Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jun-2017

الجين العنصري - ب. ميخائيل

 

هآرتس
 
الغد- هل يجب الضحك؟ أو شد الشعر؟ أو التقيؤ؟ من الصعب التقرير ما هو الرد المناسب للاجزاء الاربعة حول "الجينات اليهودية" التي يتحدث عنها الصحافي أفيشاي بن حاييم في القناة العاشرة.
الجينات هي قطاع جديد (150 سنة على الأكثر) للبيولوجيا، فائدته كبيرة في البحث في العلوم الانسانية والطب والديمغرافيا وغيرها.
فقط في مجال واحد يعتبر علم الجينات هو سم: السياسة. الدمج بين الجينات والسياسة ينشئ دائما العنصرية: العنصرية البيولوجية. النازية. التفوق الابيض. الابرتهايد. جميع هذه ولدت من الجينات السياسية. 
ليس صدفة بدأت حركة "الت رايت" الأميركية "الاهتمام" بعلم الجينات. وعلى موقع ستورم فرونت النازي الجديد يعتبرونها تقنية ملائمة للكشف عن "البيض الانقياء".
إلى داخل هذا المستنقع دخل أفيشاي بن حاييم بحذاء التعالي والديماغوجية. "لدى الجينات معاني سياسية كثيرة"، قال. وقال لعضو الكنيست عيساوي فريج: "لنعرف من هم احفاد ابراهيم الذين من حقهم هذه البلاد".
كانت هذه لحظة التقيؤ. من العنصرية ومن الجهل أيضا. الجينات لا تكشف عن الاديان أو القوميات. تستطيع الجينات معرفة مناطق جغرافية معينة وامراض أخرى... اضافة إلى ذلك: الجينات لم تكتشف أن لكل فلسطيني جذور شرق اوسطية عميقة "وطاهرة" من جذور كل يهودي (أيضا هذا الاكتشاف لا أهمية سياسية له).
حان الوقت لشد الشعر، حيث أن إسرائيلية من اصل اثيوبي اشتكت بمرارة من أن أبناء طائفتها تم الزامهم بـ "التهود".
فقط من اجل وضع الامور في نصابها وجعل تلك الفتاة تبتسم، أدناه استنتاجات بحث جينات آخر، مهم ومقنع. وقد لاحظ بالتأكيد من يستمعون جيدا أن بن حاييم وممثلة الشركة التجارية التي قامت بالفحص شددوا الحديث فقط على الآباء. لم تسمع كلمة "أمهات". وأظن أن الأمر لم يكن صدفة. في 2013 نشر بحث البروفيسور مارتين ريتشارز وهو عالم جينات بريطاني معروف ومختص في البحث في الجين الأمومي، الذي ينتقل من الأم إلى جميع أحفادها. وقام ريتشارد بالبحث في السلالة الجينية الأمومية لليهود الاشكناز.
انظروا المفاجأة: اظهر البحث ان 80 في المئة وأكثر من الجينات الامومية لليهود الاشكناز – مصدره النساء الاوروبيات، غير اليهوديات. بدون أي جينات من ارض إسرائيل... ويمكن أنه تم تهويدهم وربما لا. وفي جميع الحالات لم يتم تهويدهن في الحاخامية الرئيسية لدولة إسرائيل (الاخوة الشرقيون، لا ترفعوا أنوفكم، وضعكم ليس افضل..)، باختصار، كلنا مشكوك بيهوديتنا، وكلنا يجب علينا أن يتم تهويدنا. وأنا آمل أن هذا يفيد شيئا ما للطائفة الاثيوبية. وها نحن وصلنا إلى لحظة الضحك. الصورة المصدومة لدانييلا فايس، التي تم تبشيرها أن دم أهلها اختلط مع السنين مع الجينات البولندية. "ماذا سأفعل الآن؟"، "ماذا سأقول لزوجي؟"، سألت... وهكذا ستبدو بالطبع امرأة صافية آرييه عندما ستكتشف فجأة أن أحد أجدادها كان لديه 27 في المئة من الجينات السوداء. للأسف أنهم لم يحدثوا فاني دانييلا وفيسوفا عن أنه لا توجد جينات للبولنديين. يبدو أنه في نقطة واحدة فقط هناك اجماع كامل ومؤقت بين جميع من يهتمون بالجينات: اذا واصلنا التعمق في بحث الجينات الانسانية فسنكتشف في النهاية أن أصولنا افريقية، واذا واصلنا المزيد، سنكتشف أيضا أننا جميعا من أحفاد "شيتا" القرد المحبب على طرزان. ويمكن القول إن لنا حق في الحصول على الموزة الكبيرة أكثر من حقنا في ارض إسرائيل.
باختصار، هذا ما كان ينقص دولة إسرائيل اليهودية والثيوقراطية: برنامج تلفزيوني متحمس، يمتدح الجينات السياسية.