Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-May-2020

الأردن يعرض تجربته في التكيف الثقافي خلال مؤتمر وزراء الثقافة العرب

 الدستور – ياسر العبادي

قال وزير الثقافة د. باسم الطويسي: إن وباء كورونا المستجد كشف أهمية الدور الثقافي وحيويته في المشهد الإنساني القلق، وأن الثقافة تمثل خط  دفاع متقدم ضد الوباء.
 
وأكد أن وزارة الثقافة الأردنية خلال الأزمة نجحت في تطوير رؤية جديدة للخدمات الثقافية استمراراً للنجاح الذي حققه الأردن في تقديم أنموذج متقدم في مواجهة الوباء، وبموازاة ذلك فقد طورت الوزارة رؤية توازن بين مفهومي التكيف الثقافي والحقوق الثقافية.
 
وأضاف د. الطويسي في المؤتمر الاستثنائي لوزراء الثقافة العرب الذي عقدته  المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليسكو مساء يوم أمس عن بعد ، أن معركة الإنسانية ضد هذا الوباء الذي نسعى جاهدين لمواجهته بكل قوتنا وطاقاتنا لا تجزأ.
 
وفي المؤتمر الذي ترأسته الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، وحضور أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط   ود. محمد ولدا عمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ذكر د. الطويسي ثلاثة دروس مستفادة على الصعيد العربي بينت أهمية الفعل الثقافي وضرورته. وأكد د. الطويسي أن أول الدروس تتصل بالقيم الثقافية التي تمثل الذراع الأقوى في معركة الوعي والوقاية، وأساسها قيم الالتزام الطوعي، أن المناعة الثقافية لا تقل أهمية عن المناعة الصحية، وهو ما ينبغي ان نعمل عليه.
 
وبين د. الطويسي أن ثاني الدروسمهمة أن تنتقل بسرعة وبسلاسة من التركيز على النخب إلى الاشتغال على الثقافة المجتمعية، وثالث الدروس أن الجائحة فتحت المجال واسعًا للاستثمار الرقمي، والذي يفترض أن المجتمعات العربية الفتية، هي الأكثرقدرة على استثمار هذه الفرصة من غيرها. 
 
وعدد د. الطويسي  الحزم التي نفذتها الوزارة خلال فترة الوباء ضمن برامج التكيف الثقافي التي شملت برامج التوعية والتثقيف، وبرامج الاستثمار الأمثل للوقت، والتخفيف من حدة تأثيرات التباعد الاجتماعي مستخدمة جميع الأدوات الممكنة لخلق واقع ثقافي يرافق الحالة ويتعاطى معها ضمن شروطها الصحية.
 
وبين د. الطويسي أن البرامج خلقت مناخات إبداعية مهمة كشفت عن آلاف الموهوبين من جميع الفئات والأعمار، في أكثر من 100 ألف شخص انخرطوا في سلسلة من المسابقات الإبداعية التي حفزت الجميع للمشاركة.
 
وأشار إلى مشاركات عشرات الآلاف ممن تلقوا التدريب وبناء القدرات  في أكثر من 100 برنامج تدريبي في حقول الفنون والصناعات الثقافية من خلال المنصات الرقمية، علاوة على عشرات الملايين من المشاهدات للقنوات التي بثت جملة من العروض المسرحية، وصنوف الفنون وأشكال الإبداع.
 
وقال د. الطويسي أن الوباء خلق تحديًا جديدًا لما بعد كورونا المستجد، والذي يتمثل في كيفية إعادة تأطير هذه الفئات الموهوبة وصهرها في المشهد الثقافي والإبداعي الوطني والقومي.
 
وزاد د. الطويسي  إننا  نبحث عن خطط جديدة واستراتيجيات لما بعد هذا الوباء، مبينا أنه لا يمكن أن يكون بمعزل عن تخطيط أكثر اتساعًا وشمولًا، محليًا وعربيًا من أجل تعميم التجربة أولًا، والاستفادة من المشاريع والتجارب العربية التي خلصت إليها العديد من الحكومات العربية في ظل هذا الجائحة.
 
وأكد على إيلاء بعدي الحقوق الثقافية واستدامة قطاع الثقافة والعاملين فيه الرعاية المطلوبة، حيث وصلت البرامج الثقافية والفنية إلى الفئات الخاصة التي تحتاج الاهتمام في هذه الظروف، مثل دور إيواء المسنين والسجون والفئات المجتمعية التي لا يمكن الوصول إليها من خلال الخدمات الرقمية.
 
وعبر الوزير عن اهتمام الوزارة بالمساندة في حماية العاملين في حقول الثقافة والفنون، وهو ما وصفه بالتحدي الكبير الذي يثير القلق اذ ما استمرت الأزمة وطال أمدها. وختم د. الطويسي إن علينا إعادة التفكير في استثمار الرأسمال الثقافي العربي في مواجهة الأزمات وحالات الطوارئ والكوارث، وأن يكون للثقافة المكانة الموضوعية في خطط الطوارئ وإدارة الأزمات.