلي الذي لا يستطيع أن يلغي الدوافع النفسية والشخصية في عملية التفاوض، وهي تؤثر تأثيراً سلبياً على سلوكهم التفاوضي وتؤدي إلى الإخلال بالقدرة على تفهم وجهة النظر الأخرى والاستفادة من المعلومات على الرغم من التيار اليميني أكثر قدرة على إقناع المتشددين من الشعب الإسرائيلي لتقديم التنازلات، فالمفاوض الإسرائيلي عليه تقع المسؤولية الكبرى بحفظ مستقبل عملية السلام لذلك لا بد من توافر الإرادة السياسية لعملية التفاعل والجدل الإقناعي والهدف منها مسألة سمعة المفاوض الإسرائيلي وحفظ ماء الوجه ضمن السلوكيات التفاوضية في صفقة القرن. 
إن المطلوب من إسرائيل اليوم هو حسم التوجه نحو السلام، أي السلام الحقيقي الشامل الذي يحقق الأمن لجميع الأطراف ويراعي طموح وكبرياء كل الشعوب وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس.