Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Mar-2020

في ذكرى «الكرامة»*ثلاج الذيابات

 الراي

قال تعالى ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)) صدق الله العظيم
 
نستشعر من هذه الآية الكريمة المعاني الحقيقية للشهادة في سبيل الله ونستذكر بكل فخر واعتزاز تلك الملحمة البطولية لرجال صدقوا الله فأكرمهم الله بالشهادة.
 
الحادي والعشرون من آذار يوم خالد في تاريخ الأمة العربية على وجه العموم ويوم وطني يحمل في طياته أروع معاني البطولة والنصر والاعتزاز. ونستذكر ايضاً الكلمات الخالدة لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال–طيب الله ثراه – حين قال (قولوا للإنسان العربي إن في الأردن شعباً نذر نفسه من أجل أمته وقضيتها وجيشاً يلقى أبناؤه الموت بصدورهم وجباههم وحسيناً عاهد الله والوطن أن يعيش للأمة والقضية وان يموت في سبيل آخر ذرة من حقنا المقدس واصغر حبة تراب من ثرانا الطهور).
 
في هذا اليوم الأغر سطر نشامى الجيش العربي الأردني بدمائهم الزكية أروع البطولات والتضحيات دفاعاً عن ثرى الأردن الطهور، وسجلوا أول نصر تاريخي على الجيش الإسرائيلي المتغطرس فحطموا اسطورته وغروره وألحقوا به أفدح الخسائر وأعادوا للأمة العربية عزتها وشرفها وكرامتها. فتحطمت الغايات والأهداف أمام صخرة الصمود الأردني.
 
وإننا اذ نحتفل بهذه المناسبة العظيمة وهذه الذكرى العطرة فإننا نستشعر ونعيش نشوة النصر بعين الخيال بكل فخر وإجلال وإكبار، ونستذكر هؤلاء الأبطال من شهداء الوطن الذين ضربوا مثالاً حياً كيف يكون الإيثار وكيف تكون التضحية من أجل الدفاع عن هذا الحمى العزيز، فهم من صنعوا تاريخ أمتهم وكتبوه بحروف من نور.
 
سيظل النصر الذي سطره نشامى الوطن في يوم الكرامة مرسوماً في أنصع صفحات المجد، وذكرى خالدة في نفوس الأردنيين على وجه الخصوص. هذا النصر الذي كان مثالا يحتذى بالصمود والوقوف من اجل الوطن والعقيدة والشرف والعزة والتصميم على تحقيق الهدف أمام أي قوة أو عدوان ليتحقق النصر وتصان الكرامة بمعناها الحقيقي من حيث الحرية والسيادة والنصر.
 
ستبقى معركة الكرامة جزءاً من تاريخنا العسكري التليد الذي نفتخر ونعتز به في ظل حادي الركب وقائد المسيرة المظفرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، وستبقى راياتنا خفاقة في سماء الوطن وهاماتنا لا تنحني الا لله عز وجل، وستظل ذكرى الراحل العظيم صانع النصر بيوم الكرامة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال–طيب الله ثراه – في وجدان وقلوب الاردنيين الأحرار.
 
رحم الله شهداءنا الأبرار، وحمى الله الأردن الأعز والأغلى، وحمى الله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، رمز فخرنا وحماة أمن واستقرار وطننا وصون منجزاته، ليبقى هذا الوطن آمناً مستقراً شامخاً قوياً عزيزاً عصياً في ظل عميد آل البيت المعظم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله.