Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Apr-2021

«الريح في الأرض البعيدة»

 الدستور

صدر حديثا، عن دار البيروني للنشر والتوزيع في عمّان، رواية جديدة بعنوان «الريح في الأرض البعيدة»، للروائية السعوديّة سلام عبدالعزيز، وهي الرواية الثالثة لصاحبتها، بعد روايتي: «العتمة»/ 2009، و»دحرجة الغبار/ 2014.
وكتب الإعلامي والشاعر نضال برقان كلمة على الغلاف الأخير للرواية، قال فيها: «بعيدًا عن الذاتِ، عن الأحبّةِ، عن الوطنِ، ثمّة ريحٌ تصولُ هنا تارة، وتجولُ هناك أخرى، بشراسة ووحشيّة، تاركةً خلفها جراحًا عميقةً، وأمنيات مبتورة، وحكايات مليئة بالألم، تلك هي «الريح في الأرض البعيدة»، الرواية الجديدة، التي ارتأت أن تتناولَ واحدة من القضايا العربية المهمة، وهي الاجتياح العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990، وانعكاساته على الإنسان الكويتي بخاصة، والخليجي بعامة، وهي قضية لم يتم تتناولها مدونة الأدب العربي، كما ينبغي، إلى الآن.
ومن باب اشتباك الرواية مع القضايا العربية الحديثة، والراهنة، نجد في الرواية معالجة فنية لسلسلة أحداث «الربيع العربي»، من خلال إثارة الأسئلة حول راهن ومستقبل ذلك «الربيع»، وهي الأسئلة التي تترك الرواية الإجابة عليها للقارئ.
تحضرُ الأنثى في الرواية بوصفها مرتكزًا سرديًا ومفصليًّا، من خلال الرواية التي ظلّت قابضة على زمام السرد في جل مفاصل الرواية، ومن خلال القضايا العديدة التي أثارتها الرواية، خلال الفترة الزمنية التي تحركت في فضائها.
على الصعيد الفني جاءت الرواية ناضجة تمامًا، فالاشتغال على البعد التصويري لمشاهد الرواية كان متميزًا، وتجسيد هواجس شخوص الرواية من خلال مفردات الطبيعة كان لافتًا للنظر، كما جاءت لغة السرد في إطار «السهل الممتنع»، مشرعة على التراث وأمثاله الشعبية ولغته الدارجة».
ومن أجواء الرواية نقر:
«قبل شروق الشمس؛ استيقظت الحياة في المزرعة التي ازدانت أشجارها بأنوار النيون استعدادًا لأجواء احتفالية قادمة. أشرعت «فاطمة» النوافذ والأبواب على مصاريعها. قامت بجولتها الصباحية. توقفت. تلفتت حولها. استنشقت رائحة الفل والريحان، وريح لطيفة تداعب الأشجار فتهتز أورقها.
اتجهت إلى الإسطبل. صهلت «فتنة» حين رأتها. سحبت رسنها، سارت بها على مهل دقائق، ثم في أقل من لحظة قفزت فوقها وجرت بها، وراح ذيلها يرقص مع أشعة الشمس.
انتبهت للوحة «مريم» قد تم تعليقها في واجهة المزرعة «الوفرة الجديدة». لمعت عيناها. على امتداد البصر وفرة من الخَضار الفواح يتمايل مع النسيم، وتومض ألوانه في سنا الشمس. رفعت صفوفاً من البندورة الناضجة، والبصل، والبامياء، وعباد الشمس رؤوسها نحو الشمس، فبدت المزرعة مُتدفقة بالحياة.
في المساء؛ ترامت مقاعد ساطعة، وطاولات تعلوها الزهور والمكسرات والقهوة والعصائر متعددة الألوان. أوراق الأشجار تُغنّي والعصافير تُغرد. بهجة وضحكات بين الفتيان. ضيوف من الزمن البعيد: «الحضرمي» متوكئا على عصا، «بوضاري» وأولاده وأحفاده. أبناء «اليامي» وأحفادهم. أبناء «العسيري».
دقوا الطبول، طبول عرس وليست طبول حرب. رقص الرجال بالخيل والسيوف. أخرج بعضهم البنادق ملوحين بها، آخرون أطلقوا الرصاص في الهواء. النساء غنين ورقصن، وارتفعت الزغاريد موحية بزمن آخر.
بدا كل شيء كمشهد سينمائي، مأخوذ بالتصوير البطيء. التفتت «آمنة» إلى بوابة الحديقة. بعيون زرقاء اليمامة شاهدت «حمدان» قادمًا في البعيد.
قصيدة الأيام القاسية رحلت، وتدفق الفرح المُضيء!».