Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-May-2017

مع الرافعي - ابراهيم العجلوني
 
الراي - كلما قرأت بعض مطوّلات التحليل السياسي قفز الى خاطري قول اديب العربية الاكبر مصطفى صادق الرافعي: «الرأس الفارغ من الحكمة لا يوازيه في صاحبه الا فم ممتلئ من الثرثرة»..
 
***
 
كلما رأيت قلماً مأجوراً تذكرت قول الرافعي: «اذا اصطنعت سفيهاً يسافه عنك, فأحذره لليوم الذي لا يكون فيه سفيهاً الا عليك..».
 
***
 
كلما تعاظمني اضطراب الحياة الحزبية في أمة العرب ذهبت أتأمل قول الرافعي: «تعدد الاحزاب في أمة تحتاج الى الحرية كتعدد الانبياء في أمة تحتاج الى العقيدة, اذا وجد فيها نبيّان كان اتفاقهما معاً دليلاً على كذبهما معاً, وكان اقل ما في اختلافهما أنه دليل على كذب احدهما».
 
***
 
كلما سمعت عن صغير جشّم مكانة ليست له تذكرت كلمة الرافعي: «اذا اسندت الامة مناصبها الكبيرة الى صغار النفوس كبرت بها رذائلهم لا نفوسهم».
 
***
 
كلما رأيت المنبهرين بقشور مدنيّة الغرب تذكّرت قول الرافعي: رحمه الله «نحن من التنظير بين المدنيتين الاوروبية والاسلامية كأننا بازاء جوادين, احدهما مخلى له الطريق الا غايته, والآخر يضرب وجهه مرة ويصرف بالعوائق مرة, ومع ذلك يقابل بينهما في السباق. ولو حكم الشرق اوروبة لظهر جوادها حماراً».
 
***
 
كلما رأيت الى مكابدات ذوي الفضل تذكّرت قول الرافعي: «كثيراً ما جنت المروءة على اهلها, ولكن احتمال الجناية هو ايضاً من المروءة».
 
***
 
كلما تفكّرت في عاقبة التملّق والادهان تذكرت قول الرافعي: «في الامم المنحطّة تجد نفاق الكبار(!) للكبار هو الذي اضاع الكبار(!) والصغار..».
 
***
 
كلما رأيت واحداً من «فلاسفة المقاهي» تذكرت قول الرافعي: «الفيلسوف الحق هو الذي ينتهي من نفسه الى موضع عقلي يكون فيه مع الحياة كما يكون القاضي في موضعه العقلي مع الحوادث, تأتيه ليحكم (بالقسط) عليها».. لا ليرتبك بها ارتباكة المراهق الغرير..
 
***
 
تلك كلها أقوال جامعة للرافعي أتمثّل بها على سبيل الاستظهار بالرأي المطابق والحكمة الموافقة. وكلّها رؤوس موضوعات أو مفاتيح نظر, وهي ثمانية اقوال اخترتها من مئتين وتسعة وعشرين قولاً نشرها الرافعي في مجلة «الرسالة» ما بين عامي (1934 و1936) للميلاد تحت عنوان «كلمة وكليمة» ثم جمعها بسام الجابي في كتيب اصدرته دار ابن حزم في بيروت عام (2002) للميلاد, مشتملاً على مقالات حول الكاتب الكبير لكل من احمد حسن الزيات, ومحمد سعيد العريان ومحمود محمد شاكر رحمهم الله جميعاً.
 
***
 
وإن خير ما نختم به هذه الوقفة مع الرافعي قول مصطفى كامل زعيم الوطنية المصرية: «سيأتي يوم اذا ذكر فيه الرافعي قال الناس: هو الحكمة العالية مصوغة في اجمل قالب من البيان..
 
***
 
رحم الله صاحب «وحي القلم» و»تحت راية القرآن» و»تاريخ آداب العرب» و»رسائل الاحزان» و»اوراق الورد» فهو ممن نقول فيهم: «اولئك آبائي فجيء بمثلهم» وممن نأمل أن نكون على آثارهم مقتدين.