Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Mar-2015

إسرائيل تكشف شبكة تجار يهود ساعدت حماس على ترميم الأنفاق وإيصال كوابل اتصالات ممنوعة
القدس العربي - أشرف الهور - أخيرا، وبعد عدة أسابيع، كشفت إسرائيل عن السبب الذي دفعها خلال الفترة الماضية للإقدام على اعتقال عدد من التجار الفلسطينيين من قطاع غزة وبشكل مفاجئ، خلال مرورهم من معبر بيت حانون (إيرز) شمال القطاع إلى أراضيها، بعدما أعلنت عن تقديم لوائح اتهام بحق أحدهم إضافة إلى عدد من التجار الإسرائيليين، متهمة إياهم بتهريب مواد بناء لحركة حماس لتشييد أنفاقها الهجومية.
وقدمت أمس إحدى المحاكم الإسرائيلية لوائح اتهام بحق ثلاثة إسرائيليين ورجل أعمال من سكان قطاع غزة، بتهمة الضلوع في قضية تهريب معادن ومعدات وأجهزة كهربائية وإلكترونية محظورة إلى حماس في القطاع، استخدمت في صناعة القذائف الصاروخية ومشاريع عسكرية أخرى خاصة بالحركة.
وحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية فإن المتهمين في القضية هم كل من ميخا بيرتس من سكان قرية مِفتاحيم في النقب الغربي، ويهورام ألون من سكان تل أبيب، وناجي زعرب من سكان قطاع غزة، بالإضافة إلى رجل أعمال إسرائيلي آخر ما زال نشر اسمه محظورا.
وطلبت النيابة العامة من المحكمة تمديد اعتقالهم حتى انتهاء الإجراءات القضائية.
وكانت لوائح اتهام قد قدِّمت ضد خمسة فلسطينيين آخرين ضالعين في القضية ذاتها.
وحسب ما جرى الإعلان عنه فإنه تم الكشف عن القضية في إطار تحقيقات مكثفة جرت بالتعاون بين الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) وسلطة الضرائب وجهات أخرى .
وتبين من التحقيق هذا، حسب الزعم الإسرائيلي، أن تهريب المواد المحظورة إلى غزة تم عبر معبر كرم أبو سالم التجاري على حدود جنوب قطاع غزة ومن خلال عقد صفقات لـ «شركات وهمية».
ووفق ما جرى الكشف عنه أيضا في إسرائيل فإن الإسرائيليين الثلاثة قاموا بتهريب مواد تستخدم لتأهيل الأنفاق الهجومية وهي عبارة عن «قضبان وصفائح معدنية»، حيث كانت تصل إلى تاجر في قطاع غزة، على صلة وثيقة مع حركة حماس.
وتشير التقارير التي نشرت حول القضية أن جهاز الأمن العام «الشاباك» حذر التجار الإسرائيليين من التعامل مع أحد التجار في قطاع غزة، كونه مرتبطا مع حركة حماس، غير أن التاجرين الإسرائيليين اتخذا خطوات تجارية ومالية عدة مثل «فتح حسابات بنكية جديدة» وغيرها لمنع جهاز «الشاباك» من ملاحقتهم، ومن ثم ارتبطوا مع إسرائيلي من سكان «اشكول» القريبة من قطاع غزة لتنفيذ عمليات التهريب.
وحسب ما جرى كشفه أيضا فإنه تم ضبط شاحنة بداية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، عبر معبر كرم أبو سالم، بناء على معلومات قدمت من جهاز «الشاباك»، التي قادت إلى اعتقال المتهمين الثلاثة، وتبين في التحقيقات بأن المواد تم تحميلها وسط إسرائيل على الشاحنة، ومن ثم وصلت إلى الإسرائيلي في «اشكول» ، حيث أعاد تحميل المواد وتغليفها بطريقة يصعب اكتشافها كي لتهريبها إلى قطاع غزة.
وحسب اعترافات الإسرائيليين الثلاثة فقد ذكروا في التحقيقات بأنهم أقدموا على عمليات التهريب بهدف «الكسب المادي والتجاري»، وأنهم لم يكن في دوافعهم التهريب لحركة حماس.
ويستدل من خلال التحقيقات ألتي جرى نشرها في إسرائيل أن العملية هذه تمت باكتشاف شاحنة مشبوهة محملة بمواد ممنوعة داخل معبر كرم أبو سالم منتصف يناير/تشرين الأول الماضي.
ومؤخرا اعتقلت سلطات الاحتلال على معبر «إيرز» عددا من التجار الفلسطينيين من قطاع غزة، وأطلقت سراح عدد منهم بعد أسابيع من التحقيق، وعلى ما يبدو كانت عملية الاعتقال لها علاقة بهذه القضية.
حيث ذكرت تقارير إسرائيلية أنه ضمن هذه القضية اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ستة تجار فلسطينيين من قطاع غزة أحدهم من مدينة خان يونس والباقي من مدينة غزة بمساعدة جهاز «الشاباك»، ووجهت لهم لائحة اتهام أمام المحكمة الإسرائيلية، بتهمة تهريب مواد لحركة حماس تستخدم في تأهيل الأنفاق، وذلك بعد أن أجرى جهاز «الشاباك» تحقيقا مع 26 إسرائيليا وفلسطينيا في هذه القضية.
وحسب زعم مصادر أمنية في إسرائيل، فإن حماس اشترت كميات من الحديد خلال هذه الفترة بقيمة 30 مليون دولار، وأنها كانت تدفع للتجار الإسرائيليين مبالغ مالية كبيرة شهريا جراء ذلك، كذلك اشترت حماس مواد اتصالات وأجهزة «UPS» ومولدات كهرباء وسيارات، وكذلك مواد كهربائية وكوابل اتصالات.
وتمنع إسرائيل توريد مواد البناء إلى قطاع غزة، إضافة إلى العديد من السلع والمواد الأخرى ضمن الحصار المفروض على السكان منذ ثماني سنوات.
لكن إسرائيل التي تفرض هذه القيود على السكان في غزة، اعترفت أكثر من مرة بأن حماس تمكنت من ترميم أنفاق الهجوم التي شيدتها في أوقات سابقة، وجرى تدميرها في الحرب الأخيرة على غزة الصيف الماضي.
وخلال تلك الحرب تمكنت حماس من استغلال الأنفاق التي شيدتها أسفل الحدود الفاصلة بين شرق القطاع وإسرائيل من تنفيذ عمليات بعد التسلل إلى إسرائيل.
وشكلت الأنفاق في تلك الحرب التي دامت 51 يوما هاجسا كبيرا لإسرائيل التي ادعت أنها دمرت غالبية أنفاق الهجوم في تلك الحرب. وهذه الأنفاق عبارة عن ممرات أرضية لها أكثر من فتحه، يدخل فيها مسلحون حماس ويستطيعون المرور من خلالها للجانب الإسرائيلي من الحدود.
وكذلك استخدم كتائب القسام الجناح المسلح لحماس هذه الأنفاق في إخفاء الصواريخ التي أطلقتها خلال الحرب على إسرائيل.
 
أشرف الهور