Saturday 27th of July 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2024

مركز تقدم للسياسات :انتخابات مبكّرة في بريطانيا: لماذا ذهب سوناك إلى هذا القرار؟
ملخص تقدير موقف،
 
مركز تقدم للسياسات
 
تقديم: استغرب المراقبون دعوة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى إجراء انتخابات مبكرة في 4 يوليو المقبل. فاستطلاعات الرأي تجمع على خسارة حزب المحافظين بعد 14 عاما من الحكم هذه الانتخابات لصالح حزب العمال المعارض وأحزاب أخرى. ورغم أن سوناك يملك الوقت لإجراء الانتخابات في الخريف، غير أن قراره بإجرائها مبكرا أثار كثير من التكهنات والتحليلات.
قراءة قرار سوناك تستدعي استعراض النقاط التالية:
- قال مكتب رئيس الوزراء إنه من المفترض تعطيل عمل البرلمان يوم 24 مايو وحلّه في 30 من الشهر ذاته، قبل إجراء الانتخابات. وحصل سوناك على إذن من الملك "بحلّ البرلمان"، وهي السلطة التي يملكها رسميا العاهل البريطاني، رغم أن هذا القرار يعود فعليا إلى رئيس الوزراء.
-  رغم أن استطلاعات للرأي أظهرت على مدى الأشهر الأخيرة أن حزب العمال بزعامة كير ستارمر يحقق تقدما كبيرا على حزب المحافظين ويتوقع معظم الخبراء فوزا مريحا له، إلا أنه يمكن للحملات الحملات الانتخابية في بعض الأحيان تغيير النتيجة كما حصل عام 2017، حين دعت رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي لإجراء انتخابات بينما كانت متقدمة في استطلاعات الرأي، لكنها خسرت أغلبيتها بعد حملة انتخابية سيئة.
-  يذكّر محللون سياسيون أنه في عام 1992، كان المحافظون يأتون خلف حزب العمال في الاستطلاعات، ومع ذلك تمكن رئيس الوزراء المحافظ آنذاك جون ميجور من انتزاع فوزٍ ولو بغالبية ضئيلة.
-  أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "إيبسوس"، الثلاثاء، أن حزب العمال المعارض بزعامة كير ستارمر يتقدم على المحافظين بـ21 نقطة. ولم يتمكن حزب حاكم في بريطانيا من تجاوز فارق كهذا في الطريق إلى الانتخابات. ويرى خبراء الاستطلاعات أن احتمال أن يشكل العمال الحكومة المقبلة هو بنسبة 99 في المئة.
-  قالت صحيفة "الغارديان" إن قرار سوناك "مقامرة محفوفة بالمخاطر حيث لا يمتلك رئيس الوزراء الكثير  للقيام به خلال هذا الشهر لإقناع المواطنين بأنه يستطيع إصلاح ما أفسدته 14 سنة من حكم المحافظين"
-  الأرجح أن سوناك يراهن على المؤشرات الاقتصادية الأخيرة التي أفادت بتراجع التضخم إلى أدنى مستوى في الأعوام الثلاثة الأخيرة كدافع لاستباق موعد الانتخابات والاستفادة من هذا الإنجاز. وهذا يظهر من خلال حديثه للناخبين عن خطته الناجحة للاقتصاد، وتأكيده أنه وحده القادر على تحويل هذا الاستقرار إلى انتعاش يستفيد منه الجميع. وبحسب آخر البيانات فإن التضخم انخفض إلى 2.3 في المئة.
-  يعوّل سوناك أيضا على ما يعتبره إنجازا في ملف الهجرة الذي يحظى بأهمية كبرى في بريطانيا. وأشار في هذا الصدد أن أول طائرة لترحيل طالبي اللجوء ستنطلق إلى رواندا بعد الانتخابات فوراً.
-   يرجح محللون أن سوناك تخوّف من انحدار الأمور للأسوأ بالفعل للمحافظين إذا صمدوا في السلطة حتى نوفمبر، وأنه يرغب أن يميز الناخبون بين إدارته التي يشغلها منذ 2022، والإدارة التي سبقته، قاصدا بهذا ليز تراس وبوريس جونسون. 
-  رأت أوساط مراقبة أن قرار سوناك بالدعوة لانتخابات مبكرة يمنحه ميزة المفاجأة، أن ذلك يجعله يبدو شجاعاً وليس ضعيفاً أو خائفاً".
-  تتحدث مجلة بوليتيكو عن عن وجود "عنصر المفاجأة" كإحدى المزايا الرئيسة المتبقية للحكومة التي تواجه "انتخابات صعبة". وحسب المجلة، فإن سوناك "قرر المقامرة استنادا إلى أن التوقعات لن تكون أفضل من مواجهة الناخبين".
-  تحدثت أنباء عن تعرّض سوناك لضغوط تيارين داخل حزب المحافظين. الأول (يقوده وزير الخزانة جيريمي هانت) ويدعو إلى انتخابات في الصيف طالما أن الأمر لن يتغير خلال شهرين. والثاني يدعو إلى الاستفادة من انطلاق خطة ترحيل اللاجئين والذهاب إلى انتخابات بعد ذلك.
-   يرى بعض المحللين أن اسباب شخصية دفعت سوناك لهذا الإعلان حيث يريد وضع الحزب والحكومة أمام خسارة متوقعة للتخفف من الأعباء، وكأن الاسراع بإجراء الانتخابات فرصة له للخروج من ذلك النفق.
-  يرى مراقبون أن كثير من الناخبين المعادين لحزب المحافظين لا يجدون في حزب العمال بديلا. ناهيك من أن موقف زعيم الحزب كير ستارمر من حرب غزّة جاء محبطا لشريحة واسعة من الناخبين التقليديين. يتحدث بعض الخبراء عن سعي حزب المحافظين إلى استغلال تردد بعض الفئات العمالية تقليديا في دعم ستارمر.
-  هناك اعتقاد داخل الدائرة الداخلية لسوناك أنه بمجرد منح الناخبين الفرصة لمقارنة رئيس الوزراء وحزب المحافظين مع نظرائه في حزب العمال، فإن المحافظين يمكن أن يتفوقوا في النجاح بالسيطرة على كل الاضطرابات.
خلاصة:
**لجوء رئيس الوزراء المحافظ إلى الدعوة لانتخابات مبكّرة هو هروب إلى الأمام من استحقاق شبه حتمي يتوقع هزيمة حزب المحافظين، وهو مقامرة أخيرة تستغل عنصر المفاجأة لإرباك الخصوم.
**يعوّل سوناك على تحسّن المؤشرات الاقتصادية وعلى انطلاق خطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين كأوراق رابحة قد تنجح في إنقاذ المحافظين من الهزيمة.
**يستند سوناك على سوابق أخطأت فيها استطلاعات الرأي وقلبت الانتخابات التوقعات السلبية لاستطلاعات الرأي.
**يعوّل المحافظون على أن تأتي المقارنة بين قيادات المحافظين والعمال لصالحهم، وعلى تصدّع داخل الكتلة الناخبة العمالية.