Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Sep-2014

حملة وطنية ضد السكري*زليخة ابو ريشة

الغد-لقد آن الأوان لكي تقود الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ووزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي حملةً وطنيّة للوقاية من السكري؛ هذا المرض الخطير الذي لا يكاد يضاهيه في خطورته مرض آخر، والمسؤول مسؤولية مباشرة عن عدد مهول من العلل والمخاطر الصحيّة. ففي كل يوم تطالعنا التقارير الصحيّة والدراسات العلمية من مؤسسات البحث العلمي والجامعات والمراكز الطبية في العالم المتقدم، وهي تحذّر البشريّة من مخاطر السكَّر وتناوله في أشكاله المختلفة، والاعتياد عليه. وحتى لا تذهب نداءات الدكتور كامل العجلوني، أمدّ الله في عمره ومنحه الصحة والعافية، وإنذاراتُ غيره من الاختصاصيين وأهل الكار، كصيحةٍ في واد، فلعلّ من واجب المؤسسات أعلاه، وخصوصاً وزارة الصحة، أن تعمل شيئاً بخصوص توعية الأهل والمدارس والجامعات حول الوقاية من هذا المرض، وترشيد استهلاك السكّر صرفاً وفي الحلويات وأصنافها، منعاً للوقوع في براثين هذا الفاتك بالأمن الصحي لمعظم الناس، والمستهلك من الأدوية والعلاجات وأجور الأطباء والمستشفيات ما يبهظُ ميزانية الأسرة والتأمين الصحيّ وميزانية البلد.
فتخريب الصحة هذا لا يأتي، كما الحال في أمراض أخرى عن إهمال فحسب، بل عبر تخريب الجيب أيضاً! فكأنّنا ندفع الغالي (فأصناف الحلوى ليست مبذولة بالرخص على قارعة الطريق!) لنحصل على أشدّ الأمراض فتكاً، وفي سنّ مبكرة أيضاً. فالدراسات تشير إلى ظهور مرعب للسكري لدى الأطفال، وهو نتيجة منتظَرة لنوع النظام الغذائي الذي استجدّ لدى الأسرة عموماً، ومنها العربيّة، حيث كثرت المواد الغذائية التي يدخل السكر في تصنيعها كثرة محيّرة. فأيّ "سوبرماركت" يحتوي على مئات من الحلوى الموجّهة للأطفال، ومئات أخرى للكبار والصغار، وجميعها في أغلفة مغرية تسبقها دعايات لا قِبَلَ لضعاف النفوس من الكبار بمقاومتها، ناهيك عن الأطفال.. كما أنّ الوجبات السريعة طريق أخرى للسمنة، مما يقود حُكماً إلى السكري وارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب وغيرها. بحيث أنّ السكوت على استشراء المرض لم يعد مقبولاً.
فبالإضافة إلى حملات التّوعية، يتعيّن على وزارة الصحة مراقبة السوق السكّري، ومنتجاته وخصوصاً رخيصة الثمن تلك التي نستوردها للأطفال أو نصنّعها في السوق المحليّة. وعلى وزارة التربية مراقبة ما يدخلُ "كانتينات" المدارس من شوكولاتات رخيصة رديئة الصنع غالباً، عالية نسبة السكر فيها، وأنواع الشيبس وغيرها من مأكولات تستهوي الأطفال، وتحملُ في أكياسها الهلاك البدني وتبلد الذهن والإدمان عليها!
ولعلّ التدارس للمشكلة يُفضي إلى تشريعات جديدة تحمي الأهل والمربين من الاستمرار في الوقوع في الجهل والاستهتار بالصحة عن طريق مفروشة بأنواع الإغراء، كأنْ يُمنَع استيراد كمّ هائل من الحلويات غير الضروريّة، وكأنْ تُلزَم المدارس الحكومية والخاصة بعدد محدود من المواد قليلة الضّرر في "كانتيناتها"، مع نشر توعية صحية للأهل والطلبة في طول البلاد وعرضها.
أرجو أن الأمل ليس ببعيد..