Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2020

لعله بات في خبر كان؟*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

شتى انواع الجدل تدور في أذهان الناس، لا أخص منهم الأردنيين، بل كل مواطني الكوكب لديهم قلق على المستقبل ومكتسبات الحاضر.
 
في الاعلام الأوروبي مثلا، جدل يتعاظم حول ما يطرحه التاجر الرقمي، صياد الفرص الذهبية (بيل جيتس)، حيث يطالب بحماية قانونية، تحميه من مسؤولية المضاعفات الجانبية للقاحات التي ستطال ٧٠٠ الف شخص حسب توقعاته، ولست أعلم بالضبط منذ متى أصبح تاجر الصدفة والفرصة هو المسؤول المطلوب منه أن يحافظ على صحة سكان الكوكب من خطر كورونا !.. على العموم هو جدل يكشف جزءا من الغموض حول الفيروس، ويبرر كثير من التحليلات التي تعبر الفيروس من انتاج صناعي بشري، وهو يشكل حلقة من مخطط اقتصادي كبير.
 
هل أحدثكم عن قلق وجدل محليين؟!.
 
ثمة جدل اردني، قد يعتبره بعضنا جانبيا وغير مبرر، لكنه يدور في رأسي شخصيا، ولو كانت المؤسسات تعمل والحياة العامة تسير وفق المعتاد، لسألت كل الناس عن رأيهم في موضوع التعليم المدرسي والجامعي.. هل؛ بل كم عدد الذين سيتحدثون طربا بأننا اجتزنا الاختبار العسير بزمن قياسي وبإجابات مستحيلة و(خرافية)، وأصبح التعليم «عندياتنا» رقميا، وما حدا قدنا، سنجد من يتحدث هكذا باعتبار ان الجائحة وقانون الدفاع وتعطيل المؤسسة التعليمية، هو بالضبط ما كان ينقصنا لنقدم حلولا سحرية لمشاكل مزمنة، بل سيقولون بأننا اكتشفنا أن أبناءنا الطلبة هم عباقرة في الحقيقة، ولم نكتشف هذا السرّ الا بعد أن أنعم الله علينا بجائحة، (شلّت العالم وأمله)، لكنه شلل في العالم كما ّنعلم، وليس في عقول البسطاء تلامذة الخرافة.
 
اكبر وأهم إنجاز على صعيد التعلم عن بعد، هو التوجه بلا معارضة الى اعتماد التعليم الالكتروني، ورغم أنه جاء عنوة و(غصبن عنا كلنا)، فهو لا يعمل بكفاءة، وهذا ليس تقييما، بل حقيقة، فنحن أساسا لانملك كل مقومات التعليم عن بعد، وثمة نقص في البنية التحتية، متعلق بالمهارة والأدوات وأساليب التقييم..
 
كل استاذ جامعي أو معلم مدرسي بل كل كلية ومدرسة ووزارة مختصة، كلهم يعتقدون بأن الحياة التعليمية تسير على قدم وساق وأن التعليم ماشي حالة بل يزعم بعضهم بأنه مثالي !.
 
لا أقلل من أهمية الخيار بالتوجه نحو التعلم عن بعد، بل أراه أفضل الحلول الممكنة، تبقينا جميعا قرب هذه المعادلة اليومية المستقبلية المهمة، وكتبت أكثر من مقالة تشيد بهذا الخيار، لكن يبدو أن بعض المعنيين بالتعليم في القطاعين العام والخاص قد أقنعوا أنفسهم بل صدقوا فعلا بأن الوضع مثالي، ولا أعلم كيف سيتحدث هؤلاء لو عادت الحياة اليوم لطبيعتها وطالبنا أحدهم بأن يجري تقييما واحدا لطلبته، كيف سيبرر عندئذ تدني مستوى الطلبة؟.
 
المؤسسات التعليمية التي حاولت التواصل والتفاعل مع طلبتها بشكل فردي واضح، هي التي حققت مستوى مقبولا من التعليم بمناهجه المقررة في كل مؤسسة تعليمية، علما بأنها ليست بالنتائج المثالية أيضا، لكنها نسبيا تبدو أفضل من الذين اقتنعوا بأن طلبتهم أصبحوا عباقرة، وكلهم متفوقون وعلاماتهم في الامتحانات كاملة !!.
 
الاختبار الأكثر صعوبة هو المتعلق بالتوجيهي، الذي يتوقع كل الناس بأن نتائج الطلبة فيه لن تختلف عن نتائج وعلامات الطلبة في بقية الصفوف، أو علامات طلبة الجامعات في امتحاناتهم الأون لاين.
 
يجب ان تتم تهيئة قاعات لكل طلبة الثانوية وتشديد الاجراءات الصحية والرقابية، وبعد أن تم تقليص المنهاج الدراسي المطلوب في امتحان الثانوية، فلا عذر لأحد حول إجراء امتحان مثالي.