Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jul-2017

التربية والتعليم والغاء التوجيهي - غازي خالد الزعبي
 
الراي - يمثل امتحان التوجيهي حمولة زائدة بالنسبة للطلبة الدارسين الذين يظل هاجسهم الوحيد هو نيل الشهادة بطريقة لا واعية تعتمد الحفظ الاصم، والتكرار اللغوي والرقمي، بعيداً عن الغاية الاساسية للتعليم التي من شأنها تدريب ملكاتهم على الفهم والابداع، وتنمية روح البحث والاطلاع لديهم بعيداً عن القوالب المدرسية الجامدة التي تضيع الوقت والجهد والمال فيما لا طائل منه.
 
واذا كان التعليم لغة هو زيادة في العلم أو المعلومات، فإن هذا الامتحان لا يضيف جديداً لمعلومات الطالب التي حصل عليها سابقاً خلال السنوات الدراسية السابقة الحافلة بشتى الموضوعات التي يتضمنها المنهاج، الامر الذي يجعل مجمل العملية الدراسية تدور في حلقة مفرغة لا تسهم في صقل رؤية الطالب، وتوسيع مداركه المختلفة كقاعدة اساسية لتجربته المدرسية، واستعداده المفترض بما يواكب التطور في شتى العلوم والبحوت ذات الديناماكية المتجددة التي لا تقبل السكون او التوقف.
 
ومن الاهمية بمكان إعادة النظر في منهجية التدريس، ومن بينها الامتحانات لإتاحة الفرصة أمام الطالب كي ينتج، ويثبت مقدرته بجهده الذاتي، والتحرر من الاساليب الابجدية في التعلم والتعليم عن طريق تجنب مقولة الراسب والناجح، والاطر المبهمة ذات النظرة الاحادية الجانب التي تحد من تطلعات الدارسين المشروعة، وتقصم ظهر مشروعهم الحياتي المبكر وبما يؤكده الواقع العملي الذي اظهر أن الذين لم يحالفهم الحظ في هذا الامتحان تفوقوا على الناجحين فيه، وكأن التوجيهي لم يعد سوى كرت مرور الى الجامعة، او مظهر احتفالي للنفاق الاجتماعي.
 
وعملية التربية والتعليم برمتها، وليس التوجيهي فحسب تحتاج الى مراجعة شاملة قائمة على فلسفة تعتمد اصول الثقافة الاساسية، ومعطياتها الدينية، والتاريخية، والتقنية المعلوماتية، من أجل بناء جيل بأكمله ليقف على قدميه، وإتاحة الظروف المناسبة لايجاد بيئة حاضنة تحميه، وفتح الطريق المسدود امامه الذي بقى طوال عقود يراوح مكانه، ليصبح واسعاً وسهلاً يطلق العنان لطاقات الشباب التي ظلت حبيسة التلقين اللامجدي، والامتحان الموضوع دون فائدة تذكر.