الغد- إسرائيل هيوم
آفي برئيلي 21/4/2025
شبه المؤرخ اليهودي الأميركي ادوارد لوتفاك في مجلة "تابلت" بين عزلة نتنياهو في إسرائيل وأمام الرئيس الأميركي في 2023 – 2024 وبين عزلة تشرتشل في بريطانيا وحيال الكونغرس الأميركي الانعزال في الحرب العالمية الثانية في أعوام 1940 – 1941.
بالفعل، تصدى نتنياهو لاعتراض حاد من الداخل ومن الخارج، وليس فقط للعدو – بل أيضا لاعتراض رئيس الأركان السابق وقيادته ولاعتراض رئيس الشاباك الفاشل الذي تمرد عليه وعلى النظام الديمقراطي واستند الى مستشارة قانونية ومحكمة عدل عليا عديمي الكوابح. وقد ارتبطوا بإدارة أمريكية "صهيونية" كما قال بايدن، ومع "الاحتجاج" ومع "السابقين" الأمنيين على انواعهم سعوا لوقف الحرب لاجل الاطاحة بنتنياهو، فيما تكون إسرائيل مهزومة، مهددة و "جاهزة" لاقامة دولة عدو فلسطينية في قلب البلاد. هم فشلوا.
صحيح أن إنجازنا العسكري تقلص بسبب طريقة تبنتها هيئة الأركان السابقة وقيود أميركية؛ وصحيح أنه في اللحظات الأخيرة لادارة بايدن نجحت في أن تفرض وقف نار قبل اوانها في لبنان وفي غزة من خلال التهديد بعدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن في الأمم المتحدة. ومع ذلك، نجح نتنياهو في أن يتغلب جزئيا على الانهزامية في إسرائيل وفي الولايات المتحدة وان يفرض القطيعة في رفح وتصفية نصرالله وقادة حزب الله. وعندها، مع سقوط الديمقراطيين في الولايات المتحدة، فقدت الانهزامية سندها الأساس – لكنها لم تتوقف. الآن يحملها متقاعدون وبعض المقاتلين في عرائض "انهاء الحرب" والتي حسب الاستطلاعات تحظى بتأييد نحو 40 في المائة من المواطنين، أي نحو ثلث وربما اقل من الإسرائيليين اليهود. إنجازات استراتيجية حيال حزب الله، سورية وايران، وانجازات لا بأس بها لكن تكتيكية حيال حماس، انقذت إسرائيل من الهزيمة. لكن الإنجازات ليست مستقرة. طالما كانت جيوش إرهاب مثابة نازية تطلقها ايران تعمل على حدودنا وتحتجز مخطوفين إسرائيليين، وطالما لم تصف تطلعات الامبريالية لإيران، من خلال تصفية برنامجها النووي، تكون إسرائيل لا تزال لم تنتصر في الحرب.
هذا القول لا ينبع من "المصالح السياسية" لنتنياهو، كما يدعي محللون سياسيون قصيرو القامة بل من المصالح الوجودية لإسرائيل. فالإسرائيليون المستعدون لانهاء الحرب بهزيمة على أن ينحى نتنياهو يتطلعون الى إدارة ترامب، التي تسعى أيضا الى انهاء الحروب؛ والدليل جهودها لوقف الحرب في أوكرانيا من خلال فرض شروط قاسية على أوكرانيا؛ وجهودها للوصول إلى اتفاق مع إيران قد يبقي في ايديها قدرة على تخصيب اليورانيوم وقدرة إطلاق يكون كالسيف من فوق رأسنا.
إن "منهيي الحرب" عندنا لا يترددون في تسريب خطط عملياتية وقلبهم يمتلىء فرحا بتصريحات غامضة من مبعوث ترامب للمفاوضات مع ايران ومع روسيا. وهم يسحبون علينا تشبيها مع أوكرانيا ويأملون ان يتنكر ترامب لتصريحاته ويفرض علينا التسليم ببقاء حماس على شواطيء النقب الغربي، ببقاء حزب الله في لبنان وببقاء المشروع النووي الإيراني. لكن وضع أوكرانيا وإسرائيل مختلف جوهريا. أوكرانيا لا يمكنها أن تنتصر وحدها على روسيا.
ترامب محق. روسيا الفاشلة لا تهدد الولايات المتحدة إستراتيجيا؛ من الأفضل لاوكرانيا أن تقلص الأضرار وتوقف الحرب؛ وإذا كانت أوروبا تشعر بان روسيا التي احتلت جزءاً من أوكرانيا تهددها فلتتفضل وتتعاظم وتحمي نفسها. بالمقابل، اليوم إسرائيل يمكنها ويجب عليها أن تهزم وحدها حماس في غزة وتنقذ المخطوفين. يمكنها أن تفرض وحدها على لبنان نزع سلاح حزب الله ويمكنها أن تدافع عن نفسها ضد الجهاديين في جنوب سورية. كما أن إسرائيل يمكنها أن ترجع الى الوراء المشروع النووي الإيراني شريطة الا تعارض الولايات المتحدة. فضلا عن ذلك، للولايات المتحدة توجد مصلحة إستراتيجية لمنع خطر إيراني – صيني لمحور تجاري دولي من الشرق الأقصى ومن الهند إلى أوروبا والدليل هجومها المتعاظم في اليمن. وعليه فينبغي الأمل في أن تنضم إلى هجوم على النووي الإيراني. ترامب ونتنياهو هما من سيحسمان هنا.