Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2021

يوم القدس هو يوم حداد وطني

 الغد-هآرتس

 
روغل الفر
 
يوم القدس هو يوم حداد وطني. هذا هو اليوم الذي يحيي فيه المجتمع الإسرائيلي ذكرى احتلال شرقي القدس. وليس تحريرها. وليس توحيدها مع غربي المدينة. وليس حريتها. الفلسطينيون الذين يعيشون في سلوان والشيخ جراح وشعفاط لم يمروا بمختبرات الحرية بعد انتهاء حرب الأيام الستة. هم، وكل شرقي القدس، تم احتلالهم. أجل، هذه هي الحقيقة: شرقي القدس احتل في حرب الأيام الستة، ومنذ ذلك الحين يسكن فيها سكانها تحت احتلال عنيف وقمعي وإقصائي ومهين.
يوم عيد؟ ماذا بالضبط يوجد للاحتفال به؟ فاشيون يهود مما يسمى بـ “الصهيونية الدينية” – حركة قومية متطرفة، عنصرية وغير ديمقراطية – تواصل في هذه الأيام الاستيطان في أحياء في شرقي القدس، وطرد السكان الفلسطينيين الأصليين. هذا يسمى “تهويد”. وهذا التهويد هو تطهير عرقي بوسائل عقارية. لذلك، من بين السياسيين، بالذات ايتمار بن غبير، هو الذي يقف مؤخرا في الشيخ جراح من أجل تأييد الترانسفير الديمغرافي للفلسطينيين. هذا الكهاني الصريح، الذي هو مؤيد متحمس لقاتل الجماهير اليهودي والعنصري، باروخ غولدشتاين.
يوم القدس يحيي ذكرى الحدث الذي فيه احتلت إسرائيل الحرم، هي لم تحرره، بل احتلته. إذا قرأتم مقالات الرأي في “مصدر أول” وفي “إسرائيل اليوم” أو في القناة 7 فستعرفون أن الحرم هو المكان الأكثر قداسة على وجه الأرض لليهود. هذا كذب. حقيقة، أنا يهودي والحرم غير مقدس بالنسبة لي. الحقيقة – يجدر أاحيانا قول الحقيقة البسيطة – هذا هو العلاج الأفضل لدعاية كاذبة – وهي أن جبل الهيكل (الحرم) غير مقدس بالنسبة لملايين الإسرائيليين.
هم لا يتطلعون إليه ولا يشتاقون للحج إليه، ولا يحلمون ولا يفكرون به. ببساطة هو لا يعنيهم. من ناحيتهم هذا موقع مقدس إسلامي، وهذا الأمر على ما يرام. ليس لديهم أي مشكلة مع ذلك. الحرم لا يشكل قمة سعادتهم، لذلك ليس لديهم ما يحتفلون به في يوم القدس. ولكن عندما يشاهدون مسيرة الأعلام الفاشية والرقص بتعال مقرف في الحي الإسلامي في البلدة القديمة، فهم يشعرون بالخجل. لأن مسيرة الأعلام لا تمثلهم. بل هي تمثل كل ما يشمئزون منه.
يوم القدس يحيي ذكرى احتلال حائط المبكى. حائط المبكى هو مجرد حجارة. أشخاص غريبو الأطوار اعتادوا وضع الجبين والأيدي عليه وأن يصلوا هناك. هذا غباء فيمكن أن نصلي في أماكن كثيرة أخرى. هم أيضا يدسون أوراقا مطوية بين الشقوق. لا أحد يقرأها هناك. هذه الاوراق تتعفن وتتآكل، هذا مجرد فلوكلور ليس إلا، ولا يشكل مصدر سعادتنا ولا أساس وجودنا.
ولكن حائط المبكى هو أيضا الموقع الذي تفرض فيه الدولة بواسطة المؤسسة الأصولية شوفينية ظلامية وبدائية. ومحو أي تيار يهودي ليبرالي. مكان مقرف. ماذا يوجد للإسرائيلي الليبرالي هناك كي يبحث عنه. لا شيء. حائط المبكى كان يمكن أن يكون موقعا تاريخيا مهما، وله قيمة مثل الكولوسيوم في روما. ولكن هذا ليس موقعا يديره المؤرخون، بل هو موقع يدار من قبل متدينين متطرفين وظلاميين يستخدمونه من أجل نشر مواقفهم وفرضها على الجميع. بالضبط مثل “مدينة داود”، وهي رمز آخر مؤسف للقومية المتطرفة اليهودية. إن قدمي لم تطأ حائط المبكى منذ أربعين سنة تقريبا. ويبدو أنني لن أذهب إلى هناك مرة أخرى حتى وفاتي.