Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Jan-2020

لبنان.. «يترنّح»*محمد خروب

 الراي

بتسارع لافت يدخل لبنان وبعد مرور مائة يوم على الاحتجاجات الشعبية العارمة وغير المسبوقة التي اندلعت في السابع عشر من تشرين الاول الماضي.. يدخل مرحلة من الفوضى والشغب, تزيد من صدقية التحليلات والتحذيرات التي تحدثت عن مُخطّط مُعدّ سلفاً لتصفية حسابات اقليمية تعيد لبنان الى سيناريو حرب اهلية جديدة, تستهدف هذه المرة حزب الله سلاحاً ونفوذاً ودوراً, على عكس الحرب الاهلية «الأولى» في عام 75 التي خططت لها إسرائيل والتيارات الإنعزالية اللبنانية وعلى رأسها حزب الكتائب اللبناني وقيادات المارونية السياسية وعلى رأس حزب الكتائب بزعامة «الشيخ» بيّار الجميل, لتصفية الثورة الفلسطبية وحاضِنتها الحركة الوطنية اللبنانيّة.
 
يكفي متابعة وقائع السبت الماضي وقبله يوم الخميس, للتأمل في الخطوة الخطيرة التي أقدم عليها المتظاهرون عبر «إحراق» وسط بيروت واشعاله بقنابل المولوتوف والحجارة ومهاجمة رجال الأمن, وقبلها تخريب واجهات المصارف وإغلاقها عنوة وخصوصاً التصريحات المشبوهة التي اطلقها مسؤولون لبنانيون (تيار الحريري وأشرف ريفي والكتائب) عبر تويتر, كي يخرج المرء بانطباع بأن لبنان ينزلق الى مرحلة خطيرة, تقطع الطريق على محاولات التهدئة وتنسف جهود تشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة سعد الحريري التي استقالت في نهاية تشرين الأول, وبخاصة اذا ما توقف المتابع عند مضامين تغريدات الحريري الذي يُفترَض ان يقوم - وفقاً للميثاق الذي لا يُقيم وزناً له - بوظيفته رئيساً لحكومة تصريف أعمال, فيما منذ ذلك التاريخ يجلس في «قصره» أو يسافر لقضاء سهرة رأس العام الجديد في باريس, تاركاً الأمور نهباً للفوضى والصدف قاصداً بالطبع ارباك رئيس الجمهورية وتعطيل مصالح الجمهور اللبناني, وسد الطريق على رئيس الحكومة المكلف حسان دياب, الذي خرج على «طاعة» الحريرية السياسية التي تحتكر التمثيل السُنِّي (دون وجه حق), في الوقت ذاته الذي يُشاركه الرأي والخطة (وان باعدت الأزمة بينهما) سمير جعجع, الذي يُشارك انصاره في توتير الأجواء وقطع الطرق ورفع منسوب المواجهة الطائفية والمذهبية.
 
جعجع الذي يعيش حال انكار كونه جزء لا يتجزأ من الطبقة الحاكمة الفاسدة, يقول في استعلاء: إن الأكثرية الحاكِمة «لا تعرف كيف تحكُم, ولا تدع الآخرين ان يَحكموا.. والناس عالقة في المُشكل».. ذئب ولورد حرب يخرج على الناس واعِظاً, طارِحا نفسه بديلاً لطبقة حاكمة هو جزء منه,ا شارَك الحريرية السياسية ارتكاباتها وموبقاتها.. كذلك الحال مع سعد الحريري الذي هاله وايقظ مخاوفه من فتح ملفاته, عندما هاجم المتظاهرون مصرف لبنان المركزي وطالبوا باستقالته, زاعماً (الحريري) أن حاكم مصرف لبنان لا يستقيل لانه يتمتع بـ«الحصانة», ثم يخرج على الناس مُستفزاً ليقول: «لن يحترق حلم رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين.. بنيران الخارجين على القانون»، وهو يدرك في قرارة نفسه، كما معظم اللبنانيين, أن الكارثة المُتدحرِجة.. المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يُعانيها اللبنانيّون, هي نتاج ثلاثة عقود من «الحريرية السياسية/النيوليبرالية, بدأت منذ «وُضِع» رفيق الحريري في صدارة المشهد اللبناني.. بدعم إقليمي وخصوصاً اميركي.