Wednesday 1st of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2018

«الرابطة» تنتدي حول رواية «سيدات الحواس الخمس» لجلال برجس
الدستور - نضال برقان
وسط حضور لافت، أقامت لجنة القصة والرواية في رابطة الكتاب الأردنيين مساء السبت الماضي، ندوة حول رواية الشاعر والروائي جلال برجس (سيدات الحواس الخمس)، أدارها القاص محمد عارف مشه مقرر اللجنة، وتحدث فيها إلى جانب مؤلف الرواية كل من د. منتهى الحراحشة، ود. دعاء البياتنة.
استهلت الندوة بحديث للروائي جلال برجس الذي رأى أنه يفضل تقديم اعتراف إبداعي على شهادة كما اعتاد في لقاءات سابقة له. وتوقف برجس في حديثه عن روايته عند ما شهدته العواصم العربية إبان ما سمي الربيع العربي من تناحر وفساد غير مسبوقين انتجا حالة من الاستلاب خاصة من قبل طبقة من المفسدين.
وقال برجس  إنه في (سيدات الحواس الخمس) ابتدأ من عمان كنموذج للعواصم العربية التي تواجه النتائج السلبية  لمابعد العولمة ومابعد الحداثة. ورأى عبر رؤية الرواية أن المدن لا يمكن أن تتطور دون نسائها، المرأة التي يرى فيها فعل توازن حياتي ضد الاختلال. وبين صاحب الرواية أنه حاول عبر نصه أن يعيد عمان إلى دفئها القديم وإلى مزاجها الأفقي في العمران وشكل العيش، وإلى حالتها التي كانت عليها قبل أن يغيّرها التوحش الهندسي العامودي، وقال برجس أن روايته مقترح إنساني حاول من خلاله أن يستشرف القادم، عبر طرحه للعديد من الأسئلة في الرواية.
أما الناقدة الدكتورة منتهى الحراحشة أستاذة الأدب الحديث ونقده والمتخصصة بعلم السرد فقالت: إن فصول الرواية الستة مزدحمة بالتفاصيل والقصص والحكايات التي أنجبت تشكيلا سرديا متنوعا، وتتمتع بعمق فني ينبع من واقع الانسان العربي ومن صميم الحياة الانسانية، وفيها لغة شعرية واصفة، وصور تشع لتجعل الأشياء حقيقية وتعكس الواقع المعاش، كما ان فيها الكثير من الرموز والإيحاءات التي أوصلت رؤية الروائي حول الوطن والاغتراب، وأضافت إن عنوان الرواية  يثيرنا ويؤكد لنا أن الحواس وسيلة استشرافية للمستقبل، ومن خلال حركة السرد استطعنا أن نتعرف على ما يجري في العالم العربي من تغيرات.
الشاعرة والناقدة د. دعاء البياتنة، المحاضرة في جامعة الأميرة سمية قالت: تقوم الرواية على فكرة الصراع الطبقي بين أمكنة تحمل دلالات عميقة، فبين جاليري الحواس الخمس في اللويبدة الذي يشكّل الثقافة والفن والفكر وبين قطب الرأسمالية في البوليفارد وعبدون تتسع الفجوة وتظهر الطبقية ويتجلى اغتراب الذات أمام واقعها.الروائي أراد أن يحذّر من اتساع الفجوة الطبقيّة التي تؤسّس إلى تطرّف من شأنه أن ينال من الجميع لصالح القوى الكبرى، وأضافت إنّ تحذير الروائي  في روايته واستشرافه للقادم ينسجم مع مقولة أرسطو في أنّ الشّعرأو الأدب عموما «لايحاكي ما هو كائن ولكنه يحاكي ما يمكن أن يكون»وهذا ما تجسّد في أحداث الرواية، التي انتقدت أيضًا النظام الأبوي لأنه عائق أمام تقدم المجتمع، وقالت إن توظيف التكنولوجيا في الرواية كان محاولة واهمة في سيطرة الذّات على الأمكنة والواقع.
وأضافت د. البياتنه إن أهميّة المكان في الرواية في أنّ له ملمحا ووصفا دقيقا فجاليري الحواس الخمس  فيه صفوف لتشجيع الحوار وهذا ما يمثل الديمقراطية،و وجهات النظر المختلفة التي تتفاعل مع الحدث وهنا يصير للمكان شخصية انطلاقا من قيمة الإنسان.كما يتخذ المكان بعدا تواصليا حين ينفتح العقل على الآخر،وهذا ما يجسّد علاقة الداخل بالخارج مما يجعل الذات المنغلقة منفتحة وهنا يتحقق التوازن.