Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Jan-2018

أين كنت عندما كان عمري 26 سنة؟ - اوري افنيري

 

هآرتس
 
الغد- لا، لا أريد الكتابة عن قضية يائير نتنياهو، أنا ارفض بشدة. لا توجد قوة في العالم تجبرني على فعل ذلك. ومع ذلك، أنا أجلس وأكتب، وربما في الحقيقة هذا اكثر من مجرد نميمة. وربما هذا أمر لا يمكن تجاهله. كل شيء نبع من محادثة بين ثلاثة شباب في سيارة. هذا كان قبل سنتين، أحد هؤلاء الشباب كان يائير، الابن البكر لرئيس الحكومة، اسمه يائير، بالطبع على اسم قائد "الليحي" الذي كان اسمه الحقيقي ابراهام شتيرن. يائير الاصلي انفصل عن التنظيم العسكري القومي "الايتسل" في العام 1940 عندما وقفت بريطانيا وحدها أمام القوة العظمى لالمانيا النازية. "الايتسل" أوقفت بشكل مؤقت نشاطها ضد الحكم البريطاني، في حين أن يائير طلب القيام بالعكس: استغلال الضائقة البريطانية من اجل التحرر من الحكم البريطاني في البلاد. وقد تم قتله بنار الشرطة البريطانية. 
يائير إبن نتنياهو وصديقيه قاموا بجولة بين نوادي التعري، يبدو أن هذا التعريف وصف مهذب لبيت الدعارة. شخص ما اهتم بتسجيل المحادثة بين الثلاثة ونشرها. ومنذ ذلك الحين لا أحد في إسرائيل يتحدث عن موضوع آخر.
هذا التسجيل يثير تساؤلات كثيرة، كل تساؤل اسوأ من الآخر. احدها هو من الذي قام بالتسجيل؟ عدا عن يائير وصديقيه كان في السيارة شخصان آخران وهما السائق والحارس الشخصي. هذا الوضع المخجل يثير أيضا عدة اسئلة حادة: لماذا يوجد حارس شخصي لشاب عمره 26 سنة، وكذلك من اجل جولة في نوادي التعري؟.
لا توجد ليائير وظيفة رسمية. لم يكن هناك لأي إبن أو إبنة لرئيس حكومة سابق، حارس شخصي. لا يوجد أي خطر ظاهر يهدد نتنياهو الشاب. اذا كان الامر هكذا فلماذا يجب أن ادفع مقابل حارسه الشخصي؟ يائير سافر في سيارة حكومية، يقودها سائق حكومي. لماذا يستحق ذلك؟.
من هو يائير نتنياهو هذا؟ ماذا يعمل ليكسب رزقه؟ ليست له مهنة. ليس له عمل. هو يعيش في البيت المحصن لرئيس الحكومة ويعيش على حساب الدولة. ما هو ماضيه؟ الخدمة التي قام بها كانت جندي في لواء المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي. 
كل قارئ يمكنه أن يسأل نفسه: أين كنت أنا عندما كان عمري 26 سنة؟ بالنسبة لي، في هذا الجيل كنت في "الايتسل" منذ بضع سنين، بعد سنة متواصلة من القتال في حرب 1948، بعد اصابتي في المعركة وبعد أن بدأت العمل كمحرر في مجلة اخبارية اسبوعية، حصلت على الرزق في جيل الـ 15 سنة، هذا ليس أمر يجب التفاخر به بشكل خاص. شباب كثيرون في عصري كان لهم ماض مشابه (باستثناء الجزء الصحافي بالطبع).
هل يمكن تفسير هذا الجانب من قصة نتنياهو الشاب على خلفية عائلته؟ هل يمكن اتهام والديه بطبيعة الاولاد؟ كل هذه القضية كان يمكن أن يكون شأن عائلي لو لم تثر التساؤلات في اوساط الجمهور. ما هي البيئة الاجتماعية لرئيس  الحكومة؟ بنيامين نتنياهو هو ابن البروفيسور الذي عاش في ظروف متواضعة جدا. بنيامين نفسه عاش معظم حياته براتب من الحكومة، وها هو ابن بنيامين نتنياهو يقضي وقته مع أبناء الأثرياء. 
لرئيس الحكومة دور في تمويل مشاريع كبيرة في الدولة. الآن تقوم الشرطة بأربعة تحقيقات منفصلة متعلقة به. فعليا، الكثير من اصدقائه الشخصيين في التحقيق، وليس فقط صديقه المقرب الذي هو أيضا محاميه وقريبه، الذي تم التحقيق معه في قضية الغواصات من المانيا. في حياته الشخصية تم التحقيق مع نتنياهو حول تلقيه خلال فترة زمنية طويلة سيجار ثمين من اصدقاء اثرياء. زوجته سارة نتنياهو تم التحقيق معها على تلقي بصورة منتظمة الشمبانيا الثمينة من ملياردير آخر.
كل هذه الاجواء من الفساد العام والشخصي في قمة الدولة بعيدة جدا عن ماضينا، هذا شيء جديد، يعبر عن عهد نتنياهو، لا يمكن تصور أن شيئا كهذا كان يمكن أن يحدث في عهد بن غوريون. صحيح أن إبنه عاموس كان متورط في قضايا معينة، تم الكشف عنه في "هعولام هزيه"، لكنها لم تكن تشبه أي قضية من قضايا هذه الايام. 
عندما كان مناحيم بيغن عضو في الكنيست، كان ما زال يعيش في شقة تتكون من غرفتين، والتي اختبأ فيها عندما كان الارهابي الاكثر طلبا في فلسطين (ارض إسرائيل). غولدة مئير ويتسحاق رابين وشمعون بيرس عاشوا في بيئة متواضعة. في حين أن السخرية الشعبية منحت نتنياهو لقب "الملك"، حتى "القيصر". يتحدثون عن "العائلة المالكة". لماذا؟ احد الاسباب يرتبط بعنصر الزمن. نتنياهو الآن في ولايته الرابعة، هذه فترة طويلة جدا.
"السلطة تفسد، والسلطة المطلقة تفسد بصورة مطلقة!"، قال اللورد آكتون البريطاني قبل 200 سنة تقريبا. بدل "مطلقة" يمكن أيضا كتابة "مطولة". الشخص الذي يكون في السلطة يكون محاط بالاغراءات والاشخاص المتملقين والمفسدين. وكلما مر الوقت كلما ضعفت مقاومته للاغراءات. للأسف هذا أمر انساني.
بعد فترات الولاية الطويلة – دون نهاية لفرانكلين روزفلت الذي كان رئيسا مستقيما وناجعا، قرر الشعب الأميركي بحكمة كبيرة أن الرئيس يمكنه تولي منصبه بحد أعلى، ولايتين. من تجربة شخصية توصلت أنا أيضا إلى استنتاج أن ولايتين هي المعيار الصحيح. كنت عضو كنيست مدة عشر سنوات، وبنظرة إلى الوراء، كان علي الاكتفاء بثمانية، في السنتين الاخيرتين شعرت بانخفاض الحماسة والنجاعة.        خلافا للعديد من الإسرائيليين أنا لا أختلف عن بنيامين نتنياهو. فهو لا يعنيني حقا كانسان، لكنني اعتقد أنه يشكل خطر على مستقبل الدولة. إن الجنون الذي يربطه بالحكم يؤدي به إلى بيع مصالحنا لقومية لمجموعة من المنتفعين، ليس فقط لاصحاب المليارات، بل أيضا للمؤسسة الدينية الفاسدة واشخاص آخرين كثيرين. شخص كهذا غير مؤهل لصنع السلام، حتى لو أراد ذلك. فصنع السلام بحاجة إلى قوة وشخصية قوية مثل الاستعداد للمخاطرة بفقدان الحكم. جرأة كهذه لا توجد في عالم نتنياهو على الاطلاق. باختصار، قل لي من هو ابنك وسأقول لك من أنت.
 
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment