Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jul-2020

الشرق الأوسط أمام مفصل تاريخي*علي ابو حبلة

 الدستور

الصراعات التي تشهدها دول حوض البحر الأبيض المتوسط تشير لخطر الانزلاق نحو حرب لا تحمد عقباها، في الأزمات التي تعصف بدول المنطقة وتضييق الخناق عليها من قبل أمريكا والشروع في تطبيق قانون القيصر الذي يستهدف سوريا ولبنان والعراق وإيران وحتى روسيا والصين لم تسلم من العقوبات الأمريكية، ومواصلة إسرائيل استباحة حرمة سيادة بعض الدول واستمرار الاعتداءات التي تستهدف الوجود الإيراني وحزب الله في سوريا وسقوط قتلى وجرحى في الاعتداءات الأخيرة على دمشق في صفوف حزب الله دفعت بزيادة التوتر على الحدود الشمالية والجنوبية وزاد في حدة التوتر اعتراض الطائرة الايرانية في سماء سوريا، وهذه جميعها ضمن مؤشرات تقود إلى إمكانية نشوب حرب إما محدودة ضمن عملية استعادة توازن الردع أو حرب مفتوحة غير محمودة العواقب ورسائل إسرائيل وتهديداتها للبنان ضمن تلك المؤشرات « تصريحات غانتس نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي البديل وزير الحرب غانتس عبر تويتر: « لبنان وسوريا يتحملان المسؤولية المباشرة عن أي،هجوم من أراضيهم تواصل القوات اليقظة العالية، لن نتسامح مع أي انتهاك لسيادتنا، الجيش ومؤسسة الدفاع سيتصرفون معا في مواجهة أي تهديد للمواطنين الإسرائيليين،. 
 
التوتر في المنطقة دفعت رئيس هيئة الأركان الأمريكية لزيارة خاطفة لإسرائيل وإرسال حاملتا طائرات إلى المتوسط وهذا كله من باب التحشيد، في ظل عدم اليقين الذي يخيم على تل أبيب بانتظار رد حزب الله على الاعتداء الأخير في سوريا الذي أدى إلى استشهاد أحد رجال الحزب.
 
الرد الذي تنتظره «إسرائيل» أخرج كبار المسئولين عن صمتهم، وأدخل الجيش الإسرائيلي في مرحلة الاستعدادات الفعلية التي تسبق الضربة المتوقعة، وهو ما عكسته تصريحات وزير الأمن بني غانتس وبيانات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي. فالإجراءات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان توحي بحجم القلق، فمن إغلاق المجال الجوي شمال فلسطين المحتلة، إلى تقليص القوات عند الحدود. تم رفع مستوى الحذر في الجانب الإسرائيلي، تزامن مع إعلان مفاجئ عن زيارة خاطفة وصفت بـ»العملية» لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إلى «إسرائيل»، ولقائه عدداً من المسئولين الإسرائيليين السياسيين والأمنيين.
 
 حمى التهديدات التي يطلقها عدد من المسئولين الإسرائيليين، ترافقت وفقاً لمعلقين مع رسائل تهدئة بعثت بها «إسرائيل» عبر قنوات سرية إلى الجانب اللبناني.
 
يقول محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 الإسرائيلية، ألون بن دافيد، إن «هذا مقلق لأن الرد من جانب حزب الله سيأتي، وسنكون معلقين في اختبار النتيجة، أعتقد أن نصر الله لا يريد مواجهة واسعة، لذلك نرى خطوات الجيش من إغلاق طرقات وتقييد لحركة الآليات العسكرية». ويضيف أن «زيارة رئيس الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، مهمة جداً فهو لا يأتي إلى هنا لزيارة مجاملات، هو يأتي إلى إسرائيل لزيارة لعدة ساعات ويجتمع مع رئيس الأركان ومع وزير الأمن ومع رئيس الموساد». من جهته، يقول أور هلير، مراسل الشؤون العسكرية في القناة ذاتها، إن «الجيش الإسرائيلي يقلص قواته في الخط الأمامي، ويرسل جنوداً وعتاداً غير ضروريين إلى الخلف، لكي لا يكونوا في نقاط خطرة، والرسالة اليوم للجنود في قيادة المنطقة الشمالية: لا تكونوا أهدافاً لنيران حزب الله».
 
الإعلام الإسرائيلي اختصر الصورة بدعوته الجنود إلى ألا يكونوا أهدافاً لنيران حزب الله، فهل باتت المنطقة على أبواب حرب ضمن معادلات توازن الردع ورسم حدود قواعد الاشتباك، وكيف ستؤول نتائج التطورات وما هو الدور الأمريكي في المنطقة في حال توسعت رقعة الحرب والتي تجسدت بالتنسيق والتخطيط بالزيارة المفاجئة لرئيس هيئة الأركان إلى تل أبيب ووصول حاملتي طائرات أميركيتين إلى المنطقة؟ فأي رسائل تحمل أبعاد هذه الزيارة ؟ ولماذا كل هذا التحشيد والعسكرة في المتوسط والذي بات يأخذ أبعادا للصراع الدولي بين أمريكا وكل من الصين وروسيا الاستحواذ والهيمنة على مقدرات المنطقة وبات أبعد من صراع محور إقليمي؟