Thursday 13th of February 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2025

زمن الحسم بالسياسية

 الغد- يديعوت أحرونوت

 
 
بقلم: عاموس جلعاد  12/2/2025 
 
 
 
على خلفية البشائر التي تأتي من واشنطن بالذات، مطلوب حساب للنفس. من المهم التجرؤ على القول: لا يوجد أي احتمال بان تنجح خطة ترامب.
 
 
أما المصريون من جهتهم، فعلى مدى كل السنين منذ التوقيع على اتفاق السلام، فيرون في القضية الفلسطينية مسألة مركزية، وغير مستعدين باي حال لاستيعاب فلسطينيين من غزة – وبالتأكيد عدم عمل ذلك من خلال خطة ترامب التي تسعى إلى افراغ غزة من سكانها. قد يكون هذا حلما رائعا لكنه لن يتحقق، حتى لو عرضت على مصر مبالغ مالية كبيرة على سبيل الاقناع.
  ترامب نفسه تراجع منذ الان عن قسم من الخطوات العملية في خطته – والتخوف هو ان الانشغال بها ينطوي على خطر. هكذا، ينبغي ان نرى بقلق اجتماع الطوارئ للدول العربية في نهاية الشهر، مع حلول رمضان – فترة تشعل مشاعر مناهضة لإسرائيل. لإسرائيل توجد مصلحة واضحة للحفاظ على اتفاقات السلام مع الدول العربية بل وتوسيعها إلى اتفاق مع السعودية. محور إقليمي مبني على الدول العربية السُنية حيوي لإسرائيل ومستقبلها، وكفيل بأن يشكل – بقيادة الولايات المتحدة – جزءاً من الرد الإسرائيلي الشامل على التهديد الإيراني.
الجيش بالغ بضرباته بشكل يبعث على العجب في ايران وفي فروعها في لبنان وفي غزة. ولكن الإنجازات العسكرية لا يمكنها ان تقف بحد ذاتها ويجب أن تكون الأساس للفعل السياسي.
لقد تركت إسرائيل المخطوفين لمصيرهم في 7 أكتوبر، وهي ملزمة من كل جانب – أخلاقي، سياسي وعسكري – ان تعيدهم احياء. مشاهد الفظاعة التي عرضت علينا في التحرير الأخير هي دليل آخر على ذلك. لا بديل في هذه اللحظة عن اعادتهم من خلال المفاوضات، وفقط بعد ذلك سيكون ممكنا تصميم استراتيجية للمواجهة مع حماس حتى هزيمتها النهائية.
التهديد الإيراني هو التهديد المركزي على إسرائيل وعلى الشرق الأوسط كله في أعقاب تحول ايران إلى دولة حافة نووية وبالاستناد إلى الحزام الناري الذي اقامته حول إسرائيل. محظور باي شكل من الاشكال أن تتزود ايران بسلاح نووي يهدد إسرائيل، ومن شأنه أيضا ان يؤدي إلى سباق تسلح نووي يهدد الشرق الأوسط. وعليه، فاستنادا إلى إنجازات الجيش الإسرائيلي الرائعة في سبع جبهات يجدر بلورة استراتيجية سياسية تحول إنجازات الجيش الإسرائيلي المبهرة إلى فعل سياسي – يمنح إسرائيل استقرار وأمنا، كما يمنحها ضمات لامنها لسنوات طويلة إلى الامام.
أمس أطلق نتنياهو وشركاؤه تهديدات بشأن العودة إلى حرب إبادة ضد حماس وفي نفس الوقت حاولوا الإبقاء على ما هو قائم وعدم تفجير الصفقة. حيال هذه التصريحات أيضا، من المهم أن نتذكر بان استئناف الحرب في الظروف الحالية من شأنه ان يعرض حياة المخطوفين إلى الخطر. هذا، إلى جانب الواجب للوصول إلى تسويات أمنية في الجبهة الشمالية أيضا: حزب الله ضُرب بشدة لكنه لم يُهزم تماما. وعليه فينبغي الوصول إلى تنسيق مع الولايات المتحدة وبالتوازي الاستعداد للتحديات من جهة سورية.
هذا هو الوقت لفعل سياسي في مجال الامن القومي، إلى جانب تعزيز المناعة القومية – وأولا وقبل كل شيء من خلال منع قانون التملص من الخدمة والذي من شأنه أن يمس بالجيش الإسرائيلي وبمناعة إسرائيل.