Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-May-2019

فجاجة غرينبلات توضح الحقيقة* محمد سويدان

 الغد-لم يخف المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، حقيقة “صفقة القرن” التي قررت الإدارة الأميركية كشف تفاصيلها بعد عيد الفطر، وبعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، حقيقة ومضمون هذه الصفقة التي يرى فيها الفلسطينيون والأردنيون خطة أميركية لتصفية القضية الفلسطينية، وليست “خطة للسلام في الشرق الأوسط”.

فغرينبلات، كان واضحا بتصريحه لقناة “فوكس نيوز” الأميركية، فقد أكد على جوهر هذه الصفقة، والهدف منها بشكل فج وصريح في ذات الوقت، فالولايات المتحدة لا تخشى أحدا، وهي منحازة كليا لكيان الاحتلال الإسرائيلي. فغرينبلات، أكد أن “هناك شيئاً واحداً لن تقدم الولايات المتحدة عليه، وهو المساومة أو التفريط بأمن إسرائيل”.
إذن، ليس هدف هذه الصفقة المؤامرة، تحقيق السلام في المنطقة، أو تحقيق العدل، وهذا أصبح واضحا للداني والقاصي، وانما حماية أمن كيان الاحتلال، وتحقيق مصالحه على حساب الشعب العربي الفلسطيني، وعلى حساب جميع العرب.
المخطط التصفوي للقضية الفلسطينية واضحا وضوح الشمس، وكل التصريحات الأميركية، تدل عليه، بالإضافة إلى الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية سابقا، وأبرزها نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمة لكيان الاحتلال.
وبالرغم، من هذا الوضوح، إلا أننا لم نرى حتى الآن خطة فلسطينية عربية لمواجهة هذه المؤامرة الخطيرة.. باستثناء الموقف الفلسطيني الذي قاطع الإدارة الأميركية، والموقف الأردني الرسمي والشعبي الرافض للمؤامرة، فان الدول العربية لا تعتبر التصدي للهذه الصفقة أولوية.. هناك ضعف واضح بالموقف العربي وحتى الاسلامي للتصدي لـ”الصفعة” الأميركية المرتقبة.
إن انشغال بعض الدول العربية في شؤونها الداخلية، لايعفيها ولا يعفي باقي الدول العربية من اتخاذ موقف واضح، وخطوات حقيقية على الأرض لمواجهة والتصدي للصفقة. فاخطار هذه الصفقة ستطال كل الدول العربية، وخصوصا الدول المحورية.
باستمرار، كان الموقف العربي الرسمي، يؤكد أن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي الفلسطينية التي احتلت العام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة.. صفقة القرن، ستلغي هذا الموقف، حيث لاذكر لحل الدولتين، والشيء الوحيد الثابت بهذه الصفقة هو تصفية القضية الفلسطينية. لذلك، فان الحل العادل سيختفي وستصفيه واشنطن، وهذا الأمر سيقود إلى توتر شديد في المنطقة، فالشعوب لن ترضى بالمخطط التصفوي الأميركي. فماذا أعدت الدول العربية على المستوى الرسمي لمواجهة هذا الخطر؟ يبدو، أنها لم تعد شيئا، ولذلك فلن تكون بعيدة عن الاخطار وستتأثر سلبيا، وعليها أن تبدأ بالعمل لمواجهة هذه الصفقة، ورفض الضغوط الأميركية.