Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2021

حماس تندفع نحو المواجهة

 الغد-يديعوت أحرونوت

 
اليكس فيشمان
 
العناوين تجتذب إلى القدس: يوم القدس، مسيرة الأعلام، يوم النكبة، الشيخ جراح، ولكن هذه محطات في الطريق إلى المواجهة. قلب القصة هو غزة: منظمة حماس قررت أخذ المخاطرة والخروج لمواجهة مسلحة مع إسرائيل. ليس لها الكثير من الوقت للتردد، فلقد فتحت أمامها نافذة لفرصة تاريخية، محدودة في الزمن، وتنال الصدارة ليس في غزة فقط، بل وأيضا في الضفة ولقيادة المجتمع الفلسطيني.
المواجهة المسلحة مع إسرائيل هي وسيلة للارتفاع درجة في الوعي الفلسطيني كقوة رائدة. نحن نوجد اليوم في مرحلة حرجة من خطة حماس تنتج فيها أو تستغل أحداثا كي تجر إسرائيل إلى رد عنيف. فإطلاق عشرات الصواريخ إلى عمق إسرائيل دون أن تتمكن من أن تعرض، قبل ذلك، للجمهور الفلسطيني وللعالم العربي صور عشرات القتلى في الضفة أو دمار تسبب به قصف إسرائيلي في غزة – سيجعل من الصعب عليها تجنيد الرأي العام. تجنيد سكان غزة هو حيوي من ناحيتها. إذ أنهم هم الذين سيدفعون ثمن المواجهة. وإجماع فلسطيني وتأييد عربي في أثناء جولة عنيفة اخرى مع إسرائيل لن يحسن مكانة حماس فقط، بل وأيضا سيسرع ضغوطا دولة لإنهاء المعركة فيما حماس تقف على قدميها فتنشد أناشيد النصر، مثلما حدث في الماضي.
في الجمعة وفي السبت الأخيرين – على خلفية الاضطرابات في القدس – استعدت إسرائيل لنار الصواريخ من غزة. وأقرت شعبة العمليات لسلاح الجو الاستعداد لموجة واسعة من الهجمات في القطاع. غير أن حماس فاجأت إسرائيل، ولم تطلق النار باستثناء صاروخ واحد. ربما لأن هناك احدا ما يخشى من رد إسرائيلي بقوة غير متوقعة. وهم ينتظرون أن تكبو إسرائيل فترتكب خطوة تضعهم ظاهرا في وضع “اللامفر”. تبني حماس على التصعيد بالتدريج: بالونات، حرائق، مظاهرات على السياج، وحدات الإرباك الليلية، أما إسرائيل، حاليا فلا تخدمها. لا يوجد تعزيز كبير للقوات حول غزة باستثناء القبة الحديدية وذلك كي لا ترفع التوتر. وعلى أي حال، فإن سلاح الجو هو الذي سيقوم بالمهمة.
وبالتوازي تنقل إسرائيل رسائل تهدئة من خلال العالم العربي الذي تحاول حماس تجنيده. مصدر عسكري رفيع المستوى أعلن أن الرد “الطفيف” لحماس حتى الآن هو دليل على أنه ليس لها نية لتصعيد الوضع. وهذا بث للوعي يستهدف التهدئة.
ولكن لحماس توجد كل الأسباب التي تجعلها تضرم النار الآن بالذات في شعلة كبرى. فإسرائيل توجد في فترة سلطوية انتقالية، وفي حماس يقدرون أن القادة في إسرائيل لا يوجدون في وضع من إعلان الحرب على القطاع. في السلطة الفلسطينية، منذ إعلان أبو مازن عن إلغاء الانتخابات، يوجد الرئيس الفلسطيني وفصيل فتح الذي يقوده في أسفل الدرك. لا يوجد رب بيت في الضفة.
حماس تركز على جهدين: في الساحة العسكرية تحاول إشعال انتفاضة في الضفة، فيما تدفع نحو موجة أعمال شغب وعمليات ضد أهداف إسرائيلية. في الجنوب تحاول أن تشعل الحدود بالتدريج، بحيث أن الصلية لعسقلان أمس تشكل محاولة أخرى لجر إسرائيل لرد دراماتيكي. وفي الساحة السياسية تخلق جبهة مشتركة مع كل القوى السياسية التي تضررت كنتيجة لالغاء الانتخابات وتبني تحالفا تقف على رأسه. وهذا منذ اليوم هو اكبر من ذاك الذي يمثله أبو مازن.
إن مواجهة مسلحة مع إسرائيل ستجعل حماس تقفز، بطرق قصيرة، إلى الهدف. غير أن نافذة فرصها محدودة الزمن: في إسرائيل على ما يبدو ستقوم حكومة، السلطة في الضفة – على الأقل خلفاء أبو مازن – سيصحون لأنهم يفهمون الخطر، أيام ما قبل العيد والعيد الفلسطينية ستنقضي، رمضان سينتهي، التوتر سيتبدد. حماس تريد أن تضرب الحديد وهو حامٍ. وسلوك إسرائيلي حكيم يمكن أن يصب ماء باردا عليه.