Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jul-2017

مسابقة "الفيلم الأردني القصير".. أفكار جريئة ومعالجات ركيكة

 

عمان-الغد- في الطبعة الـ11 من مسابقة الفيلم الأردني القصير التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الفرنسي العربي في دورته الـ23، كانت للأفلام المتنافسة هويات مختلفة في معالجة القضايا التي طرحتها وحتى في التعبير عنها.
بعض منها لم يفرق بين الوثائقي والتقرير الإخباري، فيما الروائية منها أضاعت الفكرة وبقيت بدون وجهة محددة، والأفضل وهم قلة تلك التي نالت تسميات خاصة وفازت.
وعلى الرغم من قيمة المواضيع المطروقة بين قضايا عن زواج القاصرات وزواج المرأة من مغتصبها، وأخرى اجتماعية يومية؛ الفقر، الموسيقى الجريئة، أماكن تاريخية وغيرها، لكن بعضها لم يكن قادرا على تحقيق عناصر بناء الفيلم البسيطة، وهذا مرتبط بالخبرة والخلفية التعليمية، فبعض منها أفلام طلابية وأخرى نتاج ورش تدريبية.
وهذا يلفت النظر لأهمية التقاط تلك العناصر والضعف فيها، بحيث يتم التركيز على البناء الدرامي للفكرة وتحويلها لقصة، وجمع العناصر الفنية التي تشكل الفيلم سواء في العمل الروائي والوثائقي وإن كانت المعدات بسيطة، فالإبداع يولد في أكثر المصادر قلة.
وتنافس 14 فيلما، من أصل 27 التي تقدمت للمسابقة، وأعلنت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج التونسي فريد بو غدير والمخرجة الأردنية دراين سلام والصحفية إسراء الردايدة، الفائزة منها، إلى جانب تسميات خاصة تقديرا للأعمال الأخرى التي استحقت ذلك.
في قائمة الوثائقي، شاركت 6 أفلام، بعض منها وقع في فخ التقرير الإخباري والمقابلة التي بني عليها الفيلم والأفكار؛ إذ واجهت مشكلة في متابعتها وحتى تنفيذها، فيما المقابلات كانت تقريرا تلفزيونيا مباشرا وكأنه ينقل حدثا.
ومن الأعمال التي نافست في تلك الفئة هي “ابدأ الآن” لأنور الشوابكة، “حكاية الطواحين” لبشار السليحات، و”the urban ship” لزينة قرنفلة.
ثلاثة من تلك الفئة تميزت بشكل جيد، من خلال طرح الحالة، وإيجاد طرق فنية للتعبير عنها للخروج من نمطية التقرير التلفزيوني وطرح آراء متعددة، وحتى في الفكرة نفسها، وصولا لبناء الفيلم كعمل وثائقي بشكله الأساسي.
ومن هنا منحت لجنة التحكيم تسمية خاصة لفيلم المخرجة ياسمين مصطفى “ميتال مكتوم” وفيه تحدثت عن فرق الميتال وعالمها، من خلال مقابلات مع فرق محترفة، وآراء مختلفة، غاصت في عالمهم مع طرح للأسباب التي تجعل من هذه الموسيقى جدلية وما يتردد عنها.
ونالت التسمية، للجرأة في اختيار موضوع لا يتم التطرق إليه عادة، والموضوعية في طرح الرأي والرأي الآخر، وترك مساحة للمشاهد للتفكير.
والتسمية الأخرى منحت لفيلم “اسمي أم محمد”، لمخرجه أنس عطوة، الذي تناول فيه حالة سيدة تعمل في بيع مواد بعد استخراجها من النفايات برفقة ولديها، وسبب اختياره امتلاك لغة سينمائية وشاعرية، تتغلب على الرؤية الصحفية العادية، عبر البحث عن طرق فنية لطرح الحالة.
فيما فاز فيلم “راعي المدينة” لأيسر عبد الحميد، بجائزة الفالكون، الذي تناول فيه حياة راعي الأغنام وروتينه اليومي، متتبعا خطواته منذ بداية النهار حتى آخره، كيف يمضي يومه، بتفاصيل دقيقة وعفوية مبقيا على هوية شخصيته.
واختارت اللجنة التحكيمية هذا الفيلم رغم صوت الراوي للعمل الذي أضعفه، إلا أنه يحمل روح العمل الوثائقي من خلال العلاقة التي قدم فيها احتراما للشخصية التي كونت صلة مع المكان والزمان والطبيعة بشاعرية وأصالة، مبرزا التناقض ما بين الحياة السريعة في المدينة وحياة الراعي الذي لم تتغير قدرته على التأقلم مع المحيط رغم كل شيء.
أما الأعمال الروائية، وهي 8 أفلام، فتلك الحلقة الأضعف، فبعض الأعمال حملت فكرة بسيطة واجهت مشكلة في تنفيذها، وأخرى فكرتها مهمة مثل زواج القاصرات وحتى شخصيات مؤثرة في المجتمع بإخراج ركيك وهمة ضعيفة لإدارة التصوير والتنفيذ، وأخرى بدت أشبه بفيديو دعائي.
الأعمال التي تقدمت هي “حفرة جديدة” للمخرجين ليث وغيث العدوان و”باب 422” لأحمد الشناوي، و”مش ع طريقي” لمحمد خابور، و”لحظة” لعبادة الضمور، و”الجنازة البيضاء” لراما ساهوني، و”لاين” لمخرجه أنس المبيضين، إلى جانب فيلمين هما الأفضل أحدهما لم يشارك في المسابقة، بل جاء عرضه في إطار مشاركة اسمية، نظرا لمستواه الفني والتقني والاحترافي، ومنحته لجنة التحكيم تسمية شرفية لعناصرة الفنية العالية، متيحة المجال للأعمال الأخرى لتحظى بدعم المهرجان، وهو فيلم المخرجين أنس خلف ورنا كزكز “ماري نوستروم”.
الفيلم بني على أحداث قصة فتاة سورية نجت من غرق قارب على أطراف سواحل المتوسط، بعد غرق غالبية من هم فيه من اللاجئين السوريين في بناء درامي، يسلط الضوء وبخاصة على هجرة السوريين عبر البحر هروبا من جحيم الحرب. 
ماي نوستروم هي عبارة لاتينية معناها بحرنا وتطلق على البحر الأبيض المتوسط؛ همزة الوصل بين العالمين العربي والغربي.
ويختار هذا الفيلم وسيلة الترويع كأنه يريد أن يقول لا تتعودوا على الجحيم؛ جحيم المهاجرين السوريين والأفارقة الذين يعتلون أمواج المتوسط بحثا عن آفاق أخرى غير عابئين بخطر الموت المحتمل.
البحر الذي ابتلع الأرواح يقف ممتدا أمام أب عقد العزم على الهجرة، وها هو يرمي ابنته الصغيرة التي تلعب على الشاطئ في البحر مرتين. الصغيرة التي أنقذت مرة أولى من طرف مصطاف والمرة الثانية بمجهودها لم تفهم وكذلك المتفرج في بادئ الأمر، أن قسوة والدها نابعة من الحب، كان يدربها على جحيم الغرق وعلى الإفلات منه.
فيما فاز فيلم المخرجة سندس مصطفى “كاثارسيس”، بطولة وسام طبيلة بأداء جميل ولافت، الذي يتناول حالة المجتمع والشعور بالذنب من أي مصدر للفرح، وعالجته بأسلوب فكاهي ومبتكر بخلق حالة عامة لافتة، وقصة إنسانية.
وبحسب لجنة التحكيم، فإن هذا العمل يمثل “محاولة أصلية لانتقاد النظرة التشاؤمية في المجتمع الأردني، عبر الرمزية وحس الدعابة والشخصية الكاريكتيرية”.
فيما منح الجمهور الجائزة بعد التصويت لكل من فيلم “ميتال مكتوم” لسندس مصطفى، و”الجنازة البيضاء” لراما ساهوني، والفائزون سيشاركون في النسخة الفرنسية من المهرجان في مدينة نوازي لو سيك الفرنسية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. إلى جانب استشارة مجانية في كتابة نص مشروعه الجديد من “تيل بوكس” واشتراك في مكتبة الهيئة الملكية للأفلام لمدة عام.