Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2019

أمريكا الجديدة .. الرئيس ترمب البداية*محمد سلامة

 الدستور-دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره سحب قوات بلاده من شمال سوريا والسماح لتركيا بتنفيذ عملياتها العسكرية بالقول أنه انتخب على أساس وعود قدمها بإعادة جنوده إلى البلاد وأن هذه الحروب سخيفة ولا نهاية لها،  وأن الدول الإقليمية هي من يقوم بهذه المهمة. لكن ترى...ما هي الحقيقة التي دفعته لاتخاذ هذه المواقف ؟! .

بداية ..الرئيس ترمب قلب معادلات سياسية خارجية عديدة متجاوزا قرارات مجلس الأمن الدولي وموقف بلاده التقليدي   في قضية فلسطين  وسبق أن أعلن الإنسحاب من شمال سوريا في نيسان 2018م، لكنه تراجع بعدما جرى تقديم دفعات مالية  لبلاده للبقاء وصلت (100)مليون دولار،  وها هو الآن يقلب الطاولة من جديد ضد حلفائه الأكراد ومصالح إسرائيل وغيرها، وهكذا يتصرف ضد سياسات أعضاء من حزبه الجمهوري ويخالف جميع السياسات لمن في دائرة القرار داخل بلاده ، فهذه أمريكا اليوم وليست سياسة رئيس مزاجي ومتقلب كما تروج لنا وسائل إعلام ونخب سياسية جلها مرتبط بالغرب.
الرئيس ترمب ينفذ سياسات وقرارات عميقة جرى التوافق عليها لإنقاذ بلاده وتغليب مصالحها (امريكا أولا) وكلمة السخيفة التي يرددها يقصد بها عدم وجود تمويل مالي لقوات بلاده، وكلمة لا نهاية لها  لتبرير الإنسحاب،  فالقرار الإستراتيجي داخل واشنطن يتمثل في الحماية مقابل المال  والمساعدة للحلفاء في الحروب مقابل المال أيضا،  وأي طريق آخر ليس له مكان في قراراته السياسية والأمنية، فهو يرسل قوات إلى أماكن أخرى مقابل المال ويعرف أنها لن تطلق رصاصة واحدة لحماية أحد،  ودوره في المساعدة حال اندلاع الحروب بين حلفائه واعداؤهم وبالمال أيضا  ، وبغير ذلك سيتخلى عنهم.
الحروب السخيفة في المفهوم الجديد للرئيس ترامب قد يتبناها رؤساء آخرون،  وهناك ترجيحات بأن يصار إلى انتخابه مرة أخرى،  وما ينطبق على هذه المعادلة الجديدة له في الحماية مقابل المال نراه  يمارسها بصورة واضحة في علاقات بلاده مع الصين ودول عديدة،  فهو يريد إعادة بناء أمجاد امبراطوريته،  كما أن مواقفه متطابقة في الأزمات بين الدول،  فيتبنى سياسات مخافة لفرنسا وأوروبا،  ويريد من الجميع قبولها والبقاء في دائرة الانصياع لرغبات بلاده في العالم.
أمريكا الجديدة بعد الرئيس ترمب لن تكون أمريكا التي عرفها العالم قبله،  وعلينا الاعتراف بأنه انهك  اقتصاديات دول كبرى وأنه بطريقته يعاود التربع على عرش الاقتصاد العالمي،  ولا يعنيه الانتقادات من خصومه السياسيين داخليا أو من حلفاء بلاده خارجيا،  فكل شيء بات في سياق مواقفه وقراراته مرتبط أولا بالمال  وهذه السياسية تلقى مؤيدين لها بين جمهوره والامريكيين، وبكل الأحوال فإنه (أي ترمب) هو البداية لسياسات أمريكية جديدة في العالم .