Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2020

الاستعداد لما هو قادم*مكرم أحمد الطراونة

 الغد

إذا ما تجاوزنا بعض السلوكيات الأخيرة للشارع الأردني، فإن الحكومة والمواطنين نجحوا حتى هذه اللحظة في التعامل مع أزمة كورونا، لكن هل سيكون هذا كافيا؟
لكل مرحلة من مراحل مقاومة انتشار الفيروس ظروفها وآلية التعاطي معها، وبما أن الإجراءات الحكومية كانت أكثر شدة في قرار فرض حظر التجول، ولها مبرراتها في ذلك، فإن ما يجب أن يقابل ذلك هو التعامل بوعي كبير من قبل المواطنين، وأن يتحملوا مسؤولياتهم في التعاطي مع الحالة الحرجة التي يمر بها الوطن والبشرية جميعها، وأن يسهموا في محاصرة الوباء، من أجل أن نسرّع العودة إلى حياتنا الطبيعية.
لا نعلم؛ ربما يكون القادم أكثر سوءا، وهو ما لا نرجوه، لذلك على الجميع أن يدركوا أن البلاد تمر اليوم بمرحلة لا تحتمل الخطأ الشعبي أو التهاون والاستسهال، ومنذ اللحظة الأولى، راهنت الدولةُ على حجم الوعي الذي يملكه الأردنيُّ في التصرف تجاه هذا الواقع غير الاعتيادي، والضرر الذي يمكن أن يلحقه بالأمن الصحي للوطن، إن هو لم يمرّن نفسه على الالتزام الصارم بكل سلوك إيجابي ومسؤول تجاه الوطن وأخيه المواطن، حصوصا أن كل يوم يمر فيه الأردن بهذا الوضع يرتب مخاطر صحية جمّة، وأيضا لا ننسى الواقع الاقتصادي الذي يزداد تعقيدا بسبب كُلف مواجهة وباء كورونا وما يفرضه من علاجات وعزل وحجر للآلاف، وأيضا بسبب تعطل عجلة الإنتاج، وتضرر الاقتصاد الوطني من وضع كهذا.
في قراراتنا، لم تكن الحكومة لتذهب إلى خيار حظر التجول لو أنها وجدت تجاوبا حقيقيا من قبل أفراد المجتمع، ولكانت الأمور سارت بتعطيل المؤسسات الرسمية والخاصة والمؤسسات التعليمية، لكن سلوكيات سلبية عديدة ظهرت خلال الأيام الماضية أجبرت الحكومة على أن تفكر في المزيد من الضبط لإيقاع الشارع، فكان القرار باستباق تفشي الوباء بحجر الناس إجباريا في منازلهم، ورغم ذلك وجدنا عددا لا بأس به ممن خرقوا قرار الدفاع وغادروا مساكنهم بدون سبب أو مبرر.
مثل هذه السلوكيات لا تعود بالضرر على الفرد نفسه وحده، بل على مجتمع بأكمله، وعلى وطن لم يبخل بتقديم ما يفوق إمكانياته وقدراته في سبيل صحة أبنائه وضيوفه وراحتهم، وهو مجهود كبير مقارنة بما قدمته لشعوبها دول أخرى تفوقنا بالقوة الاقتصادية والرفاه.
الوطن كله اليوم على المحك، بجميع أطيافه الرسمية والشعبية، ونحن نعلم أن كل يوم يمضي يحمل معه الأمل بحصار الفيروس تمهيدا لتعقيم البلد منه، وهذا لن يحدث أبدا إلا بقرارات لا هوادة فيها، وبمواطنين ما نزال نؤمن أنهم أسياد عند الشدائد لا يأبهون خوض المعارك، ويقتحمون الصعاب بدون خوف أو تردد.
نضع في ضميرنا أن الشعب هو خط الدفاع الأول عن الوطن، وأن دمار أي دولة لا يبدأ إلا بتقاعس أبنائها عن القيام بدورهم تجاهها، وكلنا ثقة أن ذلك لن يكون في الأردن، فأبناؤه ظلوا على الدوام طليعة في الدفاع عنه وتبني قضاياه المصيرية والعادلة.
الاستعداد للقادم لن يتأتى إلا بفهم خطورة ما هو قائم اليوم، وإدراك أدوات مواجهته من قبل الحكومة، ومن قبلها الشعب.