Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2017

جهاز الركض الآلي - م. فواز الحموري
 
الراي - يشبه الى حد كبير جهاز الركض الآلي المستخدم في أندية اللياقة الصحية مشوارنا اليومي مع الحياة ؛ نركض بسرعة متفاوتة ولكننا نراوح مكاننا ولا نتقدم الى الأمام على الرغم من القياسات التي تشير الى المسافة المقطوعة والوقت والسعرات والبنود الأخرى المثبتة على جهاز الركض.
 
نركض بل نلهث وراء لقمة العيش على جهاز الركض الطبيعي، نشعر بالتعب ولكن لا نرتاح بعد عناء المشوار ونصحو من جديد على نفس جهاز الركض و«نكبس» على «زر» البداية ونعود للركض من جديد، فهل من سبيل للتوقف قليلا والتدبر في أمر هذه السرعة الهائلة التي لم نستطع معها الشعور باليوم والشهر والسنة ونسينا تفاصيل كثيرة ومن أهمها: من نحن ، وماذا نريد أن نكون ؟
 
انه سباق في الشارع على وجه الخصوص ؛ الجميع مستعجل ويريد الوصول بسرعة البرق الى مبتغاه ، يزاحم ويمارس شتى أنواع وأساليب مخالفة قوانين السير ، وينطلق دون اعتبار لأحد سوى لمصلحته الشخصية فقط لا غير ، أنه سباق يومي نلاحظه في شوارعنا ويعكس حجم السرعة والتي تتجاوز حدود المنطق والمعقول لنردد من جديد: لماذا نفعل ذلك ؟
 
وأنه أيضا سباق عام ولكن من أجل ماذا ؟ هل من أجل المال والمنصب والجاه ؟ هل نحصل في نهاية السباق على ما نريد ؟ وهل للمنافسة السليمة من كل عيب نصيب في هذا السباق ؟ أسئلة عديدة تظهر على شاشة جهاز الركض الآلي لترشدنا الى الكثير لتغيير نمط الحياة التي نعيش لنحقق السعادة الحقيقية ولنشعر بالراحة الوجدانية والتدبر أثناء السباق بأهمية المراحل في حياتنا وعيشها مثلما ينبغي بهدوء وثقة واطمئنان بعيدا عن السرعة القاتلة والتي أصبحت السمة الرئيسة في معالمنا اليوم ؛ نمارس كل شيء بسرعة لدرجة تفقدنا الشعور بلحظات من « الروقان « والصفاء والخلود مع النفس قليلا قبل الاستغراق في «المارثون».
 
يمكن القياس على جهاز الركض بمشاهد من السرعة الرقمية التي نكتوي بنارها مع الإدمان على استخدام الأجهزة التي تقدم خدمات كثيرة وعديدة جعلت من الوقت لا معنى له نتيجة الحصول على الخدمة على مدار الساعة بمجرد الضغط على «زر» التشغيل والاستغراق في عالم التكنولوجيا وعدم الشعور بمتعة الحياة الطبيعية وعلى العكس فقدان العديد من مهارات الاتصال والتواصل والخسارة الصحية نتيجة ضعف النظر وأصناف من العوارض الصحية التي ارتبطت مع القرب من الأجهزة الى درجة الالتصاق بها دون الانتباه الى حاجة الجسم لقسط من الراحة. انه سباق مع خضم الحياة ومتطلباتها ولكن هل نعمل من أجل أنفسنا للاستمتاع بطعم الحياة والقناعة بما قسمه الله لنا دون خوف وتحسب من عدم اللحاق بلقمة العيش وطلب قسط إضافي لدخول مضمار سباق اخر مع ثنايا الأخبار والأحداث و»تحميل « تطبيق نظام فائق السرعة للاستمتاع بأحدث العروض في السوق.
 
نحتاج الى تجميل حياتنا بتطبيق ما يسعدنا أثناء مشوارنا بنمط مختلف تماما عن فلسفة جهاز الركض الآلي بل عبرممارسة الرياضة الروحية والتأمل في الحقيقة الواضحة من أن السرعة مهما بلغت وأتيحت للبعض إلا أن الجميع يصلون ولو بعد حين الى خط النهاية على حد سواء.