Tuesday 3rd of June 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-May-2025

79 عاما على استقلال الأردن.. فلسطين وقدسها ما غابت عن ملوكه وشعبه
بترا -
يكمل الأردن 79 عامًا على استقلاله الذي بدأ في العام 1946، لكنه ومنذ 104 أعوام من تأسيسه، لم يترك فلسطين وقدسها وحيدة، بل كان على الدوام ثابتا في مواقفه، واستطاع إبقاء قضية فلسطين حاضرة في كل المحافل والمنابر الدولية ومراكز صُنع القرار الدولي.
 
فرعاية الملوك الهاشميين وتبنيهم لسياسات الدعم للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، راسخة المبادئ، وقد سطَّرت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في الدفاع عن فلسطين، صفحات بطولية مشرقة، في وجه المخططات الصهيونية، انطلاقا من عقيدة إيمانية راسخة، وبتوجيهات هاشمية حكيمة.
 
وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د. محمد الخلايلة، أكد لـ"بترا"، أهمية دور جلالة الملك الوصي على الأماكن المقدسة في القدس الشريف بحماية هوية القدس العربية الإسلامية، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، وتعزيز صمود المقدسيين في أرضهم ودعمهم وإسنادهم، إلى جانب الدعم الأردني الثابت بقيادة جلالة الملك للحق الفلسطيني.
وأوضح أن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة للوزارة، صاحبة السلطة الحصرية المخولة لها وفق القانون الدولي الإنساني للإشراف على شؤون المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته (144 دونما)، إذ تشرف الدائرة على شؤون المسجد الأقصى، وعلى مساجد المدينة المقدسة، وعددها 102 مسجد، وتتولى إعمارها ورعايتها وصيانتها والوعظ والإرشاد بها.
وبين أن الدائرة ويعمل فيها 800 موظف، معينون من وزارة الأوقاف، تشرف على الأملاك الوقفية (الخيرية والذرّية) في القدس، وتزيد نسبتها على 50 % من أملاك القدس، إذ تجري عمليات إدارتها وصيانتها وترميمها واستثمارها والإشراف عليها والمحافظة على ديمومتها وتأجيرها لأهل القدس لتثبيتهم على أرضهم، ومساعدتهم في العيش بكرامة هناك. كما تؤجر الدائرة أملاكا وأراضي وقفية بأجور رمزية لجمعيات خيرية لإنشاء مستشفيات وعيادات صحية، كمستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، ومشاريع حيوية لتعزيز صمود المقدسيين، وتخصيص قطع أراض وقفية لإقامة إسكانات للموظفين لتحقيق المصلحة المرجوّة للمقدسيين.
وأشار إلى أن لجنة زكاة القدس، تعمل تحت مظلة الأوقاف الإسلامية، وتقوم بدور مهم في القدس توزيع الزكاة على مستحقّيها، والإشراف على عدة مدارس، يتلقى فيها الطلبة العلوم الشرعية ومنهاج وزارة التربية والتعليم الأردنية، كما تعمل 43 مدرسة وكلية بالقدس تحت مظلة الأوقاف الإسلامية، وتؤوي أكثر من 13 ألف طالب وطالبة، ناهيك عن خدمات المحكمة الابتدائية الشرعية في القدس التابعة لدائرة قاضي القضاة.
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان، قال، يحتفل الأردنيون بكل اعتزاز بمناسبة الذكرى 79 لاستقلال المملكة، اذ يشكل الاستقلال أساساً في تاريخ ومسيرة التنمية الشاملة وعلى  الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة.
وأشار إلى أن الجهد الأردني التاريخي، تجلى عبر محطات تاريخية عصيبة، شهدت فيها فلسطين المحتلة، هجمة استعمارية همجية، فمنذ انطلاق الثورة العربية الكبرى عام 1916 رفض المغفور له الشريف الحسين بن علي -رحمه الله- التنازل عن أي شبر من البلاد العربية بما فيها فلسطين، برغم الضغوطات الاستعمارية البريطانية المنحازة للصهيونية، ومخططها بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين التاريخية.
وأضاف، ومع قيام إمارة شرقي الأردن عام 1921، تجلت المواقف الرافضة لوعد بلفور والهجرة اليهودية لفلسطين، وهو موقف متصل بالرأي العام العربي في بلاد الشام، بخاصة أثناء الحكم الفيصلي، وما أن استقلت المملكة في الـ25 من أيار (مايو) 1946، حتى تجسدت بطولات وتضحيات الجيش العربي الأردني في الدفاع عن فلسطين والقدس في حرب عام 1948، فكانت معارك باب الواد واللطرون والرادار وحرب عام 1967 والكرامة 1968م، وقدم فيها الاردنيون الشهداء والجرحى يتقدمهم شهيد الأقصى وموحد الضفتين المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، ومن بعده استمرت أمانة ورسالة الدفاع عن فلسطين من المغفور لهما جلالة الملك طلال بن عبدالله والملك الحسين بن طلال.
وقال كنعان "استكمالاً لهذه المواقف والتضحيات المتواصلة، تمتد الرعاية وأمانة الوصاية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، صاحب الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي ترتبط ببعدها التاريخي الروحي بالنسبة للوصاية على المقدسات الإسلامية بحادثة إسراء ومعراج جدهم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومنذ العهدة العمرية تمت الوصاية على المقدسات المسيحية، وصاية مركزية لحفظ الهوية الثقافية والتاريخية للمقدسات الإسلامية والمسيحية أيدتها في العصر الحديث، اتفاقيات دولية وقرارات صادرة عن المنظمات دولية وإقليمية عربية وإسلامية".
وأكد أن جلالة الملك، يتمسك بالموقف الهاشمي التاريخي الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وجوهرها القدس، ويحمل ملف هذه القضية في المحافل الدولية، ولا يخلو أي خطاب أو مقابلة لجلالته إلا وهي المحور الرئيس لحديثه، ويؤكد جلالته في جميع المحافل واللقاءات الدولية على مرتكزات ومنطلقات سياسية جامعة أبرزها تمسك جلالته بضرورة حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، كذلك دعوة جلالة الملك لإسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) للالتزام بقرارات الشرعية الدولية إذا أرادت العيش بسلام، وتركها لسياسة ونهج الاستفزازات غير المقبولة، والتي تجر المنطقة لحرب دينية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، بالإضافة لتأكيد جلالته على أن واجب الدول الكبرى الضغط على إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وقال مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان، إن موقف الأردن ثابت ومستمر تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تُعدّ مسؤولية تاريخية ودينية وقومية.
وأضاف خرفان، أن جلالة الملك عبدالله الثاني يولي القضية الفلسطينية أولوية قصوى، ويواصل الأردن، بقيادة جلالته، التصدي للانتهاكات الإسرائيلية بالقدس، ويُؤكد أنها خط أحمر استنادا على الوصاية الهاشمية عليها.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس المطران عطا الله حنا، بمناسبة ذكرى الاستقلال "نوجّه تحيتنا ومحبتنا وتقديرنا ووفاءنا لجلالة الملك وكذلك لكل الأحبة، الشعب الأردني الشقيق والحبيب، نتمنى دائمًا للأردن مزيدًا من التقدم والرقي. 
د. هايل ودعان الدعجة، قال إن أكثر ما يميز المناسبات الوطنية، هو التعاطي معها كمحطات مراجعة وتقييم لمسيرتنا الأردنية، نسعى عبرها للتأكيد على المضي قدما، وبما يضمن تحقيق الأهداف المرسومة والمراكمة عليها، لافتا إلى أنه في ظل المأساة الإنسانية التي تعيشها غزة، تتواصل الجهود الأردنية إنسانيا عبر المساعدات الخيرية والإغاثية التي يقودها جلالة الملك، تجسيدا للمواقف الأخوية والعروبية والإنسانية تجاه الأهل هناك، وقد تجلت أبرز مظاهر الدعم الأردني في المبادرات والتوجيهات الملكية بإقامة المستشفيات الميدانية بغزة (ومدن الضفة الغربية).