Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-May-2020

مقبلون على معركة، فأين رباط الخيل؟!*د.بكر ابو بكر

 الدستور

القيادة الصهيونية لا تتحرج من فعل أي شيء، ولم تتحرج والأبواب أمامها مفتوحة لفعل ما تريد مادامت الإدارة الأمريكية تقدم جدارا ناريا حاميا لليمين الصهيوني وأحلام المسيحية الصهيونية، ولم للحكومة الصهيونية أن تحسب حسابا وهي قد أغرت دولا  لتغرقها في وهم "التحالف" كالعصفور الذي يتحالف مع الثعبان تمامًا.
 
وكيف للقيادة العنصرية الاحتلالية الصهيونية أن تنكمش وهي ترى الوضع الفلسطيني في أسوأ حالاته وخيوط تحريكه تتوزع بين شرق وغرب في الإقليم الذي تتنازعه مصالح دول رفع بعضها اسم فلسطين اسمًا ولم يقم بأي خطوة عملية نحوها او نحو قيادتها الشرعية بغض النظر عما يثيرونه حولها من غبار! وكأن الغبار يغطي هذه القيادة وهو متراكم بالأطنان على هذه الأنظمة!
 
القيادة الصهيونية التي تُدخل الدين ليركب حصان السياسة توهم العالم كما توهم أغبياء الأمة أنها تتمسك بكل فلسطين باعتبارها أرضها؟! ورغم أكوام الحجارة بالأطنان التي كذبت توراة نتنياهو وتلموده الا انك تجد من أغبياء الأمة من يكرر هبل أننا أولاد عم!؟
 
فيأخذون من الآيات القليل ويديرون الظهر للكم الهائل من العناد والجحود الذي تميز به الظلمة عامة من كافة الملل! وهل هناك مظلمة أشد إيلاما من احتلال ارض الغير حتى لو كان الاحتلال هذا بقرار أممي عام ١٩٤٧ فأنه بالحقيقة احتلال.
 
لا أحد يقدم اعتراضا حقيقيا على ما تقوم به الحكومة الصهيونية، العنصرية الاحتلالية سواء بالقسم المحتل عام ١٩٤٨تحت علم "اسرائيل" المباشر او المحتل بعد العام ١٩٦٧، وفي الحالتين ورغم تغير الأهداف السياسية الفلسطينية فإن الاسرائيلي لا يزال متشبثا بخرافاته الدينية الواهية وهي الخرافات التي تسندها القوة العسكرية والاقتصادية، فتصبح حقًا وعدالة!
 
كان المؤمل من الأمة ان تنتصر لدينها ولأقصاها ولأرضها اي ارض فلسطين ولأحد شعوبها شعب فلسطين، فلا ترفع الطاولة عاليا لتسلم على عدو الامة! فتناكف القيادة الفلسطينية بكل تباعد اجتماعي وسياسي عن فلسطين، وتقارب اجتماعي وسياسي للإسرائيلي الذي سيعرف كيف يمتص ثروات الأمة حتى تغدو قربة خاوية.
 
اتخذت القيادة الفلسطينية قرارات جريئة وفق ما كان يطالبها به كثُر من الفلسطينيين وفصائلهم فلم نجد من هذه الفصائل اقترابا او تفهما او تجاوبا الا بالتشكيك والشتم والتقليل من قيمة الخطوة كالعادة!
 
ونحن اليوم امام معضلة كبرى كان الاولي فيها علي القيادة الفلسطينية وعلي المعترضين مهما كان الموقف أن يحددوا خططهم وبدائلهم وخياراتهم لمعالجة المستقبل الذي ستملؤه الإدارة العسكرية الصهيونية لا محالة بديلا عن السلطة.
 
وكان الأولى علي الجميع ان يستقطبوا جمع من دول الأمة ليقايضوا المصالح الاقتصادية مع العدو فتكون سلاحا حقيقيا في مقابل الخطوة القيادية البارزة.
 
وكان الاولى التفكير والتنسيق المسبق مع الأوروبي لحال التفاهم علي شكل رد الفعل فيما بعد القرار الفلسطيني.
 
ومع كل الاحتمالات فان الوضع مازال يقبل الالتئام والاتفاق، والتنازل عن الانقلاب السلطوي البغيض لاحتضان انفسنا-علي ما فينا من جروح ودمامل- فنبني جدار الحماية للقرار وللشعب ونحدد معا آليات المواجهة القادمة أذا استمرت المستعمرات بالتوسع فتآكلت مساحة الضفة وإذا ما طردت او حبست آو حجرت القيادة كرد فعل صهيوني أو فيما اذا بدأت سياسات العقاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وأطلقت الى ذلك القلة القليلة ولكن المدعومة من أذنابها لتدمر أسس المجتمع الفلسطيني المرابط فيتحول من مجتمع مواجهة لمخططات العدو الى مجتمع مواجهة لهذه الشراذم.
 
السيناريوهات بعد القرار القيادي كثيرة والاحتمالات مفتوحة، فالقيادة الصهيونية لا تتحرج من القتل مطلقا فكيف تتحرج مما هو أدنى؟!
 
ما يستدعي حسن النظر والتجهز لرباط طويل، والثيران البيضاء والحمراء والسوداء وضعت على مائدة الصهيوامريكي للأكل.
 
لذا فنحن مقبلون علي معركة، والحرب مع العدو لم تنته فهو لا يريد لها أصلا ان تنتهي الا على جثة كامل الأمة، فلا يتوهم احد من امة العرب والمسلمين انه سيكون سليما أبدا.